طهران - أ ف ب - تراهن ايران على صادراتها من الغاز الطبيعي، الذي تحتل المرتبة الثانية عالمياً من ناحية احتياطاته، من اجل تنمية اقتصادها. ولكن مبيعاتها من هذه المادة لا تزال ضعيفة خصوصاً وانها فقدت عدداً كبيراً من الاسواق التي كانت تطمح الى الدخول لديها. وحتى الان، فان اذربيجان وتركمانستان هما الزبونان الوحيدان، غير ان ايران تعمل على تجهيز نفسها وتحاول استقطاب رؤوس اموال ضخمة للتصدير الى تركيا بهدف التوصل يوماً الى التصدير باتجاه اوروبا الغربية، وانما ايضا باتجاه الهند وعلى المدى البعيد باتجاه الصين. ويشار الى ان دبي تعتبر ايضاً زبوناً مهماً محتملاً. وتمارس وزارة النفط الايرانية وصايتها على قطاع الغاز وذلك عن طريق شركة الغاز الوطنية الايرانية بصورة رئيسية. وتمتلك ايران احتياطاً ضخماً من الغاز الطبيعي يقدر بنحو 20 الف بليون متر مكعب، وهي تحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد روسيا. كما تحتل ايران المرتبة الثانية ايضاً في انتاج النفط بين الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك مع احتياطات مؤكدة ضخمة من النفط الخام. وتتوقع ايران، التي تجني 82 في المئة من عائداتها بالعملات الاجنبية من النفط، ان تعوض عن تأخرها في دخول سوق الغاز لان منافسيها التقليديين روسيا والجزائر وقطر واندونيسيا وماليزيا تقدموا عليها بشكل كبير، وخصوصاً في اسواق الخليج والاسواق الآسيوية. وفي اول خطوة من نوعها على طريق تحريك هذا القطاع، وقعت طهران في عام 1996 عقدا بقيمة 20 بليون دولار مع تركيا يقضي ببناء خط لانابيب الغاز يربط بين البلدين واحتكار نقل الغاز الايراني على مدى 25 عاماً. وتجري ايران الآن مفاوضات مع الهند لنقل الغاز الطبيعي المسيل اليها، سواء عبر انبوب للغاز عن طريق البر عبر باكستان، وهذا ما قد يطرح مشاكل سياسية، او عبر انبوب للغاز تحت البحر. وتأمل ايران في ان يقوم كونسورسيوم دولي بتنفيذ هذا المشروع. ويدرس خبراء ايضاً مسألة تصدير طويل الامد باتجاه الصين، اول سوق محتملة تربطها بايران علاقات جيدة جداً. وسيكون الاستقرار الاقليمي أمراً اساسياً لا بد منه من أجل التوصل الى مثل هذه المشاريع لنقل الغاز الذي قد يتم عبر افغانستان. اما في شأن الاستهلاك الداخلي المتزايد جداً للغاز وفي شأن تنميته الاقتصادية، فان ايران تسعى الى رفع مستوى احتياطاتها الى حده الاقصى. وفي هذا المجال، فان حقل فارس الجنوبي 9100 بليون متر مكعب الواقع في الخليج على الحدود البحرية بين ايران وقطر هو من أكثر الحقول الواعدة. وطورت شركة "توتال فينا الف" المراحل الاولى منه في عام 1997 باستثمارات مقدارها بليونا دولار، وذلك باسلوب تنفيذ المشروع ثم استيفاء تكاليفه من خلال البيع وتسليمه الى الدولة. وهذا النوع من عقود الاستثمار هو الوحيد المسموح به في ايران حتى الان. وتعمل خمسة مصانع في الوقت الحالي لتحويل الغاز بطاقة اجمالية تبلغ 189 مليون متر مكعب في اليوم. اما مصنع الاسالونية الذي تقوم "توتال فينا الف" ببنائه، والذي تحول في غضون بضعة اعوام الى مدينة صغيرة يقيم فيها عشرة آلاف شخص، فسيدخل قيد الخدمة قبل نهاية السنة الجارية. وتقول وزارة النفط الايرانية ان الحاجات الداخلية المقدرة بنحو 60 بليون متر مكعب من الغاز في سنة 2001 تتوزع بنسب متساوية عملياً بين الاستهلاك المنزلي والصناعة ومحطات توليد الطاقة الكهربائية.