بيروت - "الحياة" - أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس "انه والقيادة السورية ليسا من رأي الصديق وزير الدفاع العماد أول مصطفى طلاس في تصريحه الذي تناول فيه البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وغير متفقين معه في هذا الموضوع". كلام بري نقله عنه نقيب المحررين ملحم كرم خلال زيارته ساحة النجمة أمس على رأس وفد من مجلس النقابة. ونفى وجود خلافات بين رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري. وقال: "قد يكون هناك تباعد في موضوع واحد، ولكن لماذا لا ننظر كم هناك من تقارب بين الرئيسين، قد يكون على جدول جلسة مجلس الوزراء نحو 50 بنداً، فإذا حصل تباين على بند او اثنين فهل هذه مشكلة؟ متى لم يحصل مثل ذلك؟ هل في عهد حكومة الرئيس سليم الحص لم تكن هناك خلافات، لكنها لم تخرج الى العلن يومها". وأكد ان ليس هناك اي تعديل حكومي، وقال: "بحسب معلوماتي، لا يوجد تغيير حكومي ولا تعديل، وما دام المجلس النيابي يعطي الثقة للحكومة فهي مستمرة وان كل ما يقال في هذا المجال غير صحيح ولسنا في وارد اسقاط الحكومة". قيل له: يقال ان هناك خلافاً بين حركة "أمل" ووزرائها في الحكومة؟ أجاب: "اذا كان هناك خلاف بين الحركة ووزرائها فكيف يستمرون في الحكومة؟ هذا طبعاً غير صحيح وهذا كلام". وعن موضوع دمج فروع الجامعة اللبنانية، قال "ان ما فهمته أن لا خلاف بين الرئيسين على هذا الأمر على الأقل. هذا ما فهمته من بيان رئيس الجمهورية ومن الرئيس الحريري شخصياً بعدما زارني أول من أمس بعد لقائه رئيس الجمهورية، وما فهمته منه أن المسألة مسألة توقيت وحيثية القرار، ويقول الحريري إن الموضوع طرحه رئيس الجمهورية وتم التوافق على ذلك، ولكن ما فهمته ايضاً ان هناك لجنة برئاسة نائب رئيس الحكومة عصام فارس تدرس اوضاع الجامعة وكلفت درس موضوع توحيدها خلال شهر، وصار من الممكن اخذ القرار اللازم في هذا الشأن". واعتبر بري "ان لا ضرر ان كان هناك فروع لكلية او لجامعة وانما المضر ان يكون هناك فرعان لأن هذا مؤشر الى التشرذم الطائفي". وأشار بري "الى وجود ضائقة اقتصادية، علينا جميعاً ان نعقد الخناصر لنتخلص منها ولننتصر عليها"، املاً "ان يتحقق كل ما اتفقنا عليه انا والرئيس الحريري في لقاء فقرا والا كنا أمام مأزق". ودعا الى "انشاء شركة هاتف خلوي ثالثة يكون دخلها كبيراً جداً ومسهماً في مساعدة لبنان على اجتياز المحنة الاقتصادية التي يمر بها"، مؤكداً "ان الهاتف الخلوي هو مورد رزق كبير للبنان". وعن لقاء قرنة، شهوان قال: "رأيي فيه معروف لكن ليس عندي علم أن اجتماعاً مناهضاً لهذا اللقاء قد تم بعد ذلك، اما عن الاجتماع الذي عقد في منزل النائب فريد الخازن فقد سألت عن الأمر وقالوا لي ان لقاءات بين عدد من القيادات كانت تحصل قبل لقاء قرنة شهوان وهي مستمرة". وتناول الوضع في الجنوب، وقال: "لماذا يعاقبون ابن الجنوب؟ لم ترد عليه اي مساعدة وقد أُقر له 500 بليون ليرة ولم يتقاض منها ليرة واحدة ولولا مساعدة دولتي الامارات العربية المتحدة والكويت، ولولا مؤتمر سيعقد قريباً في لبنان، لكنا امام كارثة". واعتبر بري "ان احد أسباب خفض قوات الطوارئ هو الضغط الاقتصادي على أهل الجنوب، هذه هي حقيقة الأمر بينما يحاولون ايهام اللبناني بأن الجيش لن يرسل الى الجنوب لأنه بذلك سيترجم ضد سورية". وقال ان "هذا الكلام غير صحيح والهدف منه تحريض الناس على سورية ولبنان وهناك مؤامرة اسرائيلية تطاولهما معاً". وسأل: "كيف يكون الحرص على ارسال الجيش الى الجنوب وتطيير الطوارئ في الوقت نفسه؟". وأكد ان "مزارع شبعا هي لبنانية وخاضعة للقرار الدولي الرقم 425 وبالتالي من حق الدولة ان تستعيدها ومن واجب القوات الدولية ان تساعدنا". وفي ردّ غير مباشر على العماد طلاس، وصف وزير الاعلام غازي العريضي "مطلقي الاتهامات اخيراً بالمشوّهين الذين يشوّهون الحقائق ويزوّرون ويتنكّرون للتاريخ". وأضاف: "لن نقول كلاماً بمستوى ما قيل ولسنا في موقع الاتهام لأننا في موقع الدفاع عن الحرية والديموقراطية والكرامة"، معتبراً "أن الشهادة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وفي وليد جنبلاط يعطيها التاريخ"، داعياً الى "ان يسلك الجميع درب الحوار والعقلانية والمنطق". وأشار العريضي خلال رعايته معرضاً اقامته منظمة الشباب التقدمي في بلدة بعورتا قضاء عاليه الى مسيرة الحزب التقدمي، وقال: "في هذه المسيرة محطات كثيرة وتضحيات كثيرة هي التي جعلتنا في الحزب وفي الاطار الوطني العام نحبط ونسقط كل محاولات استهداف وحدة البلد وانتمائه العربي الحقيقي، ونحن في مفهومنا لا فصل بين العروبة وبين الحرية لأن العروبة لا تعني بالنسبة الينا لا طائفية ولا مذهبية ولا انغلاق ولا تعصّب ولا قمع او كبت بل هي مجال اوسع وأرحب لممارسة الحرية والديموقراطية ولتعميم الثقافة والفكر الحر والمعرفة". وأضاف: "في هذا الوطن خصوصيات وأسس وركائز تميّزه عن سائر دول المنطقة وفي طليعتها هذا التنوّع الثقافي الفكري الطائفي السياسي الحزبي، تنوّع ضمن وحدة نريدها ان تبقى راسخة وثابتة تجمع كلمة جميع اللبنانيين على قاعدة التنوّع بينهم بمختلف انتماءاتهم".