عكست تصريحات النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح، خلال اليومين الماضيين في دمشقوالقاهرة، جو التشدد الذي خرج به وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي من اجتماعهم الاخير في الرياض. واصبح من المستبعد ان تفتح القمة العربية في عمان ملف "الحالة العراقية" في اطار بحثها في مصالحة عربية، بعدما اعادت الكويت طرح شروط هذه المصالحة، وهي: ان يعيد النظام العراقي الاسرى الكويتيين وان يعتذر عن غزو الكويت وان يعيد الممتلكات المسلوبة وان يطبق قرارات مجلس الامن الدولي. وقد طالب الشيخ صباح في القاهرة امس ب "اعتذار عراقي" واضح قبل الخوض في مسألة المصالحة مع العراق، فيما قال وزير الخارجية المصري عمرو موسى انه "لا يرى تشدداً" في الطلب الكويت. واتسعت امس دائرة المشاورات العربية تحضيراً لقمة عمان. فشملت الاتصالات لقاء عقده الرئيس ياسر عرفات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في عمان انتقل بعده الى اليمن ضمن جولته العربية الحالية، واتصالاً هاتفياً تلقاه العاهل الاردني من الرئيس جورج بوش تناول الوضع في الشرق الاوسط وقضية اتفاق التجارة الاميركي - الاردني. وتطرق اجتماع رئيس دولة الامارات العربية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع الرئيس السوداني عمر البشير في ابوظبي امس سبل تحقيق التضامن العربي. راجع ص 5 في غضون ذلك ا ف ب، صرح نائب رئيس الجمهورية العراقي طه ياسين رمضان أمس بأن على القمة العربية ان "ترفع الحصار عربياً ومن جانب واحد" عن العراق. واوضح ان "القمة لن تبحث في عقوبات ذكية أو غير ذكية. واذا كانت تريد ان تبحث في موضوع الحصار بشكل اساسي ... فالمفروض ان يرفع الحصار عربياً من طرف واحد ... واعتقد ان الوقت حان من اجل رفع الحصار من طرف واحد من جانب الدول العربية لان الحصار من الناحية العملية عربي". وفي شأن رفض الكويت استئناف الحوار مع العراق، قال رمضان: "نحن لا نتهافت على الحوار مع الكويت حتى نفكر بكيفية مواجهة رفض الكويت". ووصل وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحافالى عمان، أمس، للبحث في "التحضيرات الجارية للقمة". واجرى الشيخ صباح الاحمد محادثات موسعة في القاهرة في لقاءات منفصلة مع الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد ونظيره موسى الذي اكد ان "الحالة بين العراقوالكويت برمتها ستكون بنداً مدرجاً على جدول اعمال القمة العربية في عمان". ورداً على سؤال عن عودة التشدد الكويتي تجاه العراق والمطالبة باعتذار عراقي واضح، قال موسى "لا أرى تشدداً"، وفي شأن ما يتردد عن مسألة تأجيل مطلب تخفيف الحصار عن العراق، قال موسى: "لم يطلب الكويت ذلك". وصرح صباح الاحمد اثناء الزيارة بأن "لا مجال لفتح صفحة جديدة مع العراق خلال القمة" وبأنه "يجب على بغداد تلبية المطالب الكويتية اولاً". وقال الشيخ صباح انه "لا يمكن ان تكون هناك مصالحة قبل ان تعتذر بغداد عن غزو الكويت وتطلق الاسرى الكويتيين وتعيد الممتلكات المسروقة".