غزة - أ ف ب - ليس للفلسطيني علاء خليل ابو علبة الذي دهس بحافلته صباح امس مجموعة من الجنود والمدنيين الاسرائيليين قرب تل ابيب فقتل ثمانية منهم، اي انتماء سياسي، لكن دافعه كان الفقر ومشاهد العنف الاسرائيلي اليومية ضد الفلسطينيين. واصيب علاء 35 عاماً، الذي يعمل منذ خمس سنوات مع شركة الباصات الاسرائيلية العامة "ايغيد"، بالرصاص واعتقل بعد الهجوم الذي اوقع أيضاً 21 جريحاً. ولم يخف شقيقه حسين شعوره بالمفاجأة عندما علم بالنبأ. وقال لوكالة "فرانس برس": "لقد فوجئنا عندما سمعنا في الاذاعة ان علاء هو منفذ عملية قتل الجنود الاسرائيليين. لكن ما حدث أمر طبيعي من جانب أي فلسطيني يعيش بين شعبه ويرى اخوانه يقتلون". وأضاف: "ليس لأخي أي علاقة بأي تنظيم فلسطيني، انه انسان بسيط وعصبي ومنطو على نفسه". ومنذ بداية الانتفاضة الفلسطينية في 28 ايلول سبتمبر قتل 411 شخصاً بينهم 336 فلسطينياً. وأوضح حسين الذي وقف امام منزل شقيقه الفقير المكون من غرفتين في احد شوارع حي الشيخ رضوان الشعبي في شمال مدينة غزة ان عائلة علاء المكونة من زوجة وخمسة اولاد اكبرهم في التاسعة من العمر عانى من وضع اقتصادي سيء جدا بسبب توقفه عن العمل خلال الانتفاضة الاخيرة، وقد حصل على تصريح عمل قبل أيام فقط بعد رفع الاغلاق جزئيا عن الاراضي الفلسطينية. وقال للصحافيين الذين احتشدوا امام المنزل: "ليس لأخي علاقة بأي تنظيم فلسطيني. كان وضعه المادي سيئاً وكنا نساعده جميعنا". ومضى يقول: "لم يسبق لعلاء ان اعتقل سواء من قبل الاسرائيليين او الشرطة الفلسطينية، كما لم تكن لديه أي مشكلات أمنية أو سياسية أو جنائية". وأوضح ان "ما نشاهده يومياً من اغتيالات يقوم بها الاسرائيليون تجعل الانسان يقوم باي شيء". ويعمل علاء في اسرائيل منذ اكثر من عشرة اعوام، امضى الخمسة الاخيرة منها في شركة الباصات الاسرائيلية. وأكد جيرانه في الحي انه لم ينتم في حياته الى أي تنظيم فلسطيني او الى أي مجموعة سياسية. ويعمل معظم افراد عائلته سائقي باصات ولديهم شركة نقل خاصة بهم في قطاع غزة. ولا توجد داخل منزله أي صور لشهداء فلسطينيين او أي ملصقات تشير الى انتمائه لتنظيم ما. وقد حمل ابنه الاكبر خليل صورة كبيرة لابيه وهو يبكي. وعبر احد اقارب ابو علبة عن "اعتزازه" بتنفيذ هذه العملية، وقال قريب اخر ان علاء "كان بالأمس شارد الذهن". وتجمع العشرات من المواطنين امام منزل ابو علبة حيث شوهد ايضا عناصر من الامن الفلسطيني. وأوضح المتحدث باسم شركة الباصات الاسرائيلية العامة ران راتنر انه لم تكن هناك اي شكوك تحيط بعلاء ابو علبة. وقال للاذاعة الاسرائيلية: "انه يعمل لدينا منذ خمس سنوات وينقل العمال الفلسطينيين من قطاع غزة الى اسرائيل. وكان يحمل تصريحا من اجهزة الامن الاسرائيلية لقيادة الباص". وصباح امس، وبعدما انزل عمالاً فلسطينيين عند مفترق اليازور قرية فلسطينية دمرت في العام 1948، جنوب تل ابيب، قام علاء بنصف دورة بحافلته وانطلق باقصى سرعة في اتجاه تجمع يضم حوالي ثلاثين شخصا من مدنيين وعسكريين كانوا ينتظرون حافلة. وأضاف راتنر ان "جميع سائقينا اخضعوا لاختبارات امنية يقوم بها ضباط اسرائيليون. وهم يستجوبون ويراقبون بشكل مستمر. وجميعهم تزيد اعمارهم عن ثلاثين عاما ولديهم عائلة". واردف يقول: "من غير المفهوم ان يقوم احدهم بمثل هذا الهجوم الانتحاري غير المتوقع".