في ما يلي رسالتا حب تعمدنا نشرهما بأخطائهما رغبة في الابقاء على الاجواء التي تشيان بها. عزيزي حميد علامات استفهام في نفسي عديدة وأسئلة عديدة دون أجوبة، لكن كل هذه العلامات والأسئلة ليست عندي بمهمة. فالشيء المهم هو معرفة نفسي منك، ومعرفة حقيقة وجودي في هذا العالم الواسع، بل في هذا الكون اللامتناهي. أريد أن أعرف حقيقتي، هل أعيش الآن في حلم أم في حقيقة؟ في وهمٍ أم في واقع؟ وهل هذا الشيء الذي أضاء عتمتي هو حقيقي أو رؤية وهمية؟ لا أعرف! الذي أعرفه، أو الذي اقنعت نفسي بمعرفته هو أنني أعيش أملاً طالما حلمت به وصبوت اليه. يا أملي الوهم الذي تحقق، يا واحة في صحراء حياتي وصخرة الأساس في ركيزة وجودي، لا تخف على الجوهرة من العزلة، من النسيان والضياع، لأن في ذلك تثبيت ثقتي بك لأنك أنت الوحيد مكتشفها. أحلام في 12/12/1982 الحبيب منير انني افتش عن الخيط، الخيط الذي ربطني بك، وقت طويل مضى دون أن أراك، أن أتحدث اليك، أسترجع ذكرياتي وأضيع منير الإنسان الذي أحببت وصادقت. الغريب الوحيد، القريب، ماذا أعرف عنك؟ لماذا انقطعنا عن رؤية بعضنا؟ ماذا جرى؟ ومن جديد أرى نفسي أمام منير مع منير وكأنني لم أنقطع عن رؤيته أو عن التحدث اليه. أخاف. أخاف منك وعليك. أبحث عنك، ولكن من أنت، أشعر بعجز، أعجز عن الكتابة، قرأت لك رسائلك، الآن فقط أنا على مستوى العلاقة. هل ستفهمني منير؟ لم أعد أدري. أشياء كثيرة حصلت وأنت غائب حاضر، انني في توقٍ الى الصداقة والصدق، الصديق الذي لا يحكم عليك، الذي يحبك كما أنت، الذي لن يتخلى عنك مهما حصل. أنا بحاجة الى صديق أثرثر ولا يتهمني بالثرثرة. أعجز معه ويأبه لعجزي. أموت ويشاركني موتي. لصديقٍ أتحرر به ومنه... الكلمة لا تبقى عندي مجرد "ثرثرة" بل تتحول الى عملٍ صادق وأصيل. خوفي أن لا أراك كما أنت بل كما أريدك أن تكون الخووووف... شعور جديد ينتابني وآنس اليه، لم أتعوده بعد. لقد عديتني. لم أكن أخاف من فقدان شيء لأنني لم أكن لأعترف بقيمة لأي شيء. اليوم أفهم معنى صداقتنا بشكل مختلف، جذري وعميق. أنت غارق في حزنك المستعار وأنا هاربة من حزني العميق. منير ماذا تريد مني، هل تراني كما أنا أم كما تريدني أن أكون، الشوق والحنين، الحنين الى شيء لم نعرفه، عم تفتش؟ ماذا تريد؟ ماذا تنتظر.لقد هربت منك لألتقي بك. هربت منك نعم لأنني لم أكن أعي ما تريد. لم أكن أفهم الاستسلام. فالاستسلام ثورة ضد الثورة. منير كل ما أتمناه هو أن ألقى بك الصديق والحبيب الذي كنت أفتش عنه حتى حين كنا سوية... الشوق الذي لا يموت بوجود الآخر بل يزداد حدة. ماري 12/1/1980