} لندن - "الحياة" - كتبت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية أمس ان دعاة توسيع الحرب على الإرهاب لتشمل العراق منيوا بنكسة كبيرة بعدما تبيّن ان جزءاً أساسياً من الأدلة التي تربط بغداد باعتداءات 11 أيلول سبتمبر ليس صحيحاً. ونقلت عن الشرطة التشيخية قولها انها لا تملك دليلاً على ان محمد عطا، زعيم الخاطفين الانتحاريين، قابل مسؤولاً في الاستخبارات العراقية في براغ في وقت سابق هذه السنة. وكان متشددون في إدارة الرئيس جورج بوش أشاروا الى هذا اللقاء لتبرير مطالبتهم بتوسيع الحرب على الإرهاب لتشمل بعد أفغانستان نظام الرئيس صدام حسين. وكانت وسائل إعلام أميركية وتشيخية أوردت في البدء معلومات عن لقاء حصل في براغ بين عطا والمسؤول العراقي أحمد العاني، الذي كان يشغل منصب قنصل بلاده في العاصمة التشيخية. وأكد مسؤولون تشيخيون لاحقاً صحة هذه المعلومات. إذ قال وزير الداخلية ستانيسلاف غروس ان جهاز مكافحة التجسس التشيخي "بي آي أس" يملك دليلاً على لقاء العاني وعطا في نيسان ابريل الماضي. وكان رئيس الدولة فاكلاف هافيل أقل جزماً، إذ قال ان اللقاء مؤكد بنسبة "70 في المئة" فقط. وكان يُعتقد في البدء بان معلومات الاستخبارات التشيخية مصدرها عميل لجهاز "بي. آي. أس" يتتبع تحركات المسؤول العراقي في براغ، وهو أمر مُعتاد في دولة مثل تشيخيا تابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو. لكن الرئيس هافل قال ان مصدر المعلومات ليس موظفاً من استخبارات بلاده، بل "مُخبر يُتابع تحركات الجاسوس العراقي". وأقر قائد الشرطة التشيخية ييري كولار أول من أمس بأن أجهزة الأمن لا تملك أي دليل على ان عطا زار براغ هذه السنة، على رغم انه زارها مرتين سنة 2000. وحفلت الصحف التشيخية في الأيام الماضية بمعلومات تفيد ان محمد عطا الذي زار براغ هذه السنة ليس محمد عطا الخاطف "الانتحاري" المتهم بتولي قيادة اعتداءات 11 أيلول على نيويوركووواشنطن. ونقلت صحيفة محلية عن مصدر في الاستخبارات ان شخصاً يدعى محمد عطا زار براغ فعلاً هذه السنة، لكنه ليس المصري الذي ضرب بطائرته المخطوفة البرج الأول من مركز التجارة العالمية في نيويورك. وقال مسؤول في وزارة الداخلية التشيخية لصحيفة "ملادا فرونتا دنس" ان محمد عطا الذي زار براغ هذه السنة "لم تحمل بطاقة التعريف به الرقم ذاته" لبطاقة الخاطف المصري. وأضاف: "كما كان هناك اختلاف كبير بين عمر كل منهما، كما ان جنسيتهما تختلف. لقد كان شخصاً آخر". وقال الميجور إيفانا زيلينكوفا، الناطق باسم باسم الشرطة، ان عطا الخاطف زار براغ ولكن قبل سنة من اللقاء المزعوم بين المسؤول العراقي ومحمد عطا الآخر. وزيارتا المصري المؤكدتان لبراغ حصلتا في نيسان ابريل وحزيران يونيو العام الماضي. ويقول مكتب التحقيق الفيديرالي الأميركي أف. بي. آي ان السجلات الأميركية تُظهر ان عطا غادر الولاياتالمتحدة الى أوروبا لفترة وجيزة في نيسان ابريل هذه السنة، وان بطاقات الإئتمان التي يملكها تُظهر انه اشترى سكيناً من مطار زيوريخ قبل ان يعود الى فلوريدا. وطردت براغ العاني بعد فترة من اللقاء المزعوم مع عطا على أساس ان نشاطاته لا تتوافق مع منصبه الديبلوماسي. ونفت بغداد مراراً أي علاقة لها باعتداءات 11 أيلول على الولاياتالمتحدة. الجمرة الخبيثة وفي واشنطن ا ف ب، رويترز، اعلن البيت الابيض الاثنين ان مصدر غبيرات الجمرة الخبيثة التى ارسلت بالبريد الى عدد من الشخصيات الاميركية وبعض وسائل الاعلام يمكن ان يكون من داخل الولاياتالمتحدة. وقال آري فلايشر الناطق باسم البيت الابيض: "ليس هناك قرار نهائي في ما تم التوصل اليه. لكن الدلائل تشير أكثر فأكثر الى ان المصدر داخلي". وشدد على ان "هناك فارقاً كبيراً بين مصدر العصيات وبين من ارسلها لان الامرين ليسا متصلين". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" افادت السبت الماضي ان غبيرات جرثومة الجمرة الخبيثة التي ارسلت عبر البريد الى مكاتب الكونغرس مماثلة للعصيات التي يخزنها الجيش الاميركي منذ 1980. الى ذلك، قالت ايليزا كوتش، الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان مظروفاً يحتوي على مسحوق أبيض لم تعرف ماهيته ومرسل الى نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج فتح في الوزارة الاثنين. واضافت ان المظروف وصل من خلال النظام البريدي الاميركي وان "المادة لم تعرف بعد ماهيتها". وكانت وزارة الخارجية استدعت خبراء المواد الخطرة الى المبنى لكنها لم تُجل الموظفين. وفي سيدني، قال مسؤول في محكمة ان بريطانياً ارسل خطابا يحتوي على مسحوق غسيل لجاره في سيدني كمزحة عن الجمرة الخبيثة غرم أمس الثلثاء الف دولار استرالي 520 دولاراً. وكتب اندرو ويلسون 20 عاماً الذي يعمل نادلاً في استراليا "الحمد لله" على الظرف ووضع على ظهره ملصقاً تحذيرياً وارسله لجاره جوناثان هام. ولكن عندما فتح هام الخطاب ورأى المسحوق الابيض القى به بعيداً واتصل بالشرطة.