وصف وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف الأحداث الأخيرة في أفغانستان بأنها "تطور ناجح"، لكن خبراء عسكريين حذروا من أن مقاومة "طالبان" ستتزايد، داعين الولاياتالمتحدة إلى بدء عملية برية لدعم قوات "تحالف الشمال" المعارض، فيما تردد أن موسكو تسعى إلى فتح قنصلية في مزار الشريف. وعقدت قيادات القوات المسلحة الروسية وأركان الحكومة اجتماعاً حضره الرئيس فلاديمير بوتين، الذي دعا إلى مراجعة "أولويات السياسة الدفاعية" في ضوء الأحداث الأخيرة في الولاياتالمتحدةوأفغانستان. وشدد على أن الإرهاب أصبح "خطراً يهدد نظام الاستقرار الاستراتيجي كله"، معتبراً أن "الإرهابيين يسعون إلى الحصول على أسلحة الدمار الشامل"، وان "الإرهاب البيولوجي صار أمراً واقعاً". ومن جانبه، أكد وزير الدفاع أن الوضع في أفغانستان "يتطور بنجاح من الناحية العسكرية"، وأن الأحداث تجري "وفق السيناريو المتوقع". وأكد ايفانوف سقوط مدينة هيرات في يدي المعارضة الأفغانية. وقال إنه تم بذلك الاستيلاء على مراكز المحافظات الكبرى في الشمال، وهذا يؤشر إلى أن تحرك "طالبان" سيكون "صعباً للغاية". ونفى الوزير الروسي أن تكون هناك اتفاقات سرية مع الولاياتالمتحدة على ادخال قوات روسية إلى أفغانستان، لكنه اعترف بأن روسيا تعمل على تعزيز قواتها على "المحور الجنوبي الاستراتيجي". وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أناتولي كناشفين، من جهته، أن موسكو تواصل تزويد "الحكومة الشرعية" برئاسة برهان الدين رباني الأسلحة والمعدات. وذكر أن الانتصارات الأخيرة التي أحرزها "تحالف الشمال" أدت إلى شق قوات "طالبان" وفصل المجموعة التي كانت ترابط قرب هيرات عن المجموعة المدافعة حالياً عن قندز وطالوقان. إلى ذلك، أشارت نشرة تصدرها قوات "تحالف الشمال" في العاصمة الطاجيكية دوشانبه، إلى أن المعارضة أصبحت على بعد 6 أو 7 كيلومترات من قندز، وتوقعت سقوط هذه المدينة "في غضون ساعات". وأكدت النشرة أن "طالبان" اعدمت في قندز عدداً من القادة الميدانيين لمحاولتهم الالتحاق ب"التحالف". وذكرت قيادة قوات الحدود الروسية المرابطة في طاجيكستان أن وحداتها رصدت معارك ضارية قرب الحدود، استخدمت فيها أعداد كبيرة من الدبابات والمدفعية، كما سجلت حركة طوابير آلية، ما يوحي باحتمال محاولة "التحالف" ازاحة ما تبقى ل"طالبان" من قوات هناك لفتح الممرات الحدودية. إلا أن وكالة "ايتار تاس" الحكومية نقلت عن خبراء عسكريين قولهم إن هجوم "التحالف" سيواجه بمقاومة متزايدة، كلما انتقلت المعارك إلى الجنوب. وتوقع الخبراء أن يصادف المهاجمون عقبات لن يستطيعوا تخطيها ما لم تبدأ الولاياتالمتحدة تكثيف غاراتها الجوية، وتشرع في عمليات برية واسعة لإلحاق الهزيمة بمجموعة "طالبان" في كابول وقندهار وجلال آباد على الصعيد السياسي، ذكرت مصادر ديبلوماسية أن موسكو تنظر في احتمال فتح قنصلية عامة في مزار الشريف، الأمر الذي اعتبره المراقبون تأكيداً لتوقعات عن وجود نية لتقسيم أفغانستان إلى قسمين. وتكون مزار الشريف عاصمة الجزء الشمالي. وفي هذه الحال، فإن القنصلية العامة الروسية ستكون بمثابة سفارة لدى "التحالف"، علماً أن روسيا تحتفظ بعلاقات رسمية مع حكومة رباني الذي يمثله سفير في العاصمة الروسية.