ظهر الرئيس العراقي صدام حسين أمس السبت على شاشات التلفزيون وقد بدت عليه امارات النشاط والصحة على رغم اشاعات ترددت أخيراً عن مرضه ووجه خطاباً الى العراقيين استمر 15 دقيقة لمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجيش العراقي. ولم يتضح ما إذا كانت كلمة صدام التي بثت أمس مسجلة أم انها ألقيت على الهواء مباشرة. قال الرئيس العراقي صدام ان بلاده ملتزمة "ميدان الكفاح والجهاد المسلح" في خطاب ألقاه أمس محيياً الذكرى الثمانين لتأسيس الجيش العراقي. وأقتصر الخطاب الذي استغرق خمسة عشرة دقيقة وبثته وسائل الاعلام العراقية على تأكيد ان الجيش العراقي "جيش القادة التاريخيين العراقيين وجيش قادسية صدام العظيمة الحرب العراقية - الايرانية وجيش ام المعارك الخالدة حرب الخليج الثانية وجيش تحرير فلسطين والمهمات الصعبة العظيمة". واضاف صدام حسين الذي كان حضر استعراضاً عسكرياً يعد الاكبر في العراق منذ اخراج القوات العراقية من الكويت في العام 1990 "في الوقت الذي نحتفل فيه بجيشنا اليوم، نحتفل ونحتفي بقدرة شعب العراق العظيم في ميدان الكفاح والجهاد المسلح" مؤكداً سعيه ل"عسكرة المجتمع". وقال :"اذا ما توفرت فرصته الشعب التاريخية يولد منه جيش لا يهزم". واعتبر صدام ان الجيش العراقي يمثل "وحدة الموقف بين ارادة القيادات وارادة الشعب"، و"ارتقى بمكانة تاريخ العراق ودوره" ملمحاً الى ان الجيش خرج الى حال جديدة من القوة فقال: "اننا نحتفل بمعان خاصة، ومن نوع ووصف بعينه، بغض النظر عن المعاني التي حاولت ان تعكس المعاني العالية، والتي اخفقت فأثمرت معاني الجهاد والفضيلة والبسالة والمجد في شجرة بهية تاجها خوذة القتال". ولم يشر صدام بشكل مباشر خلال كلمته الى ايران أو الولاياتالمتحدة، كما لم يتطرق الى الادارة الأميركية الجديدة للرئيس المنتخب جورج بوش. وأشاد صدام بالانتفاضة الفلسطينية التي دخلت اسبوعها الرابع عشر ضد الجيش الاسرائيلي. وقال: "تحية خاصة الى الأبطال طليعة شعب فلسطين المجاهد وهم يحملون راية الكفاح لتحرير فلسطين من النهر الى البحر". الى ذلك أكد عسكريون عراقيون في مقالات نشرتها الصحف الرسمية لمناسبة تأسيس الجيش ان صدام حسين "يلح ويشجع عملية تطوير القوات المسلحة الوطنية ورفع كفاءتها القتالية"، وأنه "أرسى قواعد العقيدة العسكرية العراقية" وساهم في "اعداد الشعب" ووضع "أسس استخدام القوة". من جهة أخرى، قال ضابط عراقي كبير هرب الى الاردن قبل فترة ان الرئيس صدام حسين "حّول مهام الجيش من الدفاع عن سيادة الوطن الى مهام توسعية كما في حربه ضد ايران، ومن الدفاع عن الامة العربية الى غزو بلد شقيق كما حصل في غزو الكويت". واشار الضابط الى أن "الجيش العراقي اليوم جيشان، الاول يضم نخبة قوية قوامها الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص والثاني ضعيف مهمل التسليح والتجهيز والاعداد ويضم وحدات الجيش الموزعة على خمس فيالق". على صعيد آخر، هنأ المؤتمر الوطني العراقي المعارض القوات المسلحة العراقية بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجيش، وأعرب عن يقينه في قدرة الجيش على انجاز واجبه الوطني في المساهمة في اطاحة النظام. وأوضح الشريف علي بن الحسين الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العراقي في بيان ان "صدام حسين استعمل الجيش العراقي لاغراضه الخاصة، على رغم كونه مؤسسة وطنية انشأت في العام 1921 لحماية الشعب والدفاع عن حدود العراق".