لم تحسم اسرائيل أمرها بعد بشأن تحديد موعد دقيق للشروع بسحب قواتها من الاراضي اللبنانيةالمحتلة في وقت بدأت وضع سياج جديد في منطقة المطلة المتاخمة للحدود الشمالية. وانفض المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسياسية الذي عقد خصيصاً لمناقشة عملية الانسحاب من دون تحديد موعد للبدء بهذا الانسحاب. واستمع الوزراء برئاسة ايهود باراك الى تقارير مفصلة عن عملية الانسحاب الوشيكة من كبار ضباط الجيش الاسرائيلي بمن فيهم رئيس اركانه شاؤول موفاز. ونقلت مصادر صحافية اسرائيلية عن باراك قوله أن وقف المفاوضات مع سورية يمهد لانسحاب اسرائيل من جانب واحد، مشيراً الى أن "الاسرة الدولية تعلم الآن ان اسرائيل سعت الى الانسحاب من لبنان باتفاق". وأخذت قضية مستقبل عناصر لحد اللبنانية الموالية لاسرائيل حيزاً في مداولات المجلس إذ نقل عن زعيم حزب المفدال اليميني أن الدولة العبرية "مدينة لهم اخلاقياً". وعلمت"الحياة" من مصادر اسرائيلية مطلعة أن الجيش الاسرائيلي سينفذ عملية الانسحاب على ثلاث مراحل ولن يخلي قواته المحتلة لجنوب لبنان مرة واحدة. واشارت المصادر ذاتها ان قرار الاخلاء التدريجي للقوات الاسرائيلية جاء بناء على توصيات جنرالات الجيش الذين لا يزالون يشككون في امكان تحقيق الهدف الذي من اجله تتم هذه العملية وهو وقف الخسائر الاسرائيلية البشرية. ويقدر هؤلاء ان حزب الله اللبناني ستستمر في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد اهداف اسرائيلية ان لم يكن على الحدود ففي المدن الاسرائيلية. وباشر الجيش الاسرائيلي فعلاً وضع سياج شديد الحساسية ومحوسب على امتداد الحدود الجديدة. وبدأت هذه العملية في بلدة المطلة الحدودية ويتكوّن السياج من جدران اسمنتية ومعدادت مراقبة واستطلاع ذات تكنولوجية عالية. على الصعيد ذاته، نقلت مصادر اسرائيلية عن مسؤولين في الجيش الاسرائيلي تخوفهم من ان يقوم حزب الله بعمليات عسكرية بواسطة سيارات مفخخة ضد القوات الاسرائيلية. واشارت المصادر ذاتها الى ان العملية "الانتحارية" التي نفذها مقاتلو حزب الله قبل ثلاثة ايام ضد عناصر "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لاسرائيل تعتبر مؤشراً لما يمكن ان يتعرض له الجيش الاسرائيلي قبل اخلائه.