وقعت الصحافة الاسرائيلية في فخ معلوماتها المتناقضة التي تنشرها في ما يتعلق بالانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان والمنسوبة الى مسؤولين "رفيعي المستوى". فبعدما اكدت اول من امس ان رئيس الحكومة ايهود باراك لا ينوي تقديم موعد الانسحاب، عادت أمس لتنقل عنه اعطاءه الاوامر للانسحاب في ايار مايو المقبل، وهو موعد قد يكون ايضاً قابلاً للتقديم. وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" نقلاً عن مصدر سياسي رفيع ان باراك أمر الجيش الاسرائيلي بتهيئة نفسه لانسحاب ممكن من لبنان، نهاية ايار، خلال محادثات اجراها مع رئيس هيئة الاركان الجنرال شاول موفاز اخيراً. واضاف المصدر "لم يكن واضحاً متى سيتم الانسحاب حتى قبل الموعد الذي حدده باراك لموفاز ام لا" وقالت الصحيفة، ان الايام المقبلة ستشهد تخمينات في شأن استئناف مفاوضات السلام مع سورية، وستتم في ضوء ذلك مناقشات في قابلية الانسحاب في ايار للتطبيق". وقال مسؤولون في المؤسسة العسكرية للصحيفة ان انشاء التحصينات والأسوار والمواقع على الحدود مع لبنان لن ينجز نهاية ايار. وقالت مصادر عسكرية "ان الجيش سيكون قادراً على سد الثغرات عبر زيادة عدد القوات على الحدود واجهزة المراقبة الالكترونية". واضافت ان الجيش الاسرائيلي طلب من باراك ابلاغه قبل شهر عن اي انسحاب من لبنان. واعرب مصدر امني رفيع عن اعتقاده ان الجيش الاسرائيلي سينسحب من لبنان خلال اسابيع عدة وربما بعد "عيد الاستقلال" مباشرة وسينتشر على الحدود الدولية وفقاً لقرار الحكومة. ونقلت صحيفة "معاريف" عن "كل العرب"، وهي مجلة عربية تصدر في اسرائيل، ان تل ابيب تعمل على اسكان عائلات مئات من عناصر "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل في تركيا. ورفضت وزارة الدفاع الاسرائيلية التعليق على هذا التقرير. وارتكز تقرير المجلة على مصدر رفيع في المؤسسة العسكرية يفيد ان مبعوثاً لم تعينه وزارة الدفاع، لكنه يعمل بموافقتها، التقط صوراً لأمكنة عدة في تركيا، واجرى مفاوضات مع اتراك لاستئجار شقق. واكد ان الامكنة الملائمة التي تم اختيارها تقع في منطقة انطاليا. الى ذلك، ذكرت الإذاعة الاسرائيلية ان مسؤولاً اميركياً رفيعاً كشف ان اسرائيل وافقت على تخفيف نشاطاتها في محاولة لتحريك الدعم الدولي لانسحاب قواتها من لبنان. وقال ان ذلك يهدف الى منح الرئيس السوري حافظ الاسد فرصة لسحب معارضته للاقتراحات الاسرائيلية". ونقلت عن مصادر ديبلوماسية رفيعة في القدسالمحتلة ان الولاياتالمتحدة واسرائيل "تحاولان وضع سياسة مشتركة حيال المنظمات "الارهابية" في سورية ولبنان". وقالت "ان الادارة الاميركية تدعم الموقف الاسرائيلي القائل بوجوب وقف تزويد حزب الله الاسلحة عبر ومشق". ونشرت صحيفة "معاريف" نتائج استطلاع للرأي اجري في اسرائيل يظهر ان 68 في المئة يؤيدون انسحاباً احادياً من لبنان بالمقارنة مع 61 في المئة في استطلاع سابق، وان 24 في المئة يعارضونه بالمقارنة مع 31 في المئة سابقاً وبقيت نسبة 8 في المئة همن لم يعطوا رأيهم على حالها. وعن امكان ان يؤدي الانسحاب من دون اتفاق مع سورية الى هدوء على الحدود الشمالية أو الى استمرار العنف، اجاب 71 في المئة ان العنف سيتواصل، وعارض 52 في المئة انسحاباً احادياً يؤدي الى عمليات ل"حزب الله" على المستوطنات الشمالية واندلاع حرب مع سورية. الى ذلك، قصفت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس بلدتي المنصوري ومجدل زون في القطاع الغربي جنوبلبنان بأكثر من 50 قذيفة، ما أسفر عن تضرر خمسة منازل، ومن ثم بلدة برعشيت حيث تضرر منزل وشبكة الكهرباء.