فشلت الاجراءات التي اتخذتها السلطات اليمنية حتى مساء امس في اطلاق السفير البولندي كريستوف سوبرويك 50 عاماً الذي خطفته الاربعاء الماضي مجموعة قبلية مسلحة تنتمي لمنطقة اليمانيتين التابعة لقبيلة خولان 50 كيلومتراً شرق صنعاء التي تصرّ على اطلاق احد ابناء قبيلتها. واكدت مصادر في الشرطة اليمنية ل"الحياة" انه على رغم محاصرة قوات الامن والجيش المنطقة الا ان السلطات الامنية حريصة على اطلاق السفير البولندي سالماً ومن دون اللجوء الى القوة العسكرية او استخدامها ضد الخاطفين. واوضحت: "رهاننا اولاً على اطلاقه سالماً من دون الرضوخ لمطالب الخاطفين". واشارت الى ان وسطاء من وجهاء القبائل وشخصيات من ابناء منطقة خولان يفاوضون الخاطفين من آل القير لاطلاق الرهينة، وانهم حققوا تقدماً كبيراً ربما يسفر عن اطلاقه قريباً. واكدت مصادر ديبلوماسية في صنعاء ل"الحياة" ان السفير سوبرويك تحدث امس واول من امس هاتفياً مع وزارة الخارجية البولندية وطمأنها الى صحته وانه يعامل معاملة حسنة من قبل الخاطفين. وقال ناطق باسم الخارجية البولندية في وارسو اول من امس ان الوزارة واثقة من اطلاقه قريباً من دون اصابته بمكروه وانها على اتصال مستمر بالحكومة اليمنية التي تبدي اهتماماً كبيراً بحلّ القضية سلمياً. وعلمت "الحياة" ان زوجة السفر سوبرويك تحدثت الى زوجها هاتفياً من صنعاء واكدت ان خاطفيه يعاملونه بصورة حسنة. الى ذلك افادت مصادر قبلية ل"الحياة" ان قوات الامن والجيش قصفت بالرشاشات الثقيلة مواقع جبلية محيطة بقرية الحنكة القريبة من منطقة اليمانيتين في مديرية خولان 70 كلم عن صنعاء صباح امس بهدف الضغط على الخاطفين وارباك تحركاتهم وإجبارهم على البقاء في موقعهم ومنعهم من الانتقال الى منطقة اخرى. واضافت المصادر أن الخاطفين يصرّون على طلبهم اطلاق احد ابناء القبيلة من آل القيري يدعى خالد القيري كانت السلطات الامنية اعتقلته في مطار صنعاء قبل نحو عشرة ايام بعد وصوله من عمّان حيث كان مطلوباً في قضايا امنية، اضافة الى المطالبة برفع قوات الامن والجيش من مواقعها التي تحاصر المنطقة منذ ليل الاربعاء. واعلن وزير الخارجية البولندي برونيسلو جيريميك أمس أ ف ب ان السلطات اليمنية "ترغب في اطلاق السفير البولندي اليوم" امس. وقال الوزير في مؤتمر صحافي في وارسو "ابلغونا عن عمليات كان يجب ان تنتهي أول من امس الجمعة غير انها تواصلت حتى اليوم أمس". واضاف ان السلطات اليمنية طمأنت وارسو الى ان حياة الديبلوماسي البولندي ليست مهددة. وهذه هي المرة الاولى التي يتعرض فيها سفير للخطف في اليمن.