تربط الدوائر السياسية الإماراتية الحكم على الانتخابات البرلمانية في إيران بمدى قدرة الاصلاحيين بقيادة الرئيس محمد خاتمي على إحداث تغيير جوهري في السياسة الخارجية الإيرانية، خصوصاً تجاه جيران إيران في الخليج، وكيفية التعامل مع قضية الجزر الإماراتيةالمحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وترى الدوائر السياسية في الإمارات أن تلك الانتخابات تميزت بسمات متفردة تجاوزت معها حدود الانتخابات العادية. واعتبرت نشرة "أخبار الساعة" التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، القريبة إلى دوائر صنع القرار، ان الانتخابات الإيرانية جاءت بمثابة "ثورة على بعض المفاهيم والمبادئ التي تمسك بها النظام الإيراني طيلة العقدين الماضيين"، أملاً بمعاودة الانفتاح على العالم، وفق البرامج والسياسات الاصلاحية التي تبناها خاتمي. وتأمل الدوائر الإماراتية بأن تمكّن هذه الانتخابات الرئيس الإيراني من الافلات من قبضة الهيمنة القوية للمحافظين، التي كانت أبرز معوقات حالت دون تمكين خاتمي من تسريع برامجه الاصلاحية وتوجهاته المعتدلة. ودعت نشرة "أخبار الساعة" التيار اليميني المحافظ في إيران، في ضوء هزيمته في الدورة الأولى من الانتخابات، إلى معاودة النظر في نهجه وتقبل النهج الاصلاحي الذي ارتضته غالبية الشعب الإيراني. وأعربت عن "أملها" بأن يتجاوز النظام في طهران المعوقات التي تحول دون انخراط ايران في الأسرة الخليجية والانفتاح الكامل على العالم. وساد شعور بالارتياح لدى أوساط خليجية وإماراتية إثر النتائج التي حققها التيار الاصلاحي في إيران على طريق إقامة دولة القانون والمؤسسات واحترام حقوق الإنسان، وتراجع نهج "تصدير الثورة". ورأت هذه الأوساط ان ما تحقق في الانتخابات سيبقى ناقصاً إذا لم يرافقه تحول في السياسة الخارجية الإيرانية، خصوصاً تجاه الجيران في الخليج. وكتبت صحيفة "الخليج" ان دخول إيران طور الدولة المستقرة العائدة إلى حضن الشرعية الدولية سيبقى "ناقصاً ومبتوراً وهشاً" إذا لم تجر القيادة السياسية في طهران مراجعة جذرية لسياساتها فتتخلى عن "نزعة الهيمنة والتعالي القومي واستعراض القوة ورفض الاحتكام إلى المنطق والحوار". وتنبه دوائر خليجية إلى أهمية عدم "الافراط في التفاؤل" بنتائج الانتخابات، وترى أن طريق التغيير "ليس ممهداً"، لأن السلطات الأساسية محصورة في يدي مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران ومجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام و"الحرس الثوري" ومحكمة رجال الدين. لذلك تعتبر تلك الدوائر أن من المبكر التكهن بإمكان تنازل المحافظين عن بعض مراكز القوى لمصلحة الاصلاحيين، أو انتزاع "الخاتميين" سلطات إضافية تقوي نفوذهم على الأرض، وتوسع بوابة الحوار مع العالم. وترى أوساط ان نتائج الانتخابات الإيرانية تشكل رسالة ايجابية إلى الجوار، لكنها لا تكتمل إلا بايجاد حل لقضية الجزر الإماراتية.