} احتجت موسكو رسمياً على استقبال واشنطن مسؤولاً شيشانياً رفيع المستوى، واعتبرت ذلك "خطوة غير ودية". وفي غضون ذلك، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين على اطلاق سراح أسرى إسرائيليين في الشيشان، مؤكداً ان "ما تقوم به روسيا ... يخدم العالم كله". أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أكدت فيه ان موسكو "ترفض أي اتصال مع الارهابيين والانفصاليين"، رداً على استقبال نائب رئيس البرلمان الشيشاني سليم بيشايف في وزارة الخارجية الأميركية. واعتبرت ذلك خطوة استعراضية غير ودية حيال روسيا، معربة عن "الاحتجاج الحازم" عليها. وطلبت موسكو من واشنطن أن تمتنع لاحقاً عن أي اتصالات رسمية مع "انفصاليين". ولوحظ ان روسيا بدأت تكثف جهودها لوقف موجة الاستياء المتزايدة في العالم من استمرار الحرب الشيشانية وأكلافها الباهضة، خصوصاً على الصعيد الإنساني. ولفت الأنظار في هذا المجال الاتصال الهاتفي بين الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك. وذكر المكتب الإعلامي للكرملين ان الزعيمين ناقشا العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط. وأكد باراك ان "ما تقوم به روسيا في مجال مكافحة الارهاب يخدم العالم كله". وشكر بوتين على "جهود بذلت من أجل الافراج عن إسرائيليين". وأوضح ل"الحياة" مصدر مقرب من السفارة الإسرائيلية في موسكو، ان باراك كان يعني الافراج عن اثنين من الرعايا الإسرائيليين، بينهم الفتاة ليورا ليختمان التي "كانت تقوم بزيارة لاقاربها في القوقاز". وأضاف المصدر ان هناك عدداً من المحتجزين الإسرائيليين الآخرين لدى أطراف شيشانية، وشدد على أن لا علاقة لهم بالعمليات العسكرية وأنهم كانوا "في الغالب يقومون بأعمال تجارية". ولكن المراقبين لاحظوا ان مسؤولين كباراً بينهم وزير الداخلية الإسرائيلي ناتان شارانسكي كانوا دعوا إلى تعاون مع روسيا "لمكافحة الارهاب". ولدى زيارته موسكو أخيراً، شدد افيغدور ليبرمان، رئيس حركة "إسرائيل بيتنا" على ان موسكو "لا ينبغي ان تتفاوض" مع الشيشانيين. وغدا الموضوع الشيشاني واحداً من محاور محادثات أجراها وكيل وزارة الخارجية الإيراني صادق خرازي مع عدد من كبار المسؤولين الروس. وأشار خلالها إلى أن إيران تعترف ب"حق روسيا في معالجة مشاكلها الداخلية"، لكنه أعرب عن القلق على مصير المدنيين وطالب روسيا ب"مراعاة رأي الدول الأخرى". وعلى صعيد آخر، اعتبر وزير الخارجية في حركة "طالبان" وكيل أحمد متوكل اعتراف كابول بحكومة الرئيس أصلان مسخادوف "دعماً معنوياً". وذكر في حديث إلى صحيفة "تيزافيسيمايا غازيتا" ان الأفغان "لا مال لديهم لكي يقدموا دعماً اقتصادياً". ورداً على سؤال عن المساعدات العسكرية، أجاب ان "الشيشانيين مقاتلون ليسوا أسوأ منا". إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف ان "وكر الارهاب الشيشان كان يهدد الدول المجاورة". وأضاف ان المرحلة الأخيرة للعمليات العسكرية "توشك على الانتهاء". وكثف الطيران الروسي غاراته أمس على مناطق في وادي فيدينو وارغون. وفي إطار الحرب الإعلامية، مثل أمس أمام الصحافيين في موسكو مواطن تركي يدعى علي يمان 33 سنة. وذكر مساعد رئيس الدولة سيرغي ياسترجيمسكي ان لديه كل المسوغات للقول بأن يمان "مرتزق محترف" شارك بنشاط في العمليات الحربية وجرح أثناء محاولته الخروج من غروزني المحاصرة وأسر يوم السبت الماضي. وأكد يمان نفسه انه كان وصل من اسطنبول في آب اغسطس الماضي لتعليم القرآن. ولكن ياسترجيمسكي قال إن المواطن التركي المعتقل كان في البوسنة وباكستان قبل وصوله إلى روسيا.