حمل التصنيف الجديد لمنتخبات العالم الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم أنباء سارة لجماهير الكرة السعودية التي قفز منتخبها 11 مرتبة وبلغ المركز ال35، كأفضل تصنيف يناله المنتخب السعودي خلال العام الحالي. واستعادت السعودية بمركزها الجديد قدراً من سمعتها الكروية التي شهدت تراجعاً لافتاً في العامين الأخيرين على يد المدرب التشيخي ميلان ماتشالا الذي قاد المنتخب السعودي الى سلسلة هزائم ثقيلة قبل أن يُقال من مهمته الشهر الماضي في لبنان أثناء بطولة كأس الأمم الآسيوية، اثر هزيمة ثقيلة أخرى لم يستطع السعوديون تجرع مرارتها بعيداً من رأس المدرب التشيخي الذي دشن عهده مع المنتخب السعودي في تموز يوليو 1999 بالخسارة أمام المكسيك 1-5 في افتتاح بطولة كأس القارات في المكسيك، وأنهاه في ظروف مشابهة بالخسارة أمام اليابان 1-4. ولم يكن للمنتخب السعودي أن ينال تصنيفه الجديد لولا جهود المدرب ناصر الجوهر الذي خلف ماتشالا في تدريب "الاخضر"، خصوصاً أن الجوهر تسلّم المهمة وسط ظروف صعبة لم تكن تشجع على النجاح، واستطاع في فترة قصيرة أن يداوي أخطاء سلفه ويعيد المنتخب الى حالة الطبيعة قبل أن يقوده الى تحقيق انتصارات لافتة في الأدوار الحاسمة من الكأس الآسيوية على حساب الكويت 3-2 وكوريا الجنوبية 2-1، والتأهل الى المباراة النهائية التي خسرها المنتخب السعودي أمام نظيره الياباني صفر-1 عقب أداء جيد وعرض لافت. واستحق الجوهر الذي نقل منتخب بلاده 11 مرتبة في التصنيف الدولي أن يُختار من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كأفضل مدرب في القارة عن تشرين الأول أكتوبر الماضي. وعلى رغم الارتياح الذي يسود الشارع الرياضي في السعودية عقب تصنيف الاتحاد الدولي الأخير الا أن هوية المدرب القادم للاشراف على المنتخب وبرنامج الاعداد لتصفيات كأس العالم المقبلة يشغلان اهتمام الكثيرين من الذين يعتبرون وصول منتخبهم الى المونديال المقبل في اليابان وكوريا الجنوبية العام 2002 رهن بهوية المدرب الجديد والطريقة التي سيتم من خلالها اعداد المنتخب. ولا يخفي البعض تخوّفه من تعاقد الاتحاد السعودي مع مدرب لا يُحسن الاستفادة من لاعبي المنتخب الشباب الذين برزوا في كأس آسيا الأخيرة، وعدم المحافظة على التوليفة الجيدة التي يمتلكها المنتخب السعودي حالياً بوجود لاعبي الخبرة الى جانب الشباب، فضلاً عن تخوفهم من برنامج اعداد المنتخب واللجوء الى نظام المعسكرات الطويلة الذي أثبت عدم جدواه سابقاً، خصوصاً أن الفترة الباقية قبل الدخول الى التصنيفات الأولية والنهائية المؤهلة الى كأس العالم تسمح ببرنامج اعداد مريح للمنتخب يعتمد على المعسكرات القصيرة وخوض مباريات ودية كافية لتجهيز اللاعبين للتصفيات. ويرى كثيرون أن تأخير حسم هوية المدرب الجديد سيُوقع الاتحاد في مأزق الاستعجال في اعداد المنتخب من خلال المعسكرات الطويلة. وتبدو هوية المدرب الجديد مجهولة عقب نفي المسؤولين في الاتحاد اتصالاتهم بالمدربين الذين رشحتهم الصحف المحلية لتدريب المنتخب كالروماني يوردانسكو والهولندي ريكاردو والبلجيكي دافيدوفيتش. وعلى رغم أن الشارع الرياضي ينتظر التعاقد مع مدرب بحجم تطلعاته، الا أنه لا يراهن كثيراً على الأسماء الرنانة في عالم المدربين بعدما أثبتت التجارب السابقة أن المدربين أصحاب الشهرة الواسعة أقرب من غيرهم الى الفشل خصوصاً أن اللاعبين السعوديين لا يرتاحون في العمل مع المدربين العالميين الذين كثيراً ما يتعاملون بفوقية وغطرسة تجعل اللاعبين بعيدين عن التعاون معهم وتصنع حواجز نفسية تؤثر على علاقة اللاعبين بمدربهم. وتحمل أجندة المنتخب السعودي استحقاقاً واحداً حتى حزيران يونيو 2002 يتمثل في تصفيات كأس العالم المقبلة. ويأمل المسؤولون أن تنجح مساعيهم نحو التأهل الى مونديال 2002، وتحقيق انجاز جيد بالظهور للمرة الثالثة على التوالي في نهائيات كأس العالم بعد مونديالي أميركا 1994 وفرنسا 1998.