توالت الاعترافات الدولية بالسلطة الجديدة في بلغراد. وتلقى الرئيس اليوغوسلافي المنتخب فويسلاف كوشتونيتسا التهانئ من رؤساء وقادة دول عدة، فيما يتوقع ان يصدر يوم الاثنين قرار برفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على يوغوسلافيا. واعلنت المدعية العامة لمحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي انها ستوجه الى الرئيس اليوغوسلافي المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش "قريباً" تهمة ارتكاب جرائم ابادة في البوسنة وكرواتيا، فيما أغلقت اليونان ابوابها في وجه ميلوشيفيتش، مهددة بتسليمه الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي اذا حاول دخول اراضيها، واكدت انها على اتصال ب"كوشتونيتسا الرئيس اليوغوسلافي المنتخب". واعرب الرئيس الأميركي بيل كلينتون عن أمله في ان تعود يوغوسلافيا قريباً الى المجتمع الدولي، فيما قالت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ان ما حصل في بلغراد كان "انتصاراً للديموقراطية" وشددت على أهمية الاعتراف الروسي بفوز كوشتونيتسا. ووجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك دعوة الى الرئيس اليوغوسلافي المنتخب لحضور اجتماع للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ يوم الاثنين المقبل، يتوقع ان يتخذ خلاله قرار برفع العقوبات التي كانت فرضت اثناء وجود ميلوشيفيتش على قمة هرم السلطة. وأيد وزير الخارجية البريطاني روبين كوك رفع العقوبات، فيما ذكر نظيره الألماني يوشكا فيشر ان اوروبا "ملزمة" بدعم كوشتونيتسا وقال: إن ما جرى في بلغراد "شبيه بأيام سقوط جدار برلين". ولاحظت بينيت فيرو فالدنير وزيرة خارجية النمسا، وهي الرئيسة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ان انتقال السلطة جرى "بشعور من المسؤولية" وامتدحت القوات المسلحة اليوغوسلافية لأنها "احترمت ارادة الشعب". وتمنى رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان على ميلوشيفيتش ان "يصغي الى صوت الحرية" ودعاه الى الاستقالة، وقال ان كندا ستبدأ رفع العقوبات عن بلغراد حال تشكيل حكومة جديدة والتزامها نهجاً اصلاحياً. وأشار اللورد راسل جونستون رئيس الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي الى ان "ميلوشيفيتش هزم كما يهزم اي دكتاتور يكرهه شعبه ويرفضه العالم". وأعلنت وزاة الخارجية الايطالية ان روما وواشنطن اتفقتا على ضرورة اتخاذ خطوات لحماية الأصول المالية ليوغسلافيا. ويأتي هذا الاعلان في اعقاب قرار اتخذ في سويسرا بتجميد 100 حساب مصرفي لانصار ميلوشيفيتش. محكمة جرائم الحرب واعلنت المدعية العامة لمحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي انها ستوجه الى ميلوشيفيتش "قريباً" تهمة ارتكاب جرائم ابادة في البوسنة وكرواتيا. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ديل بونتي قولها في مؤتمر صحافي في بريشتينا كبرى مدن اقليم كوسوفو امس: "اننا نعمل بجد، وانا اتوقع ان يوجه الاتهام قريباً جداً الى ميلوشيفيتش بارتكاب جرائم ابادة في البوسنة وكرواتيا". وكانت محكمة الجزاء المختصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة وجهت الى ميلوشيفيتش في ايار مايو 1999 تهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بسبب دوره خلال الحرب في كوسوفو. اليونان والابواب الموصدة وأغلقت اليونان ابوابها في وجه ميلوشيفيتش، مهددة بتسليمه الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي اذا حاول دخول اراضيها، فيما اعلنت انها على اتصال ب"كوشتونيتسا الرئيس اليوغوسلافي المنتخب". وقال الناطق باسم الحكومة اليونانية ديميتريس ريباس ان بلاده شددت الاجراءات الامنية على حدودها وفي المطارات لمنع ميلوشيفيتش من دخول البلاد. واضاف ريباس في مؤتمر صحافي ان "مشكلة ميلوشيفيتش يمكن حلها في يوغوسلافيا، لكن اذا حصل ان قرر التوجه الى اليونان، فسيعتقل على الفور ويسلم الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي". واشار الناطق الى ان وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو على اتصال ب"الرئيس المنتخب فويسلاف كوشتونيتسا".