الآمال النيجيرية تنعقد عليه دائماً . كانو... معجزة في زمن ندرت فيه المعجزات !

جرت العادة ان تحظى المنتخبات بفرصة كبيرة للفوز بالمسابقات التي تنظمها على ارضها. وتبدو الكرة النيجيرية مؤهلة لذلك عندما تستضيف مع غانا نهائيات كأس الامم الافريقية التي تنطلق غداً وتستمر حتى 13 شباط فبراير.
وستسعى نيجيريا، التي تلعب ضمن المجموعة الرابعة الى جانب المغرب وتونس والكونغو، الى الفوز باللقب الغالي لاسباب عدة في مقدمها انها غابت عن الدفاع عن لقبها عام 1996 بعدما زعمت حكومتها العسكرية بعد توافر الامن في جوهانسبورغ فحُرمت من خوض مسابقة 1998، ولانها تريد ان تكمل الثلاثية التي بدأتها عام 1980 بالفوز على الجزائر 3- صفر في لاغوس، ثم انتظرت 14 عاماً لتحصد لقبها الثاني بالفوز على زامبيا 2-1 في تونس، واخيراً لتؤكد انها الاقوى فعلاً على الساحة الافريقية وان سياسة الاحتراف التي اتبعتها باكراً اثمرت.
ويضم المنتخب النيجيري 21 لاعباً محترفاً خارجها ابرزهم على الاطلاق لاعب ارسنال الانكليزي نوانكوو كانو الذي يستحق ان يطلق عليه لقب المعجزة بالفعل.
وكانو معجزة ليس فقط لانه لاعب موهوب ويملك قدرات فنية هائلة، وانما ايضاً لانه تمكن من تخطي مرحلة حرجة جداً في حياته بعد ان خضع الى جراحة كبرى في القلب قبل نحو 3 سنوات انعدمت معها فرص عودته الى الملاعب الى درجة الصفر. لكن ما حصل انه قهر ازمته، وعاد الى المستطيل الاخضر في حال افضل مما كان عليه وانتقل من انتر ميلان الايطالي الى ارسنال الانكليزي.
وفي انكلترا، عانى كانو في البداية لكنه سرعان ما صار عنصراً مهماً في ارسنال كما في منتخب بلاده. واخيراً توج افضل لاعب افريقي العام الماضي، وللمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1996.
المسيرة
ومسيرة كانو حافلة بالانجازات قبل الجراحة وبعدها، وهو بدأها باكراً جداً عندما ارتدى زي اياكس امستردام الهولندي وهو لم يتجاوز 16 ربيعاً. ومعه حقق انجازات عجز الكثيرون من فطاحل اللعبة عن تحقيقها، ففاز باللقب المحلي 3 مرات وبكل من كأس ابطال اوروبا والكأس السوبر الاوروبية وكأس اندية العالم انتركونتيننتال مرة واحدة.
وفي الوقت ذاته، حصل مع منتخب بلاده على بطولة العالم للناشئين عام 1993، قبل ان يصبح احد مفردات الكرة العالمية وحديث الاعلام العالمي ووكالات الانباء بعد ان قاد نيجيريا الى الفوز على البرازيل والارجنتين في الطريق الى ذهبية دورة الالعاب الاولمبية عام 1996 في اتلانتا.
وبعد الجراحة، شارك كانو مع المنتخب في مونديال 98 في فرنسا، لكنه لم يوفق كثيراً على غرار بقية زملائه. لكنه صار في الآونة الاخيرة مثار "اخذ ورد" بين الاتحاد النيجيري وادرارة ارسنال لان كل طرف اراد ان يستفيد من خدمات اللاعب اطول فترة ممكنة. ورغب الاول في ضمه الى المنتخب باكراً، في حين اصر الثاني على تطبيق لوائح الاتحاد الدولي وعدم السماح للاعب بالسفر الا قبل 14 يوماً فقط من موعد انطلاق البطولة الافريقية.
لكن النوايا الحسنة لعبت دوراً مهماً، وسمح لكانو بالانضمام الى المنتخب قبل الموعد المقرر. ولدى وصوله الى لاغوس استقبل استقبال الابطال والفاتحين، وفتحت له القاعة الرئاسية واحتُفل به طويلاً في مناسبة فوزه بالكرة الذهبية.
مهارات
وامتاز كانو دائماً بمهاراته الفردية الفائقة وخصوصاً في التحكم في الكرة، واشاع الكثيرون ان سبب تألقه في ذلك هو ان قدمه كبيرة جداً، لكنه يرى غير ذلك: "لعبت صغيراً جداً في الفرق النيجيرية وكانت دقة تحكمي في الكرة من اهم اسباب شهرتي، ولذا اشاع البعض ان قدميّ الكبيرتين وراء ذلك، لكم هذا غير صحيح بالمرة. الحقيقة انني بدأت مشواري في حواري مدينة كانو باللعب بكرة مطاطية صغيرة جداً ما كان يتطلب مني شدة التركيز وسرعة فائقة حتي اتمكن من التحكم بها، ومع كثرة التدريب صار الامر سهلاً، وعندما انضممت الى فريق اتحاد العمال النيجيري وعمري 14 عاماً لعبت بالكرة الكبيرة المعتادة، فصارت مهمتي اسهل جداً".
العائلة
ويعيش كانو وحيداً في لندن بعد ان رفضت السلطات البريطانية منح افراد اسرته تأشيرات اقامة او حتي زيارة للبلاد: "احب العيش في لندن جداً لان فيها ثقافات متنوعة، لكن ما يؤرقني عدم السماح لاسرتي بالعيش معي. واللافت انني ارى بشراً من افارقة وآسيويين ولاتينيين وجنسيات اخري كثيرة، وهذا ما يزيد من مرارة احساسي بموقف السلطات تجاه اسرتي. اشتريت منزلاً كبيراً واثثته اثاثاً فاخراً لكن اشعر بانه خاو تماماً... عموماً تعرفت على مطعمين احدهما افريقي والآخر ايطالي بالقرب من المنزل وصرت زبوناً دائماً لهما، واعتقد انني سأظل هكذا الى ان تنفرج الامور وتحل ازمتي العائلية".
كانو تاريخ وارقام
- من مواليد اول آب اغسطس 1976.
- لعب لاندية اتحاد العمال واهلي ايوانيانو في نيجيريا، واياكس امستردام الهولندي، وانتر ميلان الايطالي.
- لعب 12 مباراة دولية سجل فيها هدفين، وكانت الاولى امام السويد عام 1994.
- انجازاته على الصعيد الدولي: بطولة العالم دون 17 سنة عام 1993، وذهبية اولمبياد اتلانتا عام 1996.
- انجازاته على صعيد الاندية: بطولة نيجيريا 93، بطولة هولندا 94 و95 و96، كأس ابطال أوروبا 95، الكأس السوبر الاوروبية 95، الكأس القارية 95.
- حصل على الكرة الذهبية الافريقية عامي 96 و1999.