دافع الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع في خطاب القاه في مستهل جولة له داخل البلاد وبثه التلفزيون الموريتاني ليل الثلثاء - الأربعاء، عن "اصلاح" جديد للتعليم قلّص دور العربية وأعاد الفرنسية بقوة. وقال ان النظام التربوي الحالي الذي يستند الى التعريب الشامل ويسمح للسود باختيار الفرنسية "كان يعرضنا لمخاطر كثيرة"، في حين نفى مسؤولون يرافقون رئيس الدولة ان يكون "الاصلاح" الجديد ضد الاسلام والعربية. وتحدث ولد الطايع عن انجازاته التي قال انه تنبغي المحافظة عليها ومن ضمنها "الحرية ووحدة الوطن والنمو الاقتصادي"، مؤكداً ان نظام التعليم المعمول به حالياً "ما كان يسمح بالمحافظة على كل هذا"، في اشارة الى وجود فصول مفرنسة خاصة بالسود الذين كان يحق لهم وحدهم اختيار الفرنسية لغة تدريس بينما كانت الفرنسية تدرّس للعرب كلغة اجنبية. ووصف ولد الطايع النظام التربوي الحالي بأنه "نظام فاسد أضرّ بأولادنا". وقال انه كان "يعرضنا لمخاطر كثيرة". ومن دون ان يوضح هذه المخاطر، ذكر ان "الجامعات في الغرب والشرق لم تعد تقبل طلابنا". واعتبر الرئيس الموريتاني ان القانون الذي صادق عليه البرلمان أخيراً ويقضي بالتراجع عن التعريب "يهدف الى ضمان التقدم والوحدة، والبقاء دولة مستقلة". وقال ان القانون الجديد "يصون استقلالنا الثقافي" ويسمح بالمحافظة على "الحضارة الموريتانية الخاصة بنا". وقال ان النظام التعليمي المعرّب "يُعرِّضنا للعزلة ومن ضُربت عليه العزلة لا أمل له". وأكد ان الهدف الآن هو التمكن من "العلوم والتكنولوجيا في عصر العولمة". وأفسح ولد الطايع في المجال امام وزير التربية الصغير ولد مبارك الذي نفى ان يكون اصلاح التعليم المقرر تنفيذه مع بداية السنة الدراسية المقبلة "جاء بضغط من الغرب". وقال: "هو قرار سيادة اخذه الرئيس وأشار اليه في خطابه لمناسبة الاستقلال الوطني 28 تشرين الأول/ اكتوبر". وفنَّد ما وصفها ب"الاشاعات الكاذبة" التي "قالت ان النظام الذي سيعمل به يناقض الاسلام". وهي في ما يبدو اشارة الى بيان اصدره اخيراً اساتذة وأئمة مساجد واعتبروا فيه اصلاح التعليم "تنكراً للمرجعية الحضارية الاسلامية والهوية العربية". وحمل الوزير على من يشنون حملة "في الشارع وفي المكاتب" ضد اصلاح النظام التربوي. وتولى مسؤولون في وزارة التربية معروفون بماضيهم الناصري، الجانب الخاص بمكانة اللغة العربية. وخاطب احدهم سكان مدينة العيون التي بدأ بها ولد الطايع جولته: "انتم الطليعة دائماً وفي مقدم المتبصرين. ونحن نُعوِّل عليكم في دعم الاصلاح ... صفّقوا له"، وهذه اشارة الى الماضي الناصري للمدينة التي خرّجت الكثير من اعضاء "التنظيم الوحدوي الناصري" السري السابق. وقال هذا المسؤول، وهو مدير في التعليم العالي، ان لديه "براهين" على فشل تعريب العلوم هي عبارة عن رسائل من العراق ومصر تطلب من الوزارة الا ترسل الى الجامعات العراقية والمصرية الا من يتقن الانكليزية اذا كان يريد التسجيل في الكليات العلمية. وتحدث عن رسائل من المغرب تطلب عدم ارسال طلاب لا يتقنون الفرنسية. ويثير "اصلاح التعليم" المقرر استياءً واسعاً في صفوف مؤيدي السلطة ومعارضيها. ويعتبره خصومه "تراجعاً سيئاً عن التعريب". ويرى هؤلاء انه لو كان الهدف اتقان اللغات الاجنبية لتم ذلك من دون اعتراض عبر رفع عدد ساعات الفرنسية كلغة اجنبية. وتشن احزاب المعارضة الموريتانية حملة ضد المشروع الذي يفرض اللغة الفرنسية اعتباراً من السنة الابتدائية الثانية ويقضي بتدريس كل المواد العلمية بها. وعلى رغم حملة مضادة تشنها السلطات وساهم فيها رئيس الدولة، يعتقد ان المشروع سيظل موضوع الساعة في موريتانيا لفترة طويلة.