في غياب الرئيس بوريس يلتسن في المستشفى ورئيس الوزراء يفغيني بريماكوف في اجازة، عقد ممثلو السلطتين التنفيذية والاشتراعية اجتماعاً أمس الثلثاء لصياغة وثيقة للوفاق السياسي، فيما تعرضت الحكومة الروسية الى هجوم في وسائل الاعلام بتنسيق من الأمين العام لرابطة الدول المستقلة، الثري اليهودي بوريس بيريزوفسكي. وتحدث الأخير عن وجود "خلاف جذري" بين رئيس الدولة والحكومة، واعتبر الحكومة "مصدراً للخطر"، كما طالب بمنع الحزب الشيوعي متهماً إياه بالعداء للسامية. وفتح بيريزوفسكي النار بشكل كثيف على بريماكوف. وقال: ان هناك "خطاً أحمر" بينه وبين رئيس الوزراء، بسبب ما وصفه بپ"الخلافات الايديولوجية". وأضاف ان الحكومة الحالية عاجزة عن اخراج روسيا من وضعها "البالغ الصعوبة". ورغم نفي بيريزوفسكي ان له "علاقات خاصة" مع عائلة الرئيس الروسي فإنه أكد معرفته بوجود "خلاف عميق" بين يلتسن وبريماكوف حول سبل التنمية. وذكر ان "الخلافات الايديولوجية جذرية" بين الرجلين. واعترف بيريزوفسكي بأن رئيس الحكومة تمكن من تحقيق استقرار فعلي. لكنه اتهمه بمحاولة "انتزاع السلطة". وقال ان بريماكوف نجح في كسب البرلمان، ولكنه مني ب "هزيمة كبرى" في وسائل الاعلام. ويذكر ان مجلس الدوما النواب كان أقر بالإجماع نداء موجهاً الى قادة اسرة الدول المستقلة يطلب فيه اقصاء بيريزوفسكي من الأمانة العامة للرابطة لاتهامه بالتورط في عدد من الفضائح المالية والسياسية ومنها تسجيل مكالمات أفراد عائلة الرئيس بهدف استفزازهم. ورداً على هذه الاتهامات، قال بيريزوفسكي ان النداء يبين "وحدة النواب في الخطأ". وقال ان كل الاتهامات كاذبة وان ما يقال في شأنها هو "استفزاز مدبر من اجهزة الأمن". وعن جنسيته الاسرائيلية، قال انه تخلى عنها "في لحظة" تعيينه نائباً لسكرتير مجلس الأمن القومي. واضاف: "إنني أحترم اسرائيل فهي موطن أجدادي ولكن الأولوية لروسيا". واعترف بأنه "يمارس ضغطاً معيناً" لإسناد مناصب مهمة الى أشخاص. لكنه قال ان دافعه هو "ان يكون في السلطة أكبر عدد من الليبراليين". ودعا بيريزوفسكي الى منع الحزب الشيوعي الذي قال ان "لا حق له في الوجود ... لتبشيره بأفكار فاشية". وذكر ان الدليل على ذلك تصريحات النائب الشيوعي الجنرال ألبرت ماكاشوف المعادية للسامية. وفي أول تفاعل مع هذه الدعوة قال زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف ان بيريزوفسكي "فقد الإحساس بالزمان والمكان"