بريد القراء - الشيخ محمد متولي الشعراوي

1
عَلَمٌُ وليس كغيرِهِ من الأعلامِ يَسقُطُ كالشّهابْ
وسماؤُنا في كلّ ناحيةٍ يُغطّيها الضبابْ
والليلُ دَاجٍ والظلامُ يكادُ يُغلِقُ كل بابْ
* * *
للّهِ أمّتُنا وَما/ تَلْقاهُ مِنْ مُرٍّ وصَابْ
وخُصُُومُها يتربَّصونَ بها كأفواجِ الذئابْ
2
ورجالُنا العلماءُ في/ هذا الخِضَمّ مِنَ الصراعْ
همْ خيرُ منْ يقِفون- كالآسادِ - في خطّ الدفاعْ
همْ مَنْ يحَرِّضُنا على/ رَفْضِ الخُضوعِ والانصياعْ
ولهمْ بِنَشرِ العِلْمِ والدِّين الحنيفِ طَوِيلُ باعْ
واليومَ يَسقُط مِنْهمُو/ عَلَمٌ عِصَاميٌ شُجاعْ
3
واليومَ يَمضِي الشيخُ مِثْلَ الشمسِ تأذنُ بالمغيبِ
ومِئاتُ آلافٍ تُودّعهُ وفي حَشدٍ مَهيبِ
والأزهرُ الميمونُ محزونٌ ويجهشُ بالنّحيبِ
ورجالُ مِصْرَ وكُلُّ مِصْرَ مِنَ البعيدِ او القريبِ
والمُسلِمونَ ذُهُولُهمْ بادٍ على الشيخِ الحبيبِ
4
للّهِ يا مِصْر الحبيبةُ كمْ رَعيتِ منَ الرجالْ
ولَكَمْ بَنَيْتِ منَ الصُرُوحِ وكَم تحدّيتِ المُحالْ
فالأزهرُ الميمونُ في التّاريخِ ليسَ لهُ مِثالْ
وهُوَ الذي نَشرَ الهُدى/ في العالمينَ ولاَ يزالْ
ورجالهُ يَبْنُونَ للإسْلامِ صَرْحاً لا يُطَالْ
5
يا أيُّها العُلماءُ نحنُ نخوضُ في كلّ الجِهاتِ
حَرْبَ الوُجودِ وأنتُمو/ للناسِ أطوَاقُ النجاةِ
فاستَنْقِذوهم بالهُدى/ مِنْ هذه المُسْتنقعاتِ
حتى يكونَ الصّفُّ في/ وجهِ القَرَاصِنَةِ الغُزاةِ
صفّاً أشدَّ - لدى اللّقاءِ - منَ الرّواسي الشامِخاتِ
6
وادْعُو لِشَيْخِ مشايِخ الاسلامِ في هذا الزمانِ
بِقَبُولِهِ في الصّالحينَ وأنْ يخَلّدَ في الجِنَانِ
وبأنْ يَظَلّ جِهادُهُ/ نُوراً يشعُّ بِكلّ آنِ
وعَزاؤُنا للأهْلِ والأحْبَابِ مِنْ قَاصِ ودَانِ
انْ ليسَ بينَ الخلقِ باقٍ كُلُّ هذا الخَلْقِ فانِ