يخوض بطولة العالم للراليات . السعودي باخشب وجهاً لوجه امام مغامرة صعبة وتحدٍ جديد

يواجه السائق السعودي عبدالله باخشب تحدياً جديداً هذا العام اذ يخوض اول تجربة له في بطولة العالم للراليات. وهو كثف استعداداته في الاشهر الاخيرة ليكون جاهزاً لهذه المغامرة الصعبة.
سيقود باخشب، اول سعودي يشارك في بطولة العالم، سيارة تويوتا سيليكا جي تي 4 للفئة "أ" باشراف فريق "تويوتا السويد" صاحب الخبرة الواسعة في المشاركات ضمن راليات بطولة العالم. وسيكون اسم الفريق الرسمي "فريق تويوتا السعودي" علماً ان شركة سجائر مارلبورو ترعى السائق السعودي منذ نعومة اظافره.
وستقتصر حملة باخشب على سبعة راليات فقط في "كأس الاتحاد الدولي للفرق" وهي مسابقة تقام للمرة الاولى ومخصصة للفرق التي تريد المشاركة في بطولة العالم لكن بتكلفة اقل.
يذكر ان برنامج بطولة العالم يتضمن 14 سباقاً وكلفة المشاركة فيها كلها باهظة لذلك كانت فكرة "كأس الاتحاد الدولي للفرق". وقد تسجلت فرق عدة من الاوروغواي والسويد وفرنسا وايطاليا، علماً ان العماني حمد الوهيبي سيخوض البطولة نفسها لكن على متن سيارة من الفئة "ن" برعاية مارلبورو ايضاً.
ويقود باخشب سيارة تويوتا منذ عامين ويعرف كل شاردة وواردة عنها واحرز على متنها لقب بطولة الشرق الاوسط للفئة "أ" العام 1995 وحلّ ثانياً في البطولة نفسها في العامين 96 و97.
لكن باخشب يسعى الى قيادة سيارة تويوتا الجديدة من صنف كوروللا التي حققت انطلاقة صاروخية لبطولة العالم للراليات بفوز الاسباني كارلوس ساينز في سباق مونتي كارلو اولي جولات بطولة العالم واحتلاله المركز الثاني في رالي السويد ما ساعده في تبوء المركز الاول في الترتيب العام لبطولة العالم.
وتوطدت علاقة باخشب مع الشركة اليابانية في السنوات الاخيرة ولا سيما ان احدى الشركات الراعية للسائق السعودي الشاب هي شركة عبداللطيف جميل السعودية وكيل تويوتا الحصري في المملكة.
وبدعوة من عبداللطيف جميل زار باخشب اخيراً طوكيو وتعرف الى كبار المسؤولين في الشركة ومما لا شك فيه انه تقدم بطلب لقيادة كوروللا في بطولة العالم.
ومن الاكيد ان باخشب سيبدأ بطولة العالم في البرتغال في 22 الجاري على متن سيليكا في انتظار ما ستسفر عنه مساعيه اليابانية. وفي حال نجاحه فقد يقود كورولا في المراحل اللاحقة التي سيخوضها ما يوفر له فرصة اكبر لتحقيق نتيجة بارزة.
وكثف السائق السعودي تدريباته في الاونة الاخيرة وتضمن برنامجه زيارة الى السويد حيث جرب السيارة التي سيخوض بها بطولة العالم وقادها على طرقات موحلة مماثلة للطرقات التي ستواجهه.
والاهم من ذلك ان باخشب استغل فرصة وجوده في السويد لتوطيد علاقته مع مديري ومهندسي وميكانيكيي الفريق الذين يشرفون على برنامجه في بطولة العالم، علماً انه يعرف بعضهم لعلاقته القوية بفريق "تويوتا تيم يوروب" الذي اشترى منه السيارة.
وسيقود السائق السويدي المعروف توماس رادستروم سيارة كوروللا ضمن فريق "تويوتا السويد" في "كأس الفرق" وسيفيد زميله السعودي من خلال النصائح التي سيسديها اليه. ورادستروم سائق موهوب يملك مهارات عالية وكان في صدارة رالي السويد بفارق مريح هذا العام قبل ان ينسحب وهو مرشح للفت انظار الشركات الكبيرة وربما قاد احدى سياراتها في بطولة العالم الموسم المقبل.
وككل مبتدىء لا بد من ان يمّر باخشب في فترة تعليمية لان بطولة العالم على مستوى مختلف جداً عن بطولة الشرق الاوسط واي هفوة فيها يصعب تعويضها بخلاف ما يحصل في راليات الشرق الاوسط. وسيواجه السائق السعودي منافسين متمرسين في حين انه واجه "الاماراتي الطائر" محمد بن سليم وحده في بطولات الشرق الاوسط.
ويعاون باخشب الملاح الايرلندي المتمرس بوبي ويليس الذي رافق السعودي منذ مشاركاته الاولى في راليات الشرق الاوسط وتطورا معاً من الفئة "ن" ثم الى الفئة "أ" وها هما في مواجهة التحدي العالمي.
ويؤكد ويليس بواقعية: "عندما تخوض بطولة من هذا النوع للمرة الاولى لا بدّ من فترة تعليمية واعتقد ان الموسم الاول سيكون بمثابة اكتساب للخبرة على امل ان نحقق نتائج قوية في عامنا الثاني".
ويضيف الايرلندي المحنك: "لكن هذا لا يعني اننا لن نتمكن من تحقيق نتائج بارزة هذا العام. كل شيء ممكن ان يحصل في الراليات وعلينا التحلي بالصبر كي نقطف ثمار جهدنا".
ولا يخالف باخشب كلام ملاحه اذ يقول: "انه شرف عظيم ان امثل بلادي لاول مرة على الصعيد العالمي. ادرك ان المنافسة ستكون قوية ونحن نحتاج الى خبرة في هذا الميدان لكنني آمل في احتلال احد المراكز الثلاثة الاولى في عامي الاول. واذا لم يتحقق الهدف لن يكون ذلك بمثابة نهاية العالم".
اما المراحل التي سيخوضها البطل السعودي فهي: البرتغال من 22 الى 25 آذار مارس، اسبانيا من 20 الى 22 نيسان ابريل، الارجنتين من 20 الى 23 أيار مايو، اليونان من 7 الى 9 حزيران يونيو، فنلندا من 21 الى 23 آب اغسطس، ايطاليا من 12 الى 14 تشرين الأول اكتوبر، وبريطانيا من 22 الى 24 تشرين الثاني نوفمبر.
موهبة مبكرة
تألق باخشب في مدرسة مارلبورو لرياضة السيارات التي اقيمت في جدة عام 1990، وبرز بين مجموعة كبيرة من السائقين اذ تميز بسرعة فائقة لفتت الأنظار وأدهشت عشاق الراليات.
ويبلغ السعودي من العمر 29 سنة، ويشارك في الراليات منذ العام 1991 ضمن فريق مارلبورو لبطولة الشرق الاوسط للراليات.
وبدأت حياته الرياضية في رالي غابات ويلز في العام 1991، وبرهن خلال هذا الحدث على انه صاحب مهارات وقدرات مميزة، فحلّ في المركز ال 24 امام 90 متسابقاً.
واعتمد باخشب للمرة الاولى سيارة ذات دفع رباعي في العام نفسه، خلال مارلبورو رالي الامارات الصحراوي لكنه اضطر الى الانسحاب اثر تعرضها لمشاكل تقنية وهو في المركز السادس. وبعد شهرين عاد باخشب مجدداً الى الامارات على متن سيارة رانج روفر ليحلّ في المركز التاسع خلال رالي دبي الدولي الذي شكل خطوته الاولى في عالم راليات الشرق الاوسط.
شراكة مع بوبي ويليس
وقاد باخشب السيارة نفسها في العام التالي فحلّ سادساً خلال رالي قطر الدولي الذي اعتبر محطة أساسية في حياته الرياضية اذ بدأت شراكته المميزة مع بوبي ويليس.
واندفع الاثنان خلال مارلبورو رالي الامارات الصحراوي 92 على متن السيارة نفسها ليحتلا المركز الثاني قبل ان يتراجعا الى المركز الثامن بسبب اعطال ميكانيكية. وسجل النجم السعودي نصراً مميزاً في العام نفسه خلال رالي دبي الدولي باحتلاله المركز الاول ضمن المجموعة "ن" على متن سيارة تويوتا سيليكا جي تي 4. وكان باخشب اعتمد هذه السيارة للمرة الاولى خلال رالي عمان 92، وحلّ في المركز الخامس ضمن الترتيب العام والثاني ضمن المجموعة "ن".
ومع بداية موسم 1993 احتل باخشب المركز الثاني خلال رالي قطر الدولي ضمن المجموعة "ن"، وتلت هذه البداية المميزة خيبتا امل في الاردن ولبنان. فخلال رالي الاردن، كان يقود سيارته للمرة الاولى على طرق اسفلتية، وتمكن من تصدر مجموعته قبل ان ينسحب في اليوم الثاني بسبب انفجار المحرك. ثم شارك في رالي لبنان الدولي الذي يجري على طرق اسفلتية متعرجة، لكنه اضطر الى الانسحاب مجدداً. وفي شهر كانون الاول ديسمبر حقق نصراً لافتاً باحتلاله المركز الاول ضمن ترتيب المجموعة "ن" خلال رالي دبي الدولي، ووفر له ذلك فرصة الفوز بكأس المجموعة ضمن بطولة الشرق الاوسط للراليات 93. وتعود أهمية هذا الانتصار الى حداثة عهد هذا السائق السعودي.
بداية القطاف
اما الحدث الاهم بالنسبة الى باخشب خلال العام 93 فكان مارلبورو رالي الامارات الصحراوي الذي تألق خلاله بعد فوزه بالمركز الاول ضمن المجموعة ت 1.
خلال العام 1994 حلّ في المركز الاول في كل من رالي قطر، فاتحة جولات البطولة والاردن وعمان ودبي، كما حلّ في المركز الثاني للمجموعة "ن" خلال رالي لبنان الدولي، أحد أصعب راليات البطولة. وبذلك احرز باخشب لقب بطولة الشرق الاوسط للمجموعة "ن" للسنة الثانية على التوالي.
وفضلاً عن مشاركته في راليات الشرق الاوسط، انتقل باخشب خلال ايلول سبتمبر 94 الى بريطانيا للمشاركة في راليين محليين. وقد نجح النجم السعودي في تسجيل نتائج مشرفة خلال هذين الحدثين، بالرغم من صعوبة دروبهما الموحلة والزلقة، وخبرة السائقين المشاركين.
ومرة اخرى، كانت المحطة الابرز لباخشب خلال العام 1994 في مارلبورو رالي الامارات الصحراوي، اذ احرز المركز الثاني ضمن الترتيب العام، والمركز الاول ضمن المجموعة ت 1.
بطولة الشرق الاوسط
وشهد العام 1995 انضمام باخشب الى المجموعة "أ" على متن سيارة فورد اسكورت كوزورث، وحملت بداية هذا الموسم لباخشب خيبة أمل. فخلال رالي الامارات الدولي 95، وبينما كان نجم فريق مارلبورو السعودي يتصدر المتنافسين انفجر محرّك سيارته فاضطر الى الانسحاب من أولى مراحل بطولة الشرق الاوسط للراليات. وخاض باخشب بعد ذلك غمار رالي الاردن الدولي، وسجل خلاله فوزه الدولي الاول منذ انضمامه الى المجموعة "أ"، محققاً أفضل الأوقات خلال جميع مراحل الرالي ال 14.
ثم شارك في احداث رالي لبنان الدولي ال 19، وبعد أداء رائع، اضطر الى الانسحاب خلال المرحلة ال 22 على أثر خروج سيارته عن الطريق، علماً بأنه كان يحتل في ذلك الوقت المركز الثاني ضمن الترتيب العام. تلى ذلك رالي الكويت الدولي الذي دارت خلاله منافسة حامية بين باخشب والاماراتي خليفة المطيوعي اسفرت عن فوز باخشب بلقب هذا الرالي. ثم شارك في احداث رالي قطر الدولي ورالي دبي الدولي، وحلّ خلالهما في المركز الثالث، وفاز بالتالي بلقب بطولة الشرق الاوسط للراليات 95.
وتماماً كبداية موسم 95، كانت انطلاقة موسم 96 بمثابة خيبة أمل لعبدالله باخشب. فخلال رالي الامارات الدولي 96، وبينما كان السائق السعودي متصدراً المتنافسين، اضطر الى الانسحاب بعد اصطدام سيارته بأحد المطبات وتدهورها.
الفوز الاول في لبنان
وخاض النجم السعودي بعد ذلك غمار رالي الاردن الدولي، وحلّ في المركز الثاني بعد بن سليّم. ثم شارك في رالي لبنان الدولي ال 20، وتمكن خلاله من تسجيل فوزه الأول ضمن بطولة 96 بعد منافسة قوية دارت بينه وبين زميله في الفريق محمد بن سليم والسائقين اللبنانين الذين يعرفون طرقات لبنان معرفة تامة.
وما لبثت المنافسة ان تجددت بين باخشب وبن سليم خلال رالي قطر الدولي، وانتهت لصالح بن سليم، بينما حل باخشب في المركز الثاني بفارق 25 ثانية فقط. ثم شارك في رالي الكويت الدولي، وتمكن من احتلال المركز الثاني، وحلّ بالتالي في المركز الثاني لترتيب بطولة الشرق الاوسط للراليات 96 برصيد 65 نقطة.
ومع انطلاق اولى جولات موسم 97، رالي الامارات الدولي، احتل باخشب المركز الثاني ضمن الترتيب العام بعد ان اشتدت المنافسة بينه وبين بن سليم خلال اليوم الاول. وكان السائق السعودي قد تصدّر خلال هذا اليوم، لكن تدهور سيارته المفاجئ جعله يتراجع الى المركز الثاني.
كما شارك السائق السعودي خلال شهر أيار مايو في رالي الاردن الدولي وتمكن من انتزاع المركز الثاني وراء بن سليم. كما شارك في رالي لبنان الدولي وكان يحتل المركز الاول قبل نهاية الرالي بمرحلة واحدة، عندما قرر المنظمون اضافة 10 ثوان جزاء الى توقيته بعدما أعاق زفاف في احدى المناطق الجبلية دخوله الى منطقة التوقيت. ولم يأخذ المنظمون باحتجاج الفريق وبذلك تراجع باخشب الى المركز الثاني بفارق ثانية واحدة فقط عن جان بيار نصرالله. واحتل باخشب المركز الثاني في رالي قطر الدولي، المرحلة قبل الاخيرة من بطولة الشرق الاوسط لعام 97. فتعادل وبن سليم في النقاط ليحسم الاخير البطولة في رالي دبي الدولي ويحرز بطولة الشرق الاوسط، وحلّ باخشب وصيفاً للسنة الثانية على التوالي.