واصلت الأسواق السعودية الحفاظ على هدوئها في مختلف مراحل الازمة بين العراقوالأممالمتحدة ولم تظهر اي تراجعات في الحركة الاقتصادية خلال فترة التوتر وواصلت غالبية القطاعات الاقتصادية نشاطها كالمعتاد من دون اي تشنج. ومع اعلان الاتفاق بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والحكومة العراقية امس تفاعلت سوق الأسهم السعودية البورصة إيجاباً خلال فترة التداول الصباحية وارتفعت اسعار معظم الاسهم. ويُتوقع ان تحافظ السوق على تماسكها وارتفاع نسبة التداول فيها على رغم القلق من الانعكاسات على اسعار النفط التي بدأت مجدداً رحلة العودة الى الانخفاض. وعلى رغم الاجواء التي تعيشها المنطقة، خصوصاً مع تراجع اسعار النفط لا يتوقع الخبراء والاقتصاديون اي تأثيرات حادة على السوق. واستبعد رجل الاعمال فهد عبدالمحسن بن سعيد المتخصص في تجارة العقارات ان تكون الازمة بين العراق ومفتشي الأممالمتحدة اثرت سلباً على السوق العقارية وقال: "ان السوق على وضعها السابق ولم يطرأ عليها اي تغيير ولو بنسبة بسيطة ولا تزال سوقاً نشطة وتم الأسبوع الماضي ابرام صفقة عقارية في المركز التجاري في منطقة العليا في العاصمة الرياض بلغت قيمتها نحو 72 مليون ريال وبلغ سعر المتر الواحد فيها 8 آلاف ريال". وأضاف: "ان الذي ينظر الى سوق العقار السعودية في الفترة الحالية يلاحظ انها تشهد حالة تذبذب مستمرة بين الارتفاع والانخفاض، وعزا ذلك الى غياب اصحاب الخبرة عن الاستثمار في المجال العقاري ودخول مستثمرين جدد مما اوقع السوق في ارتباك مستمر منذ أربعة اعوام، وظهور منافس جديد للسوق العقارية وهو سوق الأسهم السعودية التي استقطبت جزءاً كبيراً من السيولة المتداولة في العقار على رغم ان السوق العقارية لا تزال السوق الأقدم والأقوى. ولفت الى ان السوق العقارية تسير في خطين متوازيين يتمثل الأول في ارتفاع مستمر لأسعار الاراضي في المناطق السكانية ومناطق المخططات المكتملة الخدمات خصوصاً في المواقع الاستثمارية، ويشهد الخط الثاني انخفاضاً مستمراً واتجاهاً الى الأسفل في المخططات التي لا توجد فيها الخدمات او التي لم تكتمل فيها بعد. وبلغت نسة الانخفاض حالياً نحو 50 في المئة من الاسعار السابقة. ورأى مدير المبيعات في شركة الجميح للسيارات وكلاء جنرال موتورز في السعودية نصار ذياب انه لا يمكن حالياً لمس الخوف لدى الناس من حدوث حرب جديدة بشكل واضح. ويعتبر الوضع بشكل عام جيداً وهادئاً جداً لكن يلاحظ تزايد الاهتمام بمتابعة الاخبار في وسائل الاعلام المختلفة وهو اهتمام غير مؤثر على حركة السوق وسوق السيارات على وجه الخصوص وقال: "ان المبيعات مثلاً لدى الشركة في وضعها السابق نفسه الا ان السوق تشهد نوعاً من الهدوء وانخفاض المبيعات، ليس بسبب الازمة، بل لأن السوق تمر كل عام بحالة مشابهة بعد انتهاء رمضان وفترة العيد". ولا تزال الحركة التجارية في اسواق جدة تفتقد الى النشاط بسبب الركود الذي يعقب موسم الشراء السنوي في السعودية وعادة ما يتزامن مع رمضان وعيد الفطر المبارك. وتركز مجموعات المتسوقين حالياً على الحاجيات المدرسية والقرطاسية بصفة عامة، غير ان الاتجاهات المعتادة تشير الى ان الشهر المقبل سيكون بداية لاتجاه مؤشرات السوق والعودة الى النشاط مجدداً قبل فرصة الصيف وموسم السفر. وقالت مجموعة من سيدات الاعمال السعوديات لپ"الحياة" خلال اليومين الماضيين "ان الركود الذي تشهده المحلات التجارية لا يتعلق بشكل او بآخر بأخبار الازمة بين العراقوالأممالمتحدة". واتفقت غالبية الآراء على ان موسمي رمضان والعيد اللذين يستقطبان عادة نسبة كبيرة من المتسوقين هما السبب الرئيسي والمباشر وراء انخفاض نسبة مبيعات محلات التجزئة، وشددت السيدات على ان الوضع في اسواق التجزئة "مستقر مقارنة بالفترة نفسها خلال الاعوام الثلاثة الماضية". واختلف رأي السيدة سلمى غوث مصممة ازياء سعودية وصاحبة بوتيك نسائي مع الآراء السابقة، ورأت ان الفترة المقبلة ستشهد انخفاضاً في المبيعات بنسبة اكبر من الاعوام الماضية بسبب الازمة. وقالت انها ألغت جميع طلبات الاستيراد والعقود الخارجية، اضافة الى وضع دراسات جديدة لتحويل عملها للانتاج حسب الطلب تحسباً للفترة المقبلة. وعبرت السيدة نبيلة طيب مستشارة تسويق سعودية عن استقرار السوق بالاشارة الى استمرار المعاملات التجارية من استيراد وفتح اعتمادات مصرفية وغير ذلك بين سيدات الاعمال السعوديات والاطراف المحلية والخارجية التي تتعامل معها استعداداً لمواسم البيع المقبلة التي تتضمن عدداً من المناسبات الاجتماعية. وتركز سيدات الاعمال على تجارة التجزئة خصوصاً ما يتعلق بالملابس بأنواعها والاكسسوارات وأدوات الزينة وخلافها. وترتبط تعاملاتهن بالسوق ومرتاديه من النساء بصورة مباشرة وبالتالي تختلف العوامل المؤثرة على تباين حجم مبيعاتهن من فترة الى اخرى عن تلك الخاصة بالمنشآت التجارية الاخرى. وقالت السيدة سهام منصور سيدة اعمال سعودية ان الازمة بين العراقوالأممالمتحدة "لم تصل الى حد التأثير سلباً على السوق". وأضافت: "ان كلاً من سيدة الاعمال والزبونة يمكنها الاستفادة من فترة التخفيضات الى اقصى درجة ممكنة والمساهمة في تحريك الأسواق". وقال السيد جميل فارسي "شيخ الجوهرجية" في جدة: "ان سوق المجوهرات تعيش حالياً فترة سكون طبيعية لا يمكن اعادة سببها الى التوتر في المنطقة لكن ربما تكون هناك مخاوف مما حدث في سوق الأسهم". وأضاف: "ان التأثير على سوق المجوهرات والذهب سيكون بالغاً اذا نفذت الولاياتالمتحدة تهديداتها بضرب العراق". وأشار الى ان المجوهرات لا تشترى كإدخار وشراءها يحتاج الى حالات نفسية مطمئنة على عكس الذهب الذي يتميز بميزة ادخارية على رغم ان اسعاره تدنت اثناء حرب الكويت بعكس كل التوقعات التي اشارت الى احتمالات ارتفاع اسعاره بصورة كبيرة.