عكس البيان الذي اصدرته القيادة الفلسطينية في ختام اجتماعها الاسبوعي الذي عقدته في مدينة نابلس ليلة الجمعة - السبت صدى الغضب الفلسطيني الشعبي والرسمي من الاحداث الجارية على الجبهة العراقية، خصوصاً بعد ايام قليلة من انتهاء الرئيس الأميركي بيل كلينتون من أول زيارة من نوعها الى الأراضي الفلسطينية نظر اليها المسؤولون الفلسطينيون كأهم فتح ديبلوماسي فلسطيني. وفي محاولة واضحة لاحتواء غضب الشارع الفلسطيني، اكدت القيادة الفلسطينية انها "لن تألو جهداً من اجل ان يتم وقف عمليات القصف التي تلحق دماراً هائلاً بالعراق الشقيق وشعبه ومؤسساته وأطفاله، اضافة الى ما يعانيه شعب العراق من جراء الحصار الطويل منذ 7 سنوات. ودعت القيادة الفلسطينية "الاشقاء العرب ملوكاً ورؤساء الى بذل مساعيهم وجهودهم الخيرة لاحتواء هذه الازمة الخطيرة. كما وجهت نداء مماثلاً الى قادة العالم لاعادة الاطراف الى مفاوضات تنفيذ قرارات مجلس الأمن، والعمل على رفع الحصار". وأعلن امس، عن ايفاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مبعوثه الى العراق الوزير عزام الاحمد، مسؤول ملف التنسيق مع العراق الى بغداد حاملاً رسالة من عرفات الى الرئيس العراقي صدام حسين. وقال الاحمد انه سيضع القادة العراقيين في صورة الاتصالات التي تجريها القيادة الفلسطينية لوقف القصف على العراق، مشيراً الى ان عرفات تلقى في اليومين الاخيرين، رسالتين من الرئيس كلينتون بشأن الموضوع. وان ثمة اتصالات متعددة الاتجاهات والقنوات تجريها القيادة الفلسطينية سعياً لوضع حد لما يحدث. ولكن بالرغم من طغيان الموضوع العراقي على المناقشات التي جرت خلال الاجتماع الموسع للقيادة الفلسطينية، الا ان موضوع عملية السلام استأثر بحيز كبير من الاهتمام. وقال بيان القيادة الفلسطينية في هذا الصدد "ان الشعب الفلسطيني يقدر الابعاد السياسية والاستراتيجية لزيارة الرئيس كلينتون لوطننا فلسطين والمواقف المهمة التي طرحها خلال لقائه مع الرئيس عرفات وأمام المؤتمر الشعبي الفلسطيني باعتبارها مساهمة قوية من جانب الولاياتالمتحدة من اجل التوصل الى سلام حقيقي ودائم وعادل في الشرق الأوسط. الا ان ما يثير الدهشة والاستغراب هو ان تقابل الحكومة الاسرائيلية هذه الزيارة بهذه المواقف المتشنجة والسلبية التي من شأنها ان تعيد العملية السلمية الى الجمود". وأضافت القيادة: "انها ترى في هذه المواقف الاسرائيلية برفض تنفيذ اعادة الانتشار الثانية التي كانت مقرر يوم 18 كانون الأول ديسمبر الجاري ارتداداً اسرائيلياً عن تنفيذ اتفاق واي ريفر وانتكاسة خطيرة لعملية السلام". وانها "تتوجه في هذا المجال الى الرئيس الاميركي الذي وقع على اتفاق واي ريفر، والى اركان ادارته للتحرك السريع لضمان تنفيذ الاتفاق باعادة اسرائيل انتشارها الثانية من دون ابطاء، وتنفيذ باقي الاستحقاقات المتفق عليها: فتح الممر الآمن، واطلاق الأسرى، وانشاء الميناء". الى ذلك، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات امس ان الرئيس عرفات تسلم رسالة من الرئيس كلينتون اول من امس، تعهد خلالها لعرفات ببذل كل جهده لتنفيذ الاتفاق. وقال عريقات ان عرفات سيوجه اليوم أمس رسالة الى كلينتون تتعلق بهذه القضية وبالموضوع العراقي. ووصف عريقات البيان الاميركي الذي اكد تنفيذ الفلسطينيين جميع التزاماتهم بأنه "قاطع وصريح بتوجيه الاتهام الى حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، في تحملها مسؤولية عدم تنفيذ التزاماتها المقررة في مذكرة واي ريفر". وأضاف عريقات: "عندما تقول الادارة الاميركية اننا نفذنا ما علينا، فإن على نتانياهو ان يعيد النظر في ما يتذرع به من خلافات من اجل وقف تنفيذ التزاماته". وعما يمكن ان يحدث غداً الاثنين اذاتقرر اجراء انتخابات عامة في اسرائيل. قال عريقات: "ان تحول حكومة نتانياهو الى حكومة انتقالية، لا يعفيه من مسؤولية تنفيذ الاتفاق"