اندلعت اشتباكات عنيفة في اقليم كوسوفو امس الاثنين وتحركت قوات صربية كبيرة نحو مسرح الاشتباكات في درينيتسا فيما رفض رئيس مجموعة المراقبين البريين الذهاب الى "المناطق الساخنة". ووصفت مصادر صربية الاشتباكات بأنها رد على استفزازات مجموعات انفصالية، بينما تحدث الألبان عن قصف للقرى وفرار 30 ألفاً من السكان وانضمامهم الى المشردين في الغابات. وأوقفت منظمات الاغاثة مساعداتها للنازحين. في غضون ذلك، اعرب الوسيط الاميركي ريتشارد هولبروك عن عدم رضاه عن مماطلة الرئيس ميلوشيفيتش في تنفيذ وعوده، في حين أكد الحلف الاطلسي تهديداته، مشيراً الى انه لا ينبغي ان يتجاوز عدد افراد القوات الصربية في كوسوفو 18 ألف جندي وشرطي، ما اعتبره الالبان "كافياً لاضطهادهم". من جهة اخرى، نقلت صحيفة "غلاس" المستقلة الصادرة في بلغراد امس عن نائب رئيس الحكومة الصربية فويسلاف شيشيلي ان حزبه الراديكالي "يعد اقتراحاً لعرضه على البرلمان في شأن اتحاد مع روسيا وروسيا البيضاء". وأضاف انه ناقش هذه المبادرة مع وفد مجلس الدوما الروسي الذي زار يوغوسلافيا "ووجد تجاوباً منه للرد على التحديات الغربية". وأوضح انه يمكن تنفيذ الاتحاد على مراحل "تبدأ في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية". ويذكر ان صحف بلغراد دأبت اخيرا على نشر آراء الخبراء والسياسيين المؤيدة لزيادة التقارب مع روسيا بما فيها اقامة اتحاد كونفيديرالي. وفي وقت استمرت المراقبة الجوية والبرية، توجهت وحدة صربية كبيرة من معسكر في ضواحي العاصمة بريشتينا الى درينيتسا. وأفاد شهود ان الوحدة تتكون من كتيبة تابعة للجيش اليوغوسلافي والشرطة الخاصة "وتضم دبابات وعربات مصفحة ومدفعية وجنود مشاة". وذكر المركز الاعلامي لألبان كوسوفو ان القوات الصربية "قصفت بعنف محيط بلدة كوموران جنوب غربي درينيتسام وان نحو 30 ألفاً من سكان المنطقة نزحوا عن قراهم بسبب كثافة النيران الصربية". ورداً على أسئلة الصحافيين في بريشتينا افاد الجنرال الاميركي جون سوندروك الذي يرأس المجموعة الطليعية لمراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ان فريقه "ليس بعثة سياسية على الاطلاق ولا يذهب الى المناطق الساخنة".