بانكوك - رويترز - يٌصدم السياح الذين يزورون تايلاند متوقعين الاستفادة من انخفاض قيمة عملتها "البات" عندما يجدون ان عليهم الدفع بالدولار مقابل عدد من السلع والخدمات التي يحصلون عليها. وفي بعض المنتجعات الساحلية يتقاضى حتى باعة المياه الغازية والمشروبات ثمنها بالدولار من السياح محققين أرباحاً باهظة. وقال السائح الماليزي جوهر بن عبدالله الذي حجز غرفة في فندق وسط بانكوك في كانون الاول ديسمبر الماضي بسعر مقوم بالبات "انها سرقة في وضح النهار". وعندما حاول تأكيد الحجز الاسبوع الجاري اٌبلغ ان الاسعار ارتفعت الان بنسبة 50 في المئة مقومة بالبات وان الفندق سيتقاضى أجوره بالدولار. واضاف جوهر، الذي انتقل الى فندق اخر قريب لا يزال يقبل العملة المحلية من السياح: "اذا كان هذا هو الاسلوب الذي تتبعه الفنادق التايلاندية من اجل تحقيق الربح فهو ينافي المبادئ العامة وسيعمل على تقويض سياسة الحكومة للترويج السياحي لتايلاند المذهلة". وانخفضت قيمة البات اكثر من 50 في المئة مقابل الدولار منذ تعويمه في تموز يوليو الماضي. وزادت الفنادق اسعارها وفقاً لذلك، لكن فنادق كثيرة لا تزال تتعامل بسعر الصرف القديم الذي يبلغ 25 بات للدولار. وكان سعر غرفة في فندق العام الماضي يبلغ خمسة الاف بات أي ما يعادل 200 دولار. وأبلغ فندق "رويال اوركيد" شيراتون رويترز في الفترة الاخيرة أن سعر الغرفة يبلغ 220 دولاراً في الليلة، واذا كان الدفع بالعملة المحلية فان السعر سيقوم وفقا لسعر صرف اليوم نفسه. وبلغ سعر الصرف 54 باتا للدولار الخميس الماضي أي أن الغرفة تساوي 11880 باتا في الليلة أي نحو مثلي سعرها قبل عام. ودافع تشانين دونافانيك المدير التنفيذي في شركة "دوسيت ثاني" التي تدير سلسلة فنادق شهيرة في تايلاند عن سياسة التعامل بالدولار التي طبقتها الشركة في الفترة الأخيرة. وقال ل "رويترز": "نفعل ذلك لنتمكن من البقاء ولحماية انفسنا اننا نقترض بالدولار الاميركي وهناك عدد من السلع التي نستوردها ويبلغ أعلى سعر للغرفة في هذه الفنادق 170 دولاراً في الليلة". وأضاف: "انها سياسة غير ظالمة بأي شكل من الاشكال ان أغلب نزلائنا من الاجانب والسعر مقوما بالدولار لم يتغير تقريبا عنه في العام الماضي، بل انه قل فعليا لاننا خفضنا السعر اننا نحصل على عائدات اكبر لكننا نجعلهم يدفعون اقل انه وضع يكسب فيه الطرفان". وقال المسؤول: "إذا لم نتقاض الاجر بالدولار ستفعل ذلك شركات السياحة وستكون هي التي تجني كل الربح". ويعترض كثير من السياح على ذلك خصوصاً الآسيويين الذين انخفضت عملاتهم ايضا في مقابل الدولار. انهم يتساءلون لماذا لا تتماشى أسعار الفنادق مع سعر الصرف. وقال مسؤول من شركة دولية تعمل في بانكوك، طلب عدم نشر اسمه، "لا نعتقد اننا نعامل بشكل عادل باستخدام مثل هذه الممارسات انها ممارسات استغلالية تماماً". وأضاف: "على رغم اننا شركة دولية الا ان عائداتنا تأتي جزئيا بالعملة المحلية وعندما يأتينا زوار من الخارج يتحمل مكتب بانكوك تكاليف اقامتهم بالدولار الامريكي الذي تضاعفت قيمته عنها في العام الماضي".