تأتي بعض الأفكار بمعية أفكار أخرى، ولأن الصيف بدأ يداعبنا بشكل جدي على مستوى السخونة وارتفاع الحرارة، بدأت علاقة الكهرباء بالصيف تتوتر، ربما لن تجدي معها صفحات الإعلان ولا حملات الترشيد، لأنها أتت في التوقيت الخاطئ بعد أن انتاب الناس ما يشبه الخوف من أن يكون الصيف الحالي صيفاً لن يمر مرور الكرام، بل سيعلق جيداً بالأذهان، حملة ترشيد المياه - مثالاً - أتت دون أن يكون هناك مؤشر بأن في القادم أزمة، لذا حدثت الأزمة في عدد من المدن بقليل من الإزعاج وكثير من الأمنيات وبمبررات قُبِلَتْ بالتدريج، إنما نحتاج لزمن حتى يقتنع المواطن البسيط بأن انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ المعتاد دليل على أن هناك زيادة في الأحمال الكهربائية، وسوءًا في الاستخدام، وليست العلة هنا في التبرير إنما في توقيته الذي يُفْهَم منه، أننا نقول لكل المتضررين «اصبروا وصابروا» فهذه هي الحقيقة، نيابة عن إحضار هذه المبررات مبكراً حتى يكون تخفيف العبء هماً لكل مستهلك منذ البداية لا حين «تقع الفأس في الرأس» ويصعب وقتها على العقل استيعاب قسوة العيش بلا كهرباء، ويصعب أكثر طبع المبررات مباشرة على طريقة القص واللصق، وكأن شركة الكهرباء لا تملك إدارة تخطيط وتطوير، ولا تجيد قراءة المستقبل، ولا تستفيد من تجاربها السابقة والمتكررة في الانقطاع. اكتب بشكل مباشر دون أن استخدم مفردات عملاقة أو صعبة الهضم، لأن المعاناة تتكرر كل صيف مع تقبلنا بصعوبة لزيادة النمو في الطلب على الطاقة الكهربائية، وعدم وجود احتياطي في قدرات التوليد لدى الشركة، وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي، لكن كل هذه الأمور تعني شيئين، إما أن الشركة لم تستيقظ إلا متأخرة فصدمت بالواقع وتحركت، أو أنها لم تحسب جيداً لما تواجهه حالياً فاستخدمت إبر التبرير الموضعية التي تخفف الألم ولكنها لن تزيله، بعيداً عن كل هذا وذاك حملة «الشموع والفوانيس» قائمة على قدم وساق، ولعلها تشعر المتضررين بقيمة الكهرباء، وفي ذلك ذكاء بارع وطريقة احترافية لإيصال مفهوم الترشيد لدماغ كل مواطن، على اعتبار أن الكل «مؤمن»، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، والخوف ألا نصبح مقبلين على أزمة جديدة تسمى «أزمة شموع وفوانيس». وعوداً على الكلمات السِتْة الأولى من المقال، كنت ولا أزال من أشد المعجبين بفكرة استقطاب الحكام الأجانب لإدارة مباريات الدوري المحلي، تلك الحساسة التي لا تقبل أنصاف الحلول ولا حتى التبريرات المعلبة لأي خطأ، مع ثقتنا التامة المطلقة بحكمنا السعودي ووضعه على الرأس، بل حتى إرساله للدول الأخرى لإدارة مباريات لا تتساوى مع مبارياتنا إلا في عدد اللاعبين ودقائق اللعب، من هذه الفكرة بالتحديد، التي نجحت بالفعل في أقل الأحوال في تخفيف الصداع وحدة التوتر وتكتيف الألسن، لماذا لا نستعين بمديرين ومسؤولين أجانب مع استمرار وكمال الثقة بمسؤولينا ومديرينا، هكذا من باب التجربة لتخفيف الصداع والعبء ليس في شركة الكهرباء فقط، إنما ينسحب هذا الكلام على مديري الدوائر والشركات المهمة في المملكة التي تواجه ضغطاً أو صداعاً مزمناً. [email protected]