حذرت وزارة الصحة في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة من «خطورة الوضع الصحي لمرضى غزة بعد نفاد 180 صنفاً من الأدوية و149 من المستهلكات الطبية». وقال مدير وحدة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة أشرف القدرة إن نفاد الأدوية والمستهلكات الطبية «يُعمق من خطورة الأزمة، ويُشكل تهديداً حقيقياً للعمل الصحي في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية التي قلصت العديد من خدماتها الطبية إلى الحد الأدنى». ودعا في بيان أمس إلى «إيجاد حلول جذرية لمشكلة أرّقت العمل الصحي في غزة على مدار السنوات الخمس الماضية، وهددت حياة المرضى الذين تُوفي عشرات منهم نتيجة هذا النزف الحاد في الرصيد الدوائي، وآخرهم أحد التوائم الخدج الخمسة بسبب نقص حقنة ترافاستنت لإنقاذ حياته». وكانت سيدة غزية (41 سنة) وضعت قبل أيام خمسة توائم (ذكران وثلاث إناث) في حال صحية صعبة. وأشار القدرة إلى أن التوائم «يعانون منذ ولادتهم من ضمور في الرئة وعدم اكتمال في النمو، وحالهم الصحية تتراوح بين المتوسطة والخطيرة، وهم بحاجه سريعة إلى تلقي العلاج اللازم». ولفت إلى أن «الأزمة لا تقتصر على الدواء فحسب، بل إن المرافق الصحية تعاني من نقص حاد في كميات الوقود الموردة الخاصة بتشغيل المولدات الكهربائية، إذ بلغت نسبة العجز 75 في المئة». وكشف أن الكميات المتوافرة من الوقود «لا تكاد تكفي سوى ليوم أو يومين، خصوصاً مع تكرار انقطاع التيار الكهربائي بالذات عن أقسام الكلى والعناية المركزة والعمليات والقلب المفتوح والقسطرة وحضانات الأطفال التي لا يمكن إيقاف التيار الكهربائي عنها بتاتاً». وأشار إلى أن «مستشفيات القطاع تحتاج إلى نحو 2.2 مليون لتر سنوياً في ظل انقطاع التيار الكهربائي لثماني ساعات يومياً». وناشد الجهات والمنظمات الحقوقية والصحية الدولية «التدخل بسرعة لمنع انهيار المنظومة الصحية، وعدم اتباع سياسة التنقيط في الأدوية التي تزيد المعاناة وتُعقد الأزمة وتزيد من خطورتها». وندد بالتباطؤ في اتخاذ خطوات «لإنقاذ الوضع الصحي في القطاع وإيجاد حلول جذرية لإنهاء معاناة المرضى». وفي شأن التوائم الخمسة الذين توفي أحدهم، أشار مدير مستشفى التوليد في مجمع الشفاء الطبي الدكتور حسن اللوح إلى خطورة وضعهم الصحي نظراً «لعدم توافر حقنة ترافاستنت التي تعطى للأطفال الخدج غير مكتملي النمو خلال الساعات ال 24 الأولى لولادتهم». وقال إن «أوزان التوائم الذين تمت ولادتهم عن طريق عملية قيصرية في شهرهم السابع تتراوح بين 800 إلى 1400 غرام». وأضاف أن «معدل وفيات مثل هذه الحالات يتراوح شهرياً بين 20 إلى 30 طفلاً، ما يعد مؤشراً خطيراً على حياة الأطفال، خصوصاً في ظل استمرار النقص في هذه الإبر في مستشفيات وزارة الصحة والقطاع الصحي الخاص». وأوضح أن «ثمن الحقنة الواحدة يتراوح بين 3000 إلى 4000 آلاف شيكل»، علماً أن الدولار يعادل نحو 3.3 شيكل. ووجه نداءات استغاثة عاجلة إلى المؤسسات الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية «لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال الأبرياء من خطر الموت المحدق بهم نتيجة عدم توافر هذه الحقن».