أكد مدير قسم الدراسات البحرية في البحر الأحمر الدكتور محمد قربان، أنه بعد تنفيذ الدراسات وتكوين تصور كامل عن المنطقة بيولوجياً وكيماوياً وجيولوجياً، تم تقديمها للاستشاريين لتصميم نماذج محاكاة تحاكي ما يمكن حدوثه في مختلف الأحوال. مضيفاً «أنجزنا دراسات لثلاث آبار عميقة وخمس آبار ضحلة وسلمنا تقاريرنا إلى شركة أرامكو، التي تولي نتائج الدراسات أهمية كبيرة». وحول نتائج المشروع، ذكر قربان أنه تم تقديم توصية لشركة أرامكو لإيقاف أنشطة التنقيب والحفر نهائياً في بعض المواقع التي كانت في غاية الثراء البيولوجي وتتمتع بتنوع كبير، ولفت إلى أن أرامكو السعودية أبدت استجابة سريعة للتوصيات، وقال: «نقدر كباحثين لشركة أرامكو حرصها ومدى الجهود التي تبذلها لتلافي الأضرار التي تحدثها أنشطة الحفر والتنقيب في أعماق البحر». وأضاف أن التوصيات تضمنت أيضاً الالتزام بإجراءات محددة أثناء العمل للمحافظة على البيئة كالالتزام بوضع سواتر حديدية بعمق محدد ونوعية معينة والتوصيات بالتخلص من مخلفات الحفر بطرق سليمة خارج المياه. ولكن نتائج المشروع لم تقتصر على التوصيات فقد أكد الدكتور قربان على أن البحر الأحمر مليء بالمفاجآت والاكتشافات، وأضاف أنه أثناء الدراسات البيولوجية لاحظ الفريق وجود بيئات غير متوقعة، كوجود بيئات مرجانية على أعماق تصل إلى 800م، على رغم أن المرجان البحري عادة يعيش في أعماق يتوافر فيها الضوء ويعيش مع الطحالب بشكل تكاملي، ومن المتعارف عليه أن أبعد نقطة تم العثور فيها على مرجان لا تتجاوز 200م. كما اكتشف الفريق أن المرجان في تلك الأعماق يعيش بشكل مختلف عن المرجان الموجود في السطح. وأضاف «وجدنا أحياء بحرية أخرى على أعماق سحيقة مثل السمك والربيان الذي وجدناه على عمق أكثر من 1000م». وأوضح أن الفريق مستمر في المراقبة البيئية لجميع الأنشطة أثناء العمل وأخذ العينات وتقويم المخاطر والأضرار، وأنه يملك جميع الصلاحيات لدخول جميع المواقع لمراقبة الأنشطة وضمان أن تكون صديقة للبيئة. وتعد شركة أرامكو السعودية نموذجًا للجهة التي تضع اعتبارات كبيرة لقضايا البيئة عموماً والبيئة البحرية خصوصاً، ولذلك تنفذ الشركة دراسات دقيقة قبل القيام بأي نشاط في البيئات البحرية، وتأخذ في الحسبان نتائج هذه الدراسات عند البدء بأي نشاط في البحار. ويقوم قسم البيئة في أرامكو بعمل مهم، وخصصت ميزانيات ضخمة للتدابير البيئية في المياه كما أنها تقوم بمراقبة بيئية مستمرة حتى بعد انتهاء المشاريع.
