حراج معارض النسيم الأشهر ينتقل إلى «الرمال»

ينتقل حراج معارض النسيم للسيارات هذه الأيام من موقعه الأشهر في طريق خريص إلى سوق الرمال للسيارات المستعملة، ليغلق بذلك تاريخاً يمتد إلى أكثر من ثلاثة عقود في موقعه الحالي، وليتغير الموقع الأشهر إلى موقع آخر طرفي.
وبنيت معارض النسيم بعد نهاية الطفرة الأولى، وفي منتصف الثمانينات الميلادية، لتكون موقعاً لمن يريدون شراء وبيع السيارات، التي بدأت تغزو العاصمة السعودية، وتكون المعبر لمن يريدون أن يدخلوا عالم المركبات، التي بدأ يقتنيها أبناء الطبقة المتوسطة الذين سكنوا أحياء شمال الرياض كالعليا والمرسلات، ويحتاجون الى السيارات لتنقّل بين هذه الاحياء الجديدة.
وتكاثرت المعارض في حي النسيم القصي حينها، لتكوّن عشرات المعارض والمحال الكبيرة والصغيرة، التي بدأت تستقطب المشترين والبائعين من كل مكان، وتكون في الوقت ذاته فرصة للالتقاء لأصحاب الهواية، ليفتتح حينها (الحراج) في وسط السوق، وتكون هي الوجهة الأشهر، في نهاية الأسبوع للقادمين الى السوق من كل أنحاء الرياض، ومع ما يتبعها من مزايدات الشارين والبائعين على الناقلة التي اتت بهم، وليغيروا غيرها.
وبقيت معارض النسيم مستحوذة على المرتبة الأولى في الشراء والبيع في المملكة، لتتخطى معارض الشفا الواقعة جنوب الرياض، والتي كانت الأقدم والأكثر زخماً، قبل أن تزيحها الجديدة عن موقعها، لقربها من مناطق مختلفة من الرياض، ولمن يأتي اليها شرقاً من دول الخليج أو من المنطقة الشرقية، وهم بائعون محترفون لأنواع «الخليجي» من المركبات التي لها روادها في السوق الممتدة على كيلومترات عدة.
ومع تكاثر الاهتمام بالسوق، برزت ظواهر سلبية مختلفة، من أهمها «الجلابة»، وهم الذين يجلبون المشترين من خارج السوق الى داخلها، ويقفون في الطرقات المحيطة، ينتظرون الداخلين عليها، ليكون عميلاً لمحالهم المنتشرة في المنطقة الخلفية من السوق، بصورة خطرة على الطرق الرئيسة التي تعج بالمركبات المسرعة، ويكون فيها الجميع بين خطر الاصطدام والاحتكاك.
وأوقفت أمانة منطقة الرياض، بالتعاون مع إدارة مرور المنطقة نشاط حراج بيع السيارات في معارض النسيم شرق الرياض، ونقلت أعماله إلى مزاد التعمير الدولي للسيارات بحي الرمال، تنفيذاً لقرار الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
وتضمن قرار الهيئة معالجة وضع معارض النسيم وأسندت لأمانة وإدارة المرور تنفيذ نقله ابتداءً من الأول من جمادى الآخرة، لتفادي الآثار السلبية لحراج بيع السيارات المقام داخله على السكان والمدينة، ومنها تسببه في ازدحامات مرورية أعاقت انسيابية الحركة في الطرق الرئيسة والأحياء السكنية المجاورة، اضافة الى التلوثات البصرية والبيئية الناتجة من جمع المركبات بالقرب من الأحياء المعمورة.
وعملت الأمانة بمساندة الجهات المعينة على تهيئة مزاد السيارات الدولي لاستيعاب نشاط حراج السيارات الدولي وتوفير مداخل ومخارج تتناسب مع حجم الإقبال المتوقع عليه، إضافة الى تخصيص مواقف للمركبات وأماكن متعددة لانتظار رواده، بهدف ايجاد بيئة منظمة تخدم مرتادي المزادات وتوفر الراحة والسلامة لسكان مدينة الرياض.