«ألباب» مجلة جديدة فصلية متخصصة تعنى بالدين والسياسة والأخلاق تصدرها «مؤسسة «مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث» - الرباط، وفي تصديره للعدد الأول من المجلة يذكر رئيس تحريرها الكاتب والاكاديمي موسى برهومة، أن «الأسئلة الأخلاقية شغلت ولا تزال المثقفين والمشتغلين بالفكر والفلسفة، وأثارت الكثير من الجدل، وشابها الغموض والالتباس، ما جعل الحدود الفاصلة بين السياسة والدين غير واضحة». وتساءل عن «الأخلاق التي نريد، وعن المرجعيات التي نستقي منها القيم الأخلاقية». وبحسب رئيس التحرير، جاءت مجلة «ألباب» لتبحث في «الدين والفكر والسياسة والأخلاق، وتعيد طرح الأسئلة الجوهرية من منظور حداثي، تجمع ما بين الدين والمعاملة، وروح العصر، حتى تكون مجلة محكمة بالفعل». وتتضمن المجلة قسمين، هما: دراسات وأبحاث، وألباب الكتب. ويشتمل قسم «دراسات وأبحاث» على ست دراسات هي: «الأسس الدينية والفلسفية للقيم الأخلاقية» للمفكر الأردني فهمي جدعان، يتناول فيها بالدرس والتحليل رؤيتين مترافقتين: الأولى يمثلها المفكر اللبناني عادل ضاهر وتنسب نفسها إلى العقل والعقلانية، وتؤسس للأخلاق على العقل، والثانية تجعل من الدين أو الوحي أساساً للأخلاق، ومسوغاً للالتزام الأخلاقي عند المؤمنين، ويمثلها المفكر المغربي طه عبد الرحمن. ويرصد المفكر اللبناني عادل ضاهر في دراسته عن «الليبرالية السياسية في فلسفة جون رولز» محاولات هذا الفيلسوف الأميركي لخلق تصور سياسي للعدالة، ومحاولته تجنب الافتراضات الفلسفية، التي أدت دوراً مهماً في كتابه «نظرية في العدالة»، ويشير إلى أن نظرية رولز حول العدالة السياسية «ما زالت حتى اللحظة الراهنة، تستأثر باهتمام الكثير من الفلاسفة، وعلماء السياسة، إضافة إلى علماء الاقتصاد والقانون». وتتناول الدراسة الثالثة للباحث الجزائري الزواوي بغوره «مسألة الخير في فلسفة الأخلاق المعاصرة»، ويحاول من خلالها إدخال عناصر جديدة في مفهوم الخير، وتحديداً ما يرتبط بعلاقته بالعدل، مبرزاً معاني الخير المتعددة لدى الفلاسفة المعاصرين والقدامى، ومعتبراً أن «الأخلاق لا تقف عند تحديد معايير الاحترام المتبادل، وليست مجرد إجراءات عادلة ومنصفة من أجل إعادة توزيع الخيرات، أو حلّ النزاعات، وإنما الأخلاق، في نظر الفلاسفة، ذات بعد أكبر يتمثل في إعطاء معنى لحياتنا». وفي الدراسة الرابعة «من شريعة المقدس إلى قداسة الشرعية» يقارب الباحث التونسي عمار بنحمودة مفهوم «الإسلام السياسي» من خلال الحفر في أصوله، واعتماد قراءة نقدية لمشروعه الأيديولوجي، حيث تحول من حركة فكرية إلى أحزاب سياسية تمكنت من الحصول على السلطة بعد ثورات «الربيع العربي». و يعالج الباحث المغربي محسن المحمدي في الدراسة الخامسة «الأخلاق أولاً، الدين ثانياً: كانط نموذجاً»، أهم الأطروحات في المبحث الأخلاقي لدى الفيلسوف إيمانويل كانط، وعلى رأسها تنصيب الأخلاق العقلية كدين جديد يعوّض الدين التاريخي النظامي، ويقف عند «القلب الخطير» الذي قام به كانط، حيث جعل «الأخلاق هي أساس الدين، وليس العكس». في الدراسة السادسة «إشكالية الدين والدولة عند محمد عابد الجابري»، يتتبع الباحث المغربي مراد زوين، تصور المفكر المغربي الراحل لمسألة العلمانية، من خلال مقاربتها مع العروبة والإسلام، ومع الخطابين القُطري والعربي، ويطرح إشكالية الدين والدولة لدى الجابري، وما يقصده بهذين المفهومين الملتبسيْن. أما قسم «ألباب الكتب»، فيضم قراءات في بعض الكتب الفكرية الحديثة. تتكون الهيئة الاستشارية للمجلة من المفكرين والباحثين: فهمي جدعان، عبدالمجيد الشرفي، أحمد برقاوي، فيصل درّاج، ومحمد شوقي الزين.