أدمنت ليلى على مواقع التواصل الاجتماعي، تقضي ما يزيد على ثماني ساعات يومياً وعيناها مسلطتان على شاشة الكومبيوتر أو الجوال، تتابع كل ما يطرأ على «حيطان» المواقع، وتستعرض كل جديد، وخصوصاً ما يخص الشأن السعودي بوجه العموم وقضايا المرأة بوجه خاص. وتقول ليلى وهي طالبة جامعية: «أصبح لدي شغف في معرفة كل جديد لنشاطات المرأة السعودية، إذ أسهمت هذه المواقع في تناول قضايا المرأة السعودية في شكل جدي، من خلال الحملات التي دشنتها ناشطات سعوديات على صفحاتها». وتشير إلى أن اختيارهن لتلك المواقع كان مناسباً جداً، خصوصاً أنها مواقع شعبية، وينتشر استخدامها بين شرائح المجتمع، وهذا سهّل عليهن توصيل أصواتهن لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع. وتضيف: «تلك المواقع فتحت للمرأة باباً جديداً لسماع مطالبها، بخاصة أنها تواجه صعوبات في توصيل صوتها ومطالبها بالقنوات الرسمية». وتتفق معها داليا، الموظفة في القطاع الخاص، والتي تتابع مواقع التواصل الاجتماعي في شكل مستمر يومياً، وتقول: «تجذبني تلك المواقع التي تتحدث عن مطالبات نسائية، وأتابع جميع الصفحات المخصصة للحملات النسائية في مواقع التواصل الاجتماعي عن كثب، فقد منحتني التعرف الى ما تريده المرأة السعودية كمواطنة». وأسهمت خصوصية المجتمع السعودي في لجوء السعوديات للمطالبة بحقوقهن عبر قنوات الانترنت بحسب داليا التي تعتبر أن «هذه المواقع منحت المرأة السعودية الخصوصية التي تريدها وتتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعنا، كما أنها منحتها الحرية في إبداء رأيها من دون تلك القيود التي فرضها المجتمع عليها». وتضيف: «العيب الوحيد في تلك المواقع أنها لا تظهر المقياس الحقيقي لنبض الشارع السعودي ومدى تقبله لمطالب المرأة». في المقابل، تؤكد الناشطة السعودية الدكتورة نائلة عطار ل «الحياة» أن مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في شكل كبير في توصيل أصوات النساء للجهات المعنية والرسمية. وعن اختيارهن لمواقع التواصل الاجتماعي لبدء حملاتهن للمطالب بحقوق المرأة السعودية، تقول: «السبب الرئيسي هو سهولة استخدامها والوصول إليها من جميع شرائح المجتمع المختلفة». وتلفت إلى أن النساء استطعن التواصل مع أكثر من 3 آلاف عضو انضموا للحملة من مختلف المناطق السعودية، ما فتح باب النقاش والتواصل وكذلك المناظرة مع المعارضين لأفكارهن». وتضيف: «تلك المواقع منحتنا الفرصة لمعرفة آراء المجتمع في قضايانا، المؤيدة والمعارضة، ما جعلنا نحقق هدفنا في توصيل أصواتنا للجميع». وترى الناشطة فوزية الهاني، أن مواقع الانترنت كانت الوسيلة الوحيدة أمام الناشطات السعوديات للتحدث بحرية عن آرائهن والمطالبة بحقوقهن، وتقول: «فتحت تلك المواقع مجالاً للنقاش بحرية وشفافية بيننا وبين جميع أفراد المجتمع من شرائح وتيارات فكرية مختلفة... هذه المواقع تساهم في حراك المرأة على أرض الواقع، إذ كان لمطالباتها دور حقيقي وأساسي في تناول قضاياها عبر القنوات الرسمية».