تفاقمت أزمة الأسمنت في منطقة جازان، وبلغت الأسعار مستويات قياسية، دفعت بسعر الكيس إلى 22 ريالاً، على رغم محاولات الجهات ذات العلاقة السيطرة على استغلال التجار، واحتواء أزمة الأسمنت في المنطقة. ورصدت «الحياة» خلال وجودها بموقع بيع الأسمنت على طريق جازان - أبو عريش، تسريب كميات كبيرة من الأسمنت الى أيدي الكثير من الأجانب، على رغم وجود مسؤولين من مصنع أسمنت المنطقة الجنوبية، والذين سعوا إلى طمأنة الجميع بتوافر الأسمنت، في حين تم تحديد 30 كيساً للفرد الواحد، وبسعر 14 ريالاً للكيس. وبلغ سعر كيس الأسمنت في السوق السوداء عند بعض التجار والأجانب 22 ريالاً، بعد أن اختفى الأسمنت من الأسواق خلال الفترة الماضية، وبات موجوداً عند عدد محدود من التجار الذين رفعوا أسعاره إلى مستويات كبيرة. وأوضح المسؤول بمصنع أسمنت المنطقة الجنوبية في جازان محمد العبدلي، أنه «يتم توفير ما بين 15 و19 شاحنة يومياً، تبلغ حمولة كل شاحنة 600 كيس». وانتقد العبدلي في حديثه ل«الحياة»، عدم وجود مسؤولي فرع وزارة التجارة في الموقع، وذلك بهدف ضبط الأسعار، مؤكداً أن وضع سوق الأسمنت حالياً أفضل من السابق. وأوضح أن هناك محاولات من بعض التجار والعمالة الأجنبية لرفع أسعار الأسمنت، وافتعال أزمات في السوق، ورفع الأسعار على المستهلكين. من جهته، أكد أحد تجار الأسمنت (فضل عدم ذكر اسمه) ل«الحياة»، أن الأسمنت لا يتوافر في السوق بكميات كافية، ويوجد لدى عدد محدود من التجار، ويقوم بعضهم برفع الأسعار بشكل كبير. ويقول المواطن ماجد الكعبي الذي يقوم ببناء منزله، إنه ذهب لمواقع الأسمنت المعتادة، ووجد أحد التجار الباكستانيين يرفع سعر الأسمنت إلى 22 ريالاً للكيس، معللاً ذلك بأن الأسمنت ارتفع سعره، ولم يعد موجوداً في معظم مواقع البيع. أما المواطن عقيل جعفر، فاتهم أصحاب الشاحنات باستغلال حاجة الناس للأسمنت، وقاموا ببيع حمولات شاحناتهم في السوق السوداء داخل القرى وبعيداً عن أعين الرقابة، وبلغ سعر الكيس 22 ريالاً، وهو ما يزيد بنحو ثمانية ريالات عن السعر الذي من المفروض أن يباع به الكيس.