أكد رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «شغوف بالتراث كثير الاطلاع على كتب التاريخ وزيارة المواقع التاريخية»، مضيفاً، في كلمة له خلال أمسية أقامها سفير المملكة لدى مصر مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية أحمد قطان، في صالون (رياض النيل) بالقاهرة أخيراً، في حضور عدد من الوزراء والشخصيات العامة والمفكرين والسياسيين والسفراء ورؤساء التحرير والكُتاب والإعلاميين المصريين أنه «ورث هذا الشغف من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبدأ الاهتمام بالآثار والتراث منذ صغره، نتيجة لمرافقة والده إلى المواقع التراثية والأثرية». وقال الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في كلمته (حصلت «الحياة» على نسخة منها): «كنت أتساءل: هل دورنا فقط في التنقيب عن الآثار، وأن نُخرج قطعاً أثرية ونضعها في المتاحف فقط، أم يُفترض أن يكون أكبر من ذلك؟ وما هو الرابط بين كل هذا التاريخ وهذا التراكم الحضاري وما نحن عليه اليوم؟». وشدد على أنه «من الأهمية بمكان عدم اختزال الخليج في النفط، لدينا رسالة ومهمات كبرى لا بد أن نقوم بها، وأنا لا أؤمن بنظرية صراع الحضارات أو الأديان، فالإسلام دين حوار وتواصل وسلام». وأكد أنه «من المهم في هذا العصر، الذي يجد فيه المسلمون أنفسهم في مواجهة مع الحضارات الأخرى، أن نعيد التفكير في من نحن وما هو دورنا في الحراك الإنساني المستقبلي؟ منطلقين من قراءة جديدة في تاريخ الإسلام، الذي بدأ - والله أعلم - منذ خلق البشرية، وأن كل ما حدث منذ ذلك الوقت، الذي لا يعلمه إلا الله، كان تسلسلاً يؤدي إلى بزوغ شمس الهداية والخير من مكةالمكرمة في قلب الجزيرة العربية، وعلى يد عربية من خيرة أهلها، في فترة زمنية مهمة كانت فيها مكةالمكرمة محوراً استراتيجياً حضارياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، وملتقى للقوافل التي جاءت للحج والتجارة، ما شكل كياناً ذا قوة سياسية متنامية، وساعد في انتقال رسالة الإسلام والقرآن الكريم بلغته العربية الراقية، التي تطورت عبر آلاف السنين حتى نزل بها القرآن الكريم، إلى أرجاء المعمورة، ما يؤكد أن الإسلام العظيم لم ينشأ من أرض مفرغة من الحضارات أو المعرفة أو الأخلاق أو القيم العربية الأصيلة».