طهران، واشنطن، نيويورك، كوالالمبور – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن ديبلوماسيون أن كوريا الجنوبية وسنغافورة ضبطتا أخيراً معدات نووية وأسلحة كانت مُرسلة إلى إيران، في انتهاك للعقوبات المفروضة عليها، فيما تحقّق الحكومة الماليزية في إمكان استخدام تجهيزات شُحنت في شكل غير شرعي إلى الشرق الأوسط، في إنتاج أسلحة ذرية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي قوله إن «السلطات الكورية الجنوبية عثرت على أكثر من 400 أنبوب مشبوه في طائرة شحن في مطار سيول، في كانون الأول(ديسمبر)». وهذه المعلومات التي تضمنّها تقرير رُفع إلى لجنة العقوبات الدولية في الأممالمتحدة حول شأن إيران، أفادت بإمكان استخدام الأنابيب في منشآت نووية، مضيفة: «في أيلول(سبتمبر)، عُثر على مسحوق الألومينيوم الذي يمكن استخدامه للصواريخ، في سفينة بمرفأ سنغافورة». وفي الحالتين، كانت المواد مُرسلة إلى إيران. ونسبت الوكالة إلى ديبلوماسي ثانٍ في الأممالمتحدة، تأكيده هذه المعلومات، مشيراً إلى أن لجنة العقوبات في الأممالمتحدة ستدرسهما حين تناقش أحدث تقرير في شأن مراقبة نظام العقوبات. تزامن ذلك مع إعلان وزير الداخلية الماليزي هشام الدين حسين أن السلطات ضبطت شحنة من سفينة توقفت في مرفأ بولاية سيلانغور وسط البلاد، في طريقها من الصين قبل أسبوعين. وأشار إلى أن مسؤولين احتجزوا الشحنة «على أساس أنها قد تُستخدم لأسلحة دمار شامل وتسلّح نووي». لكنه لفت إلى أن السلطات الماليزية والدولية تحتاج إلى «أسابيع أو شهور» للتحقّق من ذلك. ولم يعلن حسين عن وجهة الشحنة، لكن محمد بكري زينين رئيس وحدة التحقيق الجنائي في الشرطة أعلن أن الشحنة كانت متجهة إلى الشرق الأوسط، واحتوت تجهيزات يمكن استخدامها لصنع قنبلة نووية. وأقرّت ماليزيا العام الماضي قانوناً لكبح تهريب تجهيزات لأسلحة نووية، بعد ربطها بشحنات غير شرعية لتكنولوجيا حساسة إلى دول مثل إيران وليبيا. في واشنطن، اعتبر السناتور الأميركي جو ليبرمان أن البرنامج النووي الإيراني ما زال يشكّل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها. وقال بعد اجتماع في الكونغرس لمناقشة «تقويم الاستخبارات القومية» الذي تصدره الوكالات ال 16 للاستخبارات الأميركية: «الإيرانيون يمثّلون تهديداً. نعرف نياتهم إزاءنا، انطلاقاً مما يقولونه، وهي معادية. من الواضح انهم يواصلون العمل بجدية على برنامج أسلحة نووية». والتقرير الذي تسرّبت بعض عناصره إلى الإعلام الشهر الماضي، أشار إلى أن القادة الإيرانيين منقسمون حول مسألة امتلاك أسلحة نووية. في غضون ذلك، أعلنت إيران أنها أطلقت بنجاح صاروخاً يحمل كبسولة لنقل «كائنات حية» إلى الفضاء قريباً، ما يثير قلق الغرب الذي يخشى أن تستغلّ طهران ذلك لتطوير قدرات باليستية تتيح لها تحميل صواريخ رؤوساً نووية. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن طهران «أطلقت بنجاح أول كبسولة إيرانية يمكنها نقل كائنات حية إلى الفضاء، مستخدمة الصاروخ كاوشكر-4»، على ارتفاع 120 كلم، قبل عودتها إلى الأرض. ونقلت «إرنا» عن الرئاسة الإيرانية أن «هذه التجربة العلمية المهمة أجرتها وكالة الفضاء الإيرانية» الثلثاء الماضي، مشيرة إلى أنها أتاحت «اختبار قدرات النظام إضافة إلى منصة الإطلاق والمحركات والأجهزة الإلكترونية وأجهزة قياس البعد ونظام الفصل» بين الصاروخ وحمولته، بما في ذلك «البيانات والصور التي تُرسل من المدار». ووضعت طهران قمراً اصطناعياً في المدار منذ العام 2009، كما أرسلت حيوانات صغيرة إلى الفضاء عام 2010، في ما تعتبره «خطوة أولى لإرسال رواد فضاء»، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه بحلول 2020. كما أعلنت نيتها إطلاق أقمار اصطناعية للمراقبة أو للاتصالات، بحلول آذار (مارس) 2012. وأثارت التجارب الإيرانية السابقة لإطلاق صواريخ إلى الفضاء، عامي 2009 و2010، ردود فعل شاجبة في الغرب، إذ اعتبرتها الولاياتالمتحدة «استفزازاً»، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه» إزاءها. وفي باريس، رأت الخارجية الفرنسية أن «التجربة الصاروخية الجديدة التي أجرتها إيران تثير قلقاً بالغاً»، معتبرة أنها «انتهاك جديد لقرارات مجلس الأمن».