أعلن مصدر رسمي سوري أن القوات النظامية وحلفاءها طوّقوا تنظيم «داعش» في مدينة الميادين في جنوب شرقي دير الزور في شرق سورية. والميادين إحدى آخر معاقل «داعش»، مع تقهقر التنظيم إلى الأراضي الخصبة في محافظة دير الزور في وادي الفرات، والتي يشنّ منها هجماته المضادة في المنطقة الصحراوية بعد خسارته مساحات من الأراضي هذا العام. وقال المصدر العسكري السوري، «واصلت وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة، تقدمها على اتجاهات ومحاور عدة في مدينة دير الزور وريفها». وأضاف أن وحدات الجيش «طوّقت إرهابيي داعش في مدينة الميادين». وكانت القوات النظامية وحلفاؤها وصلوا إلى دير الزور في أيلول (سبتمبر)، بعد عملية دامت أشهراً في أنحاء المنطقة الصحراوية السورية وتقدموا في الأسابيع الأخيرة في وادي الفرات تجاه الميادين. ولكن الهجمات المضادة لتنظيم «داعش» في المنطقة الصحراوية زادت الضغط على طريق الإمداد الرئيسي إلى دير الزور من غرب سورية. في موازاة ذلك، قال مصدر عسكري لموقع «روسيا اليوم» إن القوات النظامية السورية تواصل تقدمها على محاور عدة في دير الزور وريفها، موضحاً أن مسلحي «داعش» يفرّون هاربين من أحياء دير الزور تحت ضربات القوات الحكومية. وأفاد المصدر بأن القوات الحكومية استعادت السيطرة على بلدة مراط الفوقا شرق الفرات نتيجة اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين. وذكر أن الجيش السوري أحكم طوقاً على مجموعة من مسلحي «داعش» في مدينة الميادين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وكبّد التنظيم خسائر كبيرة في الأفراد. وأفاد نشطاء معارضون بأن الاشتباكات العنيفة تدور في الأطراف الغربية من الميادين، بالتزامن مع القصف المتواصل من قبل الجيش وسلاح الجو الروسي، مضيفين أن «داعش» شنّ في الساعات الماضية هجوماً معاكساً في المنطقة. وأوضح النشطاء أن القوات الحكومية والقوات الحليفة فقدوا نحو 10 أشخاص، استولى عناصر «داعش» على جثثهم وقاموا برميها في ساحات المدينة. وجاءت هذه التطورات بعد يوم من دخول الجيش السوري «الميادين»، وسيطرته على قلعة الرحبة الأثرية وكتيبة المدفعية ومزارع الشبلي وسوق الهال وصوامع الحبوب جنوب غربي المدينة، وذلك في إطار عملية تحرير المدينة من «داعش». وتدعم روسيا وإيران و «حزب الله» اللبناني الرئيس السوري بشار الأسد وقواته خلال الحملة ضد تنظيم «داعش» في الضفة الغربية لنهر الفرات. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطائرات الحربية السورية نفّذت غارات مكثفة على مناطق في الميادين وبلدات بقرص والقورية والبوليل ودبلان ومحكان. كما تواصلت الاشتباكات العنيفة في محور مراط فوقاني في ريف دير الزور الشرقي، بين قوات النظام و «داعش». وعلم «المرصد» أن «داعش» ومن خلال هجمات معاكسة تمكّن من إبعاد قوات النظام عن الضواحي الغربية لمدينة الميادين، وذلك بعد أن أوقعهم التنظيم بكمائن بالتزامن مع هجمات شرسة شنها تمكّن خلالها من إبعاد قوات النظام على رغم الإسناد الجوي لها من قبل طائرات روسية إضافة إلى القصف العنيف. ورصد «المرصد السوري» وقوع مزيد من الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام في الكمائن والهجمات، حيث ارتفع إلى 38 على الأقل عدد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال ال48 ساعة الماضية. ويدعم تحالف تقوده الولاياتالمتحدة أيضاً حملة أخرى على «داعش»، معظمها على الضفة الشرقية للنهر حيث استعاد السيطرة على الرقة وتقدم أيضاً ليسيطر على مناطق مواجهة لدير الزور. وكان مسؤولون أميركيون قالوا من قبل إن تنظيم «داعش» نقل بعضاً من كياناته القيادية والدعائية إلى الميادين مع طرده من أراض أخرى.