استقبل ولي عهد السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز في في الرياض امس رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني سعد الحريري والوفد المرافق له. وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وبحث المستجدات على الساحات العربية والإقليمية والدولية. حضر الاستقبال مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز ومستشار ولي العهد الأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن مساعد ومساعد الأمين العام لمجلس الأمن الوطني للشؤون الاستخباراتية والأمنية الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ورئيس المكتب الخاص لولي العهد الأستاذ عبدالله بن مشبب الشهري. كذلك استقبل الأمير سلطان أمس قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وناقش معه مواضيع ذات اهتمام مشترك. وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز استقبل الحريري والوفد المرافق له، وتم خلال الاستقبال استعراض العلاقات بين البلدين ومناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك. في هذا الوقت، لم تكن عطلة نهاية الأسبوع أفضل حالاً من الأيام السابقة لجهة التقدم في عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، فغابت المشاورات كلياً وظل الوضع يراوح مكانه، فيما حضرت بامتياز التظاهرة الثانية للداعين الى إسقاط النظام الطائفي وشارك فيها حشد شبابي فاق العشرة آلاف متظاهر جاؤوا من خارج الاصطفاف المذهبي والطائفي الذي يتحكم بالانقسام السياسي الحاد في البلد الموزع على جبهتي 14 آذار و8 آذار. وجاب المتظاهرون شوارع غير تقليدية لم يسبق لسواهم ان سلكوها أو تنازعوا على التجمع فيها. وكأنهم أرادوا ان يحجزوا لأنفسهم مساحة جغرافية وسياسية يمكن ان تجذب الشباب الذين عبّروا بصراحة عن رغبتهم في التأسيس لقوة ثالثة لوقف تطييف الصراع في لبنان. وعلمت «الحياة» ان التأخير في ولادة الحكومة الجديدة، يعود الى اعتبار خارجي بالدرجة الأولى ومرده الى ان التريث ضروري لحين اكتمال المشهد السياسي في المنطقة العربية الذي لم يستقر حتى الساعة على أسس واضحة المعالم في ظل استمرار التقلبات. وأكدت المصادر ان هناك سبباً داخلياً، إضافة الى السبب الخارجي ويتمثل في تصلب رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في شروطه ومطالبه، سواء في عدد الوزراء أو الحقائب، مشيرة إلى ان موقف الأخير يبقى ثانوياً لو كانت صورة المشهد السياسي مكتملة. وقالت ان عدم اكتمالها يدفع القيادة السورية الى التريث وعدم التدخل لدى حلفائها اللبنانيين لحضهم على تذليل العقبات التي ما زالت تعترض عملية التأليف. ولفتت المصادر نفسها الى ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وإن كان يتابع اتصالاته بعيداً من الأضواء على قاعدة تدوير الزوايا للتغلب على ما يعوق ولادة حكومته، فإنه في المقابل يجد نفسه أمام عقدة جديدة تواجهه في الوقت الذي يسعى الى تحقيق اختراق يمكنه البناء عليه لتفعيل مشاوراته باتجاه حلفائه والقوى السياسية التي سمته رئيساً للحكومة. وترفض المصادر عينها تحديد أي موعد لتظهير التركيبة الوزارية الى العلن وكذلك التعليق على ما يتردد من ان للتأخير علاقة مباشرة بضرورة الانتظار الى حين صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري أو التريث الى ما بعد التجمع الذي دعت إليه قوى 14 آذار الأحد المقبل في ساحة الشهداء في وسط بيروت باعتبار ان هناك رغبة في استيعاب الحملات السياسية التي تستهدف الأكثرية الجديدة بدلاً من التركيز على الحكومة لحظة ولادتها.