واصل فريق 8 آذار أمس دعوته إلى الإسراع بتشكيل الحكومة. وأكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش أنه «لم يعد مسموح لأحد تحت أي ذريعة أو شعار أن ينهي دور المقاومة، أو أن يساوم أو يقايض عليها بشيء لا بمحكمة ولا بمواقع وزارية ولا بحكومة ولا بسلطة». وقال في احتفال بذكرى ولادة الرسول الأكرم (ص) وأسبوع الوحدة الإسلامية في بلدة البستان الحدودية أمس: «ما الذي تغير ليرفض البعض معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي وافق عليها سابقاً في البيان الوزاري»، مشدداً على «أننا نملك المرونة في السياسة لكن للمرونة حدوداً، لأنها لا تعني أبداً أن نفرط بقوة هذا الوطن ومناعته، وأن نسمع مثل هذه المواقف في الوقت الذي تهدد إسرائيل لبنان باحتلال أرضه». ورأى أن «المعادلة تغيرت، فعليهم أن يقبلوا بالأكثرية الجديدة التي لا يزال موقفها يدعو لحكومة شراكة، وهو تعبير عن انسجامنا مع أنفسنا، لأننا عندما لم نكن الأكثرية في السابق، كنا دعونا لحكومة شراكة أيضاً»، مشدداً على أن «أي مشاركة مع الغالبية في الحكومة يجب أن تأتي وفقاً لسقفها السياسي، وليس وفق ما نسمعه من سقف سياسي يعادي المقاومة ويتهمها ويفرض عليها الإملاءات السياسية». ودعا إلى «الإسراع بتشكيل الحكومة للتفرغ والتصدي لمشاكل الناس». واعتبر وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود («التيار الوطني الحر» بقيادة النائب ميشال عون) أنَّ «هناك استنباطاً لكلمة أزمة للوصول والقول إن وراء هذه الأزمة شخصاً أسمه ميشال عون»، مؤكداً أنَّ «ما يطالب به عون ليس استهدافاً لرئيس الجمهورية، فلا يوجد احد يستطيع المزايدة على العماد عون باحترام أهمية موقع رئيس الجمهورية، وهو يقول إن كل الحصص هي لفخامة الرئيس، فرئيس الجمهورية فوق الجميع». ودعا في حديث إلى «الجديد» أمس إلى «إعادة النظر باتفاق الطائف، فالمسيحيون من الطرف الآخر يتحدثون بذلك في الكواليس، لكن في العلن يقولون عكس ذلك ويتحدثون عن محاسن الطائف، فالتجربة أثبتت انه لم يعد هناك حكم في البلد». ورأى أنّ «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستكون سيفاً مصلتاً على رقابنا، وحتى إذا كانت العدالة ستؤدي إلى الفتنة وإراقة الدماء فهذا غير مقبول، وحتى هذا الكلام قاله الرئيس سعد الحريري نفسه»، نافياً أن يكون عون «لا يريد مشاركة الطرف الآخر في الحكومة، إلا أن الأمر هو انه إذا كان الفريق الآخر يريد دخول الحكومة لوضع العصي في الدواليب فهذا بالتأكيد لن نقبل به». وقال عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية هاني قبيسي الذي مثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في احتفال في الجنوب أمس، إن «البعض يرى أن السلطة أهم من الوطن لكن الوطن والمواطن أهم من السلطة»، مشيراً إلى أن «هناك سعياً حثيثاً يبذله الرئيس المكلف والرئيس نبيه بري من اجل تشكيل حكومة قوية وقادرة على مواجهة التحديات والتهديدات اليومية الإسرائيلية، إننا نراهن على أن يكون للبنان حكومة قادرة على تكريس معادلة الجيش والشعب والمقاومة». وشارك قبيسي أيضاً في احتفال تأبيني في زبدين، وقال: «من المؤسف أن نسمع بعض من في الداخل ينادي بشروط للدخول إلى الحكومة أو المشاركة فيها، ألا وهو سحب السلاح أو ضبط السلاح أو حصر السلاح المتعلق بالمقاومة. وهنا نقول لهؤلاء انهم لم يسمعوا تهديدات العدو الإسرائيلي ولا تهديدات قادته بأن على الجيش أن يستعد للعودة إلى لبنان. فهذا السلاح المقاوم هو الضمانة لاستقرار هذا الوطن». وقال: «ها هي الكراسي تتهاوى وها هي أنظمة الذل تسقط وأثبتت سياساتهم أنها فاشلة. ونحن في هذا الوطن أثبتنا من خلال مواقفنا المقاومة أننا حاضرون للمواجهة مع العدو وموقفنا هذا أقوى من مواقف زعماء العالم الذين يسقطون الواحد تلو الآخر». وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله أنَّ «الحكومة المقبلة ستكون كاملة الأوصاف على مستوى تمثيل الفئات المختلفة وفق ما ينص عليه الدستور»، ونفى «وجود عقدة مستعصية في عملية التشكيل، لأنَّ كل المطالب من الكتل النيابية يمكن معالجتها من خلال النقاش والحوار الذي يجريه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ويتولى التوفيق بين آراء هذه الكتل». وقال في احتفال بذكرى ولادة الرسول الأكرم وأسبوع الوحدة الإسلامية في بلدة حداثا الجنوبية انَّ «الصيغة التي يتم الاتفاق عليها بين الكتل الداعمة له (الرئيس المكلف نجيب ميقاتي) هي بالنهاية الصيغة التي ستكون المجسدة والمعبرة عن الحكومة المقبلة»، مؤكداً أن «حزب الله كان دائماً من دعاة المشاركة حتى على مستوى المقاومة لكل القوى اللبنانية واللبنانيين». وفي شأن تشكيل الحكومة، اعتبر فضل الله «أننا لا نزال في إطار الوقت الطبيعي جداً لعملية تأليف الحكومة بحيث لم نتجاوز الشهر أو الشهرين أو الثلاثة أشهر كما كان يتم في الماضي في الكثير من الحكومات التي كانت تشكل، وهذا يؤكد أن تشكيل الحكومة ليس أمراً معلباً وجاهزاً»، مبدياً «تأييد حزب الله استنفاد كل الاتصالات والمشاورات من أجل إنجاز حكومة متجانسة قادرة على العمل ومواجهة التحديات والمتطلبات». ورأى أنَّ «هناك من يستعجل إثارة المشكلات في وجه الحكومة قبل أن تولد وإثارة العقد في إطار لعبة إعلامية سياسية للقول إن التأخير في تشكيل الحكومة يدل على وجود مشاكل»، مؤكداً أنَّه «إذا بقي الفريق أو الطرف الآخر مصراً على عدم المشاركة، ففي النهاية سيتم الذهاب إلى تشكيل حكومة»، واعتبر أنَّه «ليس هناك شيء اسمه حكومة من لون واحد لأن الكتل التي ستشكل الحكومة ليست من لون واحد، إنما هي قوى سياسية متنوعة ومتعددة».