قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش أمس (الخميس) ان القوة الاضافية التابعة لحفظ السلام والتي قوامها أربعة آلاف جندي في جنوب السودان بدأت تتوافد بعد ثمانية أشهر من موافقة مجلس الأمن، وسط عراقيل بيروقراطية وضعتها الحكومة. وأفاد غوتيريش في تقرير شهري في شأن وضع القوة والعراقيل التي تواجه حوالى 13 ألف جندي منتشرين بالفعل على الأرض: «الوضع في البلاد تدهور بوتيرة سريعة». وأوضح الأمين العام للامم المتحدة في تقرير: «بدأ... نشر أفراد من عناصر الموجة الأولى للقوات الإضافية». وكان مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضواً قد وافق على نشر القوة الإضافية في آب (أغسطس) الماضي، بعد أيام من القتال المكثف في العاصمة جوبا بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والقوات الداعمة لنائبه السابق ريك مشار. والقوة جزء من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمعروفة اختصاراً باسم «يونميس»، والتي توجد في جنوب السودان منذ استقلاله عن السودان العام 2011. وانزلقت الدولة في حرب أهلية بعدما أقال كير نائبه مشار في العام 2013. وفي وقت يستغرق فيه جمع القوات اللازمة لبدء عملية نشر تابعة للأمم المتحدة في موقع ما عدة أشهر عادة، كان لزاماً على المنظمة الدولية أن تتعامل أيضاً مع البيروقراطية التي وضعتها حكومة جنوب السودان ومع عزوفها عن التعاون. وكتب غوتيريش: «من المؤسف حقاً أن القوات الأولى بدأت تواً في الوصول بعد ثمانية أشهر من تفويضها من قبل مجلس الأمن». وهدد مجلس الأمن الدولي بفرض حظر أسلحة إذا لم تتعاون حكومة كير مع القوة المنشورة أو لم تسمح لقوات حفظ السلام الموجودة بالفعل على الأرض بحرية التحرك لحماية المدنيين. ولكن عندما طرحت الولاياتالمتحدة الاقتراح للتصويت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لم تحصل على الأصوات التسعة المطلوبة لتمريره. وأبلغ غوتيريش مجلس الأمن الدولي أن قوة «يونميس»، ما زالت تواجه عراقيل وقيوداً وفي بعض الحالات واجهت موقفاً عدائياً من القوات الحكومية، لافتاً إلى إن إمدادات المساعدات الإنسانية تواجه أيضاً عراقيل. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن حوالى ثلاثة ملايين شخص في جنوب السودان (ربع السكان)، فروا من منازلهم كما تعاني أجزاء من البلاد المنتجة للنفط مجاعة. وحذر مسؤولون كبار في الأممالمتحدة من إبادة جماعية محتملة.