«الحياة» لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - اتهمت لجنة تحقيق دولية عشية طي السنة السادسة من الأزمة السورية اليوم، القوات النظامية ب «تعمّد» قصف نبع عين الفيجة في وادي بردى، ما أدى إلى حرمان دمشق من إمدادات المياه لأسابيع، نهاية العام الماضي، في وقت قال الأمير زيد بن رعد الحسين أمام مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إن سورية «أصبحت كلها غرفة تعذيب ومكاناً للرعب الوحشي والظلم المطلق». وانطلقت أمس جولة جديدة من مفاوضات آستانة بغياب الفصائل المسلحة، وتحدثت موسكو عن «وضع معقّد للغاية»، لكنها أعلنت مواصلة الاتصالات مع قادة الفصائل في مسعى لإنقاذ المفاوضات. وقالت لجنة تحقيق دولية مستقلة يقودها البرازيلي باولو بينيرو في تقرير أمس: «على رغم أن وجود عناصر الجماعات المسلحة عند نبع الفيجة يمثّل هدفاً عسكرياً، فإن الضرر الشديد الذي لحق بالنبع كان له تأثير مدمر في أكثر من خمسة ملايين مدني في مناطق الحكومة والمعارضة التي حرمت من المياه الصالحة للشرب بصفة منتظمة لأكثر من شهر». ودعا المفوض السامي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد أمس، إلى إخلاء سبيل عشرات آلاف المحتجزين في سجون سورية، وقال إن تقديم مرتكبي الجرائم، بما فيها التعذيب، للمحاكمة أمر ضروري للتوصل إلى سلام دائم. وأعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها إزاء ما ورد في تقرير اللجنة الدولية أمام مجلس حقوق الإنسان، لافتة إلى «ما تضمنه من حجم الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ما زال نظام بشار الأسد وحلفاؤه والميليشيات المرتزقة التي يستعين بها، ترتكب بحق الشعب السوري، وبخاصة في المناطق الشرقية من مدينة حلب، حيث تعرض المدنيون للحصار والقصف العشوائي من دون وجود أهداف عسكرية، ما تسبب في تدمير المدارس والمستشفيات ومصادر الطعام والمياه، وراح ضحيتها كثير من الأبرياء». وعبّر رئيس قسم حقوق الإنسان في الوفد السعودي لدى الأممالمتحدة في جنيف فهد المطيري، عن إدانة المملكة استهداف القوات النظامية قوافل المساعدات الإنسانية. كما أعرب عن القلق إزاء النتائج التي توصل إليها التقرير، ومن أهمها حصول انتهاكات ممنهجة واسعة النطاق لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي في مدينة حلب. في غضون ذلك، أفشل امتناع «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» عن الحضور إلى آستانة رهانات على إنجاح جولة المفاوضات على رغم مقاطعة الفصائل التي شاركت في الجولتين الماضيتين. وكانت الخارجية الكازاخية رجّحت انضمام ممثلي «الجبهة الجنوبية» قبل أن تعلن مقاطعتهم. ونددت موسكو بالمقاطعة التي هيمنت على انطلاق الجولة الجديدة، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن أسباب رفض المعارضة المشاركة «غير مقنعة»، مضيفاً أن «التذرّع بالانتهاكات لا يمكن أن يكون سبباً لعدم المشاركة في مفاوضات لأن انتهاكات رافقت كل المراحل منذ وقف النار» نهاية العام الماضي. إلى ذلك، أقرت المفوضية الأوروبية وثيقة «استراتيجية الاتحاد الأوروبي» تجاه سورية التي ستقود العمل الأوروبي المشترك في الأمدين القريب والمتوسط. وأكدت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية والأمن، أن الوثيقة «تمثل رسالة واضحة من الاتحاد الأوروبي تجاه السوريين بأنه سيظل يقف إلى جانبهم» في المرحلة الحالية حيث هم في حاجة إلى تدفق المساعدات الإنسانية، خصوصاً إذا ثبت وقف النار، وفي مرحلة «بناء مستقبل سورية» بعد دخول سورية مرحلة انتقال سياسي حقيقي. وستعرض الوثيقة على اجتماع وزراء الخارجية لدول الاتحاد في 3 نيسان (أبريل).