انتقد أستاذ الدراسات العليا في التاريخ بجامعة القصيم الدكتور أحمد البسام مؤرخين حاولوا رسم صورة «سيئة قاتمة عن الحياة والحال العلمية في نجد قبيل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب»، موضحاً أن نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان فيها علماء، «وكان لهم بعض الانتقادات للأوضاع الدينية السائدة آنذاك، ومنهم الشيخ عبدالله بن سيف، أحد شيوخ الإمام محمد بن عبدالوهاب». وقال البسام في ليلة تكريمه من ثلوثية الدكتور محمد المشوح بالرياض: «كان هناك حواضر علمية معروفة، مثل أشيقر وشقراء وبعض نواحي القصيم وغيرها، وكان هناك علماء ولهم دروس ومؤلفات، لكن انفرد الشيخ محمد بن عبدالوهاب بقيامه ونهوضه بالدعوة»، مؤكداً أن «تاريخنا المحلي يحتاج إلى مزيد من الدراسات العميقة... فما زال لدينا الكثير من الفترات والأحداث التي تنتظر الدراسة والتحليل». وفي الأمسية التي أدارها الدكتور سعد النفيسة، أجاب البسام عن سؤال عن التواريخ النجدية، قائلاً إن ابن غنام حمل معه العديد من التجاوزات اللفظية التي لا يرى مناسبتها، بل إنه يرى أن تاريخ ابن غنام وابن بشر «أساء إلى الدعوة أكثر من خدمتها»، مشيراً إلى أن بعض الألفاظ والعبارات والسياقات الواردة «لا تتوافق مع نهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي أوضحه في كتبه ورسائله». ورداً على سؤال عن كتاب الدرر السنية، قال: «تمنيت أنها لم تصدر، لأنها تضمنت رسائل شخصية خاصة للشيخ، وبعضها فيها خصوصية جداً في لفظها وحدتها وشدتها مما تستدعيه الحال آنذاك»، مشدداً على أن منهج ابن عبدالوهاب «شرعي سلفي، والحق معه لا مع من خالفه من خصومه الذين شنعوا فيه». وأكد أهمية دراسة تاريخ الدعوة «بطريقة علمية منصفة».