جددت السعودية أمس دعوتها المجتمع الدولي إلى العمل وممارسة الضغط على نظام بشار الأسد لتدمير الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها، كما شددت المملكة على منع وصول «المواد الكيماوية والخطرة للإرهابيين، وجماعات تنظيم القاعدة». وقال الأمين العام للهيئة الوطنية السعودية لتنفيذ اتفاقات حظر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية الوزير المفوض فهد الرويلي - خلال افتتاحه أمس ورشة عمل حول الأسلحة الكيماوية لمسؤولين من دول آسيوية - إن المملكة «تسعى لمنع الجماعات الخطرة ومنها تنظيم القاعدة، من امتلاك أسلحة الدمار الشامل». كما شدد على «أن السعودية وبالتعاون مع المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية تسعى إلى أن «لا تحصل أي جهة خطرة على مثل هذه المواد الكيماوية أو النووية». ورداً على سؤال ل «الحياة» حول موقف المملكة تجاه مماطلة النظام السوري في تدمير أسلحته الكيماوية، قال الوزير الرويلي: «الحقيقة أن المجلس التنفيذي لحظر الأسلحة الكيماوية الذي تمتلك السعودية عضويته عقدت جلسات عدة منها جلسات استثنائية لبحث الملف السوري، والمجلس يسعى دائماً للضغط على النظام السوري بالالتزام بما وافق عليه دولياً لتدمير أسلحته الكيماوية في أقرب وقت، وأن العمل في هذا الجانب جارٍ، ونأمل بأن ينهي النظام تدمير أسلحته الكيماوية قريباً». وفي شأن عدم إتلاف العراق أسلحته الكيماوية حتى الآن بعدما أوضح تقرير رسمي ذلك، قال المسؤول السعودي: «العراق انضم للاتفاق الدولي لحظر الأسلحة الكيماوية أخيراً، بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين، والمنظمة أفادت بأن المسؤولين في العراق متعاونون لتدمير ما عثر عليه لديهم من أسلحة كيماوية، إلا أنهم يحتاجون مزيداً من الوقت». ولفت إلى أن المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية «تراقب نقل المواد والأسلحة الكيماوية بين الدول»، مشيراً إلى أن الدول تستطيع تصدير بعض هذه المواد المفيدة بشرياً، شرط أن تكون عملية النقل تحت رقابة دولية. وكان مسؤولون من دول آسيوية عدة اجتمعوا في الرياض أمس، خلال ورشة نظمتها وزارة الخارجية السعودية تختص بالعمل الإقليمي المتقدم للدول الآسيوية الأطراف في اتفاق حظر الأسلحة الكيماوية. وأكدت وثائق رسمية تم تداولها في الورشة، اطلعت «الحياة» عليها أنه يجب تدمير الأسلحة الكيماوية في سورية كافة قبل منتصف العام الحالي، كما لفتت إلى أنه تم تدمير نحو 53.6 في المئة من الأسلحة الكيماوية المكتشفة حتى الآن في سورية. ولفتت الوثائق إلى أن نحو 2743 عملية تفتيش على الأسلحة الكيماوية أجريت على الدول الأعضاء حتى الربع الأول من العام الحالي، كما تبيّن تدمير نحو 85 في المئة مما تم اكتشافه. إلى ذلك، قال أمس وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد - في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الوزير المفوض فهد الرويلي- إن «المملكة حريصة على خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وذلك يأتي امتداداً لسياستها الثابتة بتعزيز التعاون لحظر كل أنواع أسلحة الدمار الشامل ومنع انتشارها». وأكد المدير العام لإدارة التعاون الدولي بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية مارك آلبون أن «تقليص الأسلحة الكيماوية في سورية يسير بظروف صعبة للغاية»، مشيراً إلى أن أميركا وروسيا ستدمران مخزونهما من الأسلحة الكيماوية كافة خلال الأعوام المقبلة.