نصح طبيبان متخصصان في أمراض النساء والتوليد، المرأة الحامل بالصيام في الأشهر الثلاثة الوسطى من الحمل، معتبرين أن الشهور التي لها تأثيرات جانبية ربما تحدث لاحقاً، كما أن هناك مخاوف على الأجنة في الشهور الثلاثة الأخيرة بسبب حاجة المرأة إلى السوائل بكميات مضاعفة، وقد يتسبب الصيام بالجفاف إذا كان لساعات طويلة. وقالت اختصاصية النساء والولادة الدكتور ميسون البكر ل«الحياة» إن الحمل حال فيسيولوجية، وجسم الأنثى مهيأ له من كل النواحي، وأثبتت معظم الدراسات عدم وجود آثار سلبية لصيام الأم على صحتها ووزن الجنين ونموه إذا كان الحمل طبيعياً. وقالت إن الحامل إذا كانت تتمتع بصحة جيدة، ولا تعاني من بعض الأمراض مثل السكري أو الكلى أو غير ذلك، فإنه يمكنها الصوم مثلها مثل أي سيدة غير حامل، ومن دون أن يكون هنالك أي ضرر على الحمل، فالجنين يصله غذاؤه كاملاً من طريق دم الأم بغض النظر إن كانت الأم في حال صيام أم لا. وأضافت: «إن كانت الأم صائمة فإن التغذية للجنين ستتوافر من طريق مخازن جسمها، فتخرج من هذه المخازن المواد الأساسية اللازمة لنمو الجنين وتمر عبر الدم إلى المشيمة وبسهولة فيتم تأمين حاجته كاملة، ونحن نشبه الجنين بالطفيلي، أي أنه يتغذى على حساب الآخرين، لذلك فإنه في حال الصيام تكون الأم هي الصائمة بينما الجنين لا يصوم، فالله عز وجل ضمن لهذا المخلوق الضعيف رزقه وهو في بطن أمه، حتى في الحالات التي هي أشد وأقسى من الصيام مثل حالات مرض الأم الشديد أو في المجاعات أو الحروب، إذ لا يتوافر للأم الحامل حاجتها الكافية من الطعام». وأشارت إلى أنه في مثل هذه الظروف فإن جسم الأم يبدأ بتخزين بعض الدهون الاحتياطية في جسمها منذ بدء الحمل لتكون مخزوناً لهذا الجنين عند الحاجة، ولهذا فإن الحامل وبشكل فيسيولوجي وطبيعي تكتسب 3 إلى 4 كلغ إضافية في وزنها هي عبارة عن دهون احتياطية لا علاقة لها بوزن الجنين. وبينت أن غالبية الأطباء ينصحون بالصيام في الشهور الوسطى أي الشهر الرابع والخامس والسادس، وهي الشهور التي يتكون بها الطفل ولا يمكن حدوث نقص في السوائل أو كميات المياه التي تحيط به، لأن الأشهر الثلاثة الأولى نعتبرها مرحلة حرجة لأنها تتكون خلالها أنسجة وخلايا الطفل، وبعد ذلك تأخذ الأمور في ازدياد تدريجياً، وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة يكون الطفل اكتمل، ويتخوف البعض من جفاف الطفل وتشقق جلده عند الولادة. من جانبه، قال استشاري أمراض النساء والتوليد الدكتور عبدالرحمن سلامة، إنه بحسب فحوص تجرى للأم الحامل، يتم تحديد ما إذا كانت قادرة على الصيام أم لا، وبناءً عليه يم نصحها وإرشادها، وكثير من الحوامل يصعب صيامهن في رمضان خلال الشهور الأولى من الحمل بسبب أعراض ما يسمى الوحام، وكثرة الاستفراغ والغثيان، وفي الشهور الأخيرة تصاب المرأة بجوع مستمر لكبر حجم الجنين، ونعتقد كأطباء أن الشهور الوسطى هي الأفضل لصيام الحامل.