على رغم أن هوية بطل دوري جميل السعودي تحددت منذ أكثر من 10 أيام إلا أن الجولة الأخيرة من المنافسات ستشهد سبع مواجهات مصيرية لسبعة أندية مهددة بالهبوط، لذلك بدأت المطالبات بتطبيق أعلى المعايير لضمان سلامة المباريات من التلاعب. الخطورة الأكبر في المواجهات المصيرية السبع تتمثل في أن غالبها تعني طرفاً من دون الآخر. فالهلال الذي ضمن الوصافة يلتقي الفتح المهدد، كما يلاقي ثالث الترتيب الأهلي الاتفاق المطارد بالشبح ذاته، بينما يستضيف الشباب العروبة في مباراة لا تغير مركز طرفها الأول، لكنها ربما ترمي بالثاني في الظلمات. مثل تلك المخاوف دفعت الأمين العام لأعضاء الشرف بنادي الرائد فهد العايد إلى مطالبة رؤساء الأندية السعودية باحترام تاريخ الكرة السعودية عبر الالتزام بالجدية في آخر جولة من الدوري، خصوصاً وأن معظم فرق المقدمة لا تعني لها الجولة الأخيرة شيئاً، وتابع العايد: «أخلاقيات أنديتنا أكبر بكثير من أن تسمح بمثل ذلك النوع من التهاون، خصوصاً وأن أندية عدة مهددة بالهبوط، وأي تراخٍ حتى ولو لم يكن مقصوداً يؤثر في مبدأ المنافسة الشريفة وفي سمعه الدوري». ويحمّل العايد المسؤولين بالاتحاد السعودي المسؤولية في الوقوف على المباريات وسلامتها: «المسؤولون مطالبون بمتابعة الجولة الأخيرة، وعليهم تبني مواقف حازمة لضمان سلامة المباريات، من بينها تكوين لجنة لمراقبة تلك المباريات». «الحياة» طرحت تساؤلات عدة حول سلامة المباريات وضمان صدقية النتائج على رئيس لجنة الحكام عمر المهنا، الذي نفى أن تكون للحكام أية علاقة بقضية التلاعب بنتائج المباريات. وشرح المهنا تفاصيل عملهم في الجولة الأخيرة من دوري «جميل» إضافة إلى دوري «ركاء»، وقال: «نحن في لجنة الحكام وكما هو معتاد في آخر جولتين من دوري «ركاء» أو حتى «جميل»، وبالتفاهم مع الأمانة العامة في الاتحاد السعودي لكرة القدم نعطي تعليماتنا لجميع الحكام والمقيمين بانطلاق المباريات وثاني أشواطها في توقيت موحد، حفاظاً على المنافسة الشريفة، وتلك أقصى حدود عملنا، بمعنى أننا مثلاً مباريات دوري ركاء طالبنا بانطلاقتها جميعها في تمام الساعة 8.40، فيما سنواصل تطبيق ذلك مع مباريات الجولة الأخيرة في دوري عبداللطيف جميل لتنطلق أيضاً عند الساعة 8.40». وعن الأصوات التي تطالبهم بالوقوف بحزم تجاه ما يوصف عالمياً بتلاعب بالنتائج قال: «لا علاقة للجنة أو الحكام في هذه القضية، فالقانون لم يعط الحكم صلاحية تدوين رأيه حول سلامة المباريات من مثل هذه الأمور، وهناك جهات مسؤولة ومختصة بهذا الأمر»، ويتابع: «نحن مسؤولون فقط عن توقيت انطلاقة المباريات وضمان عدم تأخر أي منها، وهو ما نبهنا الحكام والمقيمين عليه»، مطالباً الوسط الرياضي من جماهير وأندية بتجنب الخوض في النوايا والتشكيك في الحكام. هذه الأحاديث والنفي القاطع لرئيس لجنة الحكام حول دور لجنته في تحديد نزاهة المباريات أعاد إلى الأذهان حادثة هبوط الوحدة، التي استعان في حينه المسؤولون برأي المهنا، وهو ما علق عليه بوضوح وصراحة فقال: «المسؤولون في اتحاد القدم حينها طلبوا مني كتابة تقرير مفصل عن هذه المباراة، وبعد التحقيق فيها مع الأطراف كافة كتبت التقرير بحسب ما أملاه عليّ ضميري، وما زلت واثقاً وراضياً عن كل كلمة كتبتها»، وتابع: «ما كتبته في التقرير هو الذي شاهدته في تلك المباراة، فدونت ملاحظتي حول تأخر الفريقين في النزول إلى أرض الملعب بداية المباراة وفي شوطها الثاني، من دون مبرر يستند عليه الفريقان».