فتح القبول للطلبة في الجامعات دون الحصر على المنطقة الإدارية    «مسام» يشارك في ندوة جهود نزع الألغام في جنيف    زوار المسجد النبوي يغرسون أشجار الإيتكس وكف مريم    22.7 % نمو قطاع التأمين في المملكة خلال 2023    أمير جازان يرعى فعاليات مهرجان الحريد في النسخة 20    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    إيقاف نشاط تطبيق لنقل الركاب لعدم التزامه بالأنظمة والاشتراطات    إطلاق اختبارات "نافس" في المدارس الابتدائية والمتوسطة    «الجوازات»: 41 مليون عملية إلكترونية لخدمة المستفيدين داخل السعودية وخارجها.. في 2023    مناقشة أثر بدائل العقوبات السالبة للحرية على ظاهرتي الاكتظاظ السجني    جراحة ناجحة تٌعيد الحركة لطفل مُصاب بالشلل الرباعي ببريدة    سعود بن طلال يرعى الاحتفال بانضمام الأحساء للشبكة العالمية لمدن التعلم باليونسكو    هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بحائل تنظم حملة للإصحاح البيئي    أمير تبوك يستقبل أبناء علي بن رفاده البلوي    نائب أمير حائل يزور "مركز انتماء"للرعاية النهارية ويطلع على تقارير أعمال الأمانة    إيقاف 166 متهماً بقضايا فساد في 7 وزارات    حظر تكبيل المتهم عند القبض عليه    أمطار الرياض تروي أراضيها لليوم الثاني    ارتفاع أرباح مصرف الإنماء إلى 1.3 مليار    الذهبان الأصفر والأسود يواصلان التراجع    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    «العالم الإسلامي»: بيان «كبار العلماء» يؤصل شرعاً لمعالجة سلوكيات مؤسفة    النصر والخليج.. صراع على بطاقة نهائي كأس الملك    سعود عبدالحميد: الطرد زاد من دوافعنا.. وهذا سر احتفالي    تغريم ترامب لازدرائه المحكمة والقاضي يهدّد بسجنه إن لم يرتدع    مصر: استدعاء داعية بعد اتهامه الفنانة ميار الببلاوي ب«الزنا»    نائب أمير مكة: مضامين بيان «كبار العلماء» تعظيم لاحترام الأنظمة    انهيار صفقة الاستحواذ على «التلغراف» و«سبيكتاتور»    5 فواكه تمنع انسداد الشرايين    خسرت 400 كلغ .. فأصبحت «عروسة بحر»    النشاط البدني يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 23 %    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في سيجما    الأمم المتحدة تشيد بالدعم السعودي لمكافحة الإرهاب    فيصل بن نواف: دعم القيادة وراء كل نجاح    حق التعويض عن التسمّم الغذائي    نتانياهو: سندخل رفح «مع أو بدون» هدنة    طلاب تعليم جازان يستكشفون الأطباق الوطنية السعودية في معرض الطهي المتنقل    مجلس الوزراء: التحول الاقتصادي التاريخي رسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للاستثمار    في موسم واحد.. الهلال يُقصي الاتحاد من 4 بطولات    جيسوس يعلن سر غياب سلمان الفرج    بحث مع عباس وبلينكن تطورات غزة.. ولي العهد يؤكد وقوف المملكة الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني    في ختام الجولة من دوري" يلو".. ديربي ساخن في الشمال.. والباطن يستضيف النجمة    مرسم حر في «أسبوع البيئة»    الأساطير الحديثة.. نظريات المؤامرة    الانتماء والتعايش.. والوطن الذي يجمعنا    محمد عبده الأول.. فمن العاشر؟    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. حلم باريس سان جيرمان يصطدم بقوة دورتموند    السعودية تنضم للتحالف العالمي للذكاء الاصطناعي    ازدواجية الغرب مرة أخرى    «جوجل» تطلق شبكة تعقب الهواتف    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج    ينجو من فكي دب بفضل احترافه الكاراتيه    تعزيز الأمن المائي والغذائي    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    الهلال والأهلي في قمة مبكرة والاتحاد يلتقي الابتسام    إنقاذ حياة معتمر عراقي من جلطة قلبية حادة    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله العلويط: ثقافتنا انشغلت بمناكفة الإسلاميين عن تطوير الفكر ودحض الأيديولوجيات!
نشر في الحياة يوم 17 - 05 - 2016

الفلسفة كلمة يتوجس منها الكثير، يراها البعض أزمة ويراها البعض حلاً! ضيفنا يعشق الفلسفة وهو دارس للشريعة، ويرى نفسه أنه قادر على منصة الفتوى لأنه يملك الدليل والمنطق. أينما كتب وتحدث صوبت السهام له، ويرى ذلك شيئاً طبيعياً لأننا نعيش في مناخات لا تسمح بالتعددية والحرية في الرأي. يستمتع بوصفه باحثاً شرعياً وتنويرياً، ويرى في نفسه مجدداً أو ممن يهتمون بالتجديد وله كتاب في ذلك. عبدالله العلويط، ومهما اختلف عليه الكثيرون، هناك كثيرون أيضاً يرون فيه فكراً قد يصنع الكثير بقلمه وفكره. نحن هنا لنتحدث معه بلا فلسفة وفي النور وهدفنا الحقيقة والصواب ما استطعنا لذلك سبيلا!
باحث شرعي وتنويري.. هل تحب هذا الوصف لك؟
- بكل تأكيد فهو ما وضعته لنفسي، فالتنوير اختصاص أو اتجاه ينسبه الشخص لنفسه أو ينسبه للآخرين، وليس تقويماً أو وصفاً يعطى للآخر كنوع من الثناء، ويأتي معناه في مقابل الظلام، أي أنه منهج لإنارة الطريق للسير على هدى.
الشريعة هل تختلف قراءاتها بين التنوريين والظلاميين؟
- تختلف وكأنهما دينان مختلفان فاختلافهما أكبر من اختلاف المذهبين السني والشيعي فشتان بينهما.
من ذا الذي يحدد التنويري من الظلامي في قراءة النص وممارسة الواقع؟
- ليس هناك تحديد وإنما تجديد فقط فقد سئمنا من كلمة تحديد لأنها حولت الشريعة إلى قانون وأصحابها إلى مرجعيات وفي النهاية اقترابك من واقعك ومن الإنسانية وقيمها أو ابتعادك عنها بعد هذه القراءة أو تلك تنبئك بدخولك التنوير أو الظلام.
يحدث البعض أنك نجوت من الصحوة، هل الصحوة هاوية لهذا الحد؟
- نعم وقعرها هو الإرهاب الذي يؤدي بالشخص إلى أن يفجر نفسه بأبرياء، ونجاتي منها محدودة لأن إمعاني بها محدود فقد كنت معارضاً لبعض الأحكام التقليدية حينما كنت طالباً في كلية الشريعة وأتجادل مع زملائي بها وكنت أشعر بأن هناك خطأ ما لكن لم تكن لدي القدرة على معرفته.
تنقلت بين مدن عدة في الداخل والخارج، ماذا منحت تلك المدن شخصيتك؟
- منحتني التنوع واكتشفت أن الحقيقة ليست واحدة وإنما متعددة.
في المصطلحات هناك لازم ومتعد، في حياتك أنت من يسطو أكثر اللازم أم المتعدي؟
- المتعدي، فالفعل اللازم ليس له مفعول والحياة إذا كانت باللازم فلن يكون لها مفعول أيضاً.
ما تجربتك مع رؤساء التحرير في الكتابة الصحافية؟
- ليس لي احتكاك مباشر معهم ولكن وجود رئيس تحرير يكثر من الرقابة يضعف همة الكاتب وقوة كتابته، ويضعف من الفكر والثقافة بداخل جريدته ولو لم يحجب شيئاً، فالشعور بالرقابة كاف لوأد الإبداع.
لماذا المفكر الغربي يصل للعالمية والعربي لا يستطيع الخروج من المحلية والإقليمية؟
- يصل للعالمية لأن العالم متشابه فحينما يقرأ ياباني لفرنسي لا يشعر بكبير اختلاف ولذا تروج أطروحاته عنده، بل إن الاختلاف بينهما أقل من الاختلاف بين أجيالنا. إنها فلسفة الزمان المحملة بالتغيير، إضافة للدعم الموجود في الغرب، أما العربي فمهموم بمشكلاته الإقليمية التي يتحتم عليه معالجتها والتي لا تستهوي القراء في العالم الخارجي ولذا يقتصر عليها وهذا يحد من انتشارها، إضافة إلى أن الفكر نفسه ليس مدعوماً، وبالتالي هو ضعيف في الداخل والخارج.
اللغة والنقد والفلسفة والسياسة والمجتمع: أي تلك الجهات يتجه له قلمك أكثر؟
- الفلسفة والمجتمع وأحياناً السياسة ولكن يبقى معشوقي الأول وهو العلم الشرعي فأنا أكتب فيه كثيراً.
حتى متى والماضي عندنا يسيّر حاضرنا بنصوص بالية؟
- إلى أن نعيد الاعتبار لذواتنا ونعتبر أن من سبقنا مصدراً معرفياً لا أكثر وليس مصدراً مقدساً. أعط الثقة لنفسك ولعقلك وحينها ستتجاوز الماضي.
صيغ الفعل في اللغة العربية ما أكثرها على الورق.. ما أقلها في الواقع لماذا؟
- عجزنا عنها في الواقع فعوضناها في اللغة لأننا أهل فصاحة وبلاغة وكلام أكثر من العمل والواقع.
بين المغاربة والمشارقة.. وبين الحداثيين والصحويين، أين تسكن الشياطين؟
- ليس لدي علم بسكن الشياطين.
نستطيع في مجتمعنا محاورة العقل في كل شيء إلا المرأة والدين، لماذا ترتعد فرائص الفرد السعودي عندما يحوم فكرنا بالتصويب أو المغالطة لكل ما يخص هذين المحظورين؟
- لأن هناك أكذوبة كبرى وهي أنهما خارج العقل ولا يخضعان له ولا لحساباته مع أنهما يستخدمانه في إثبات دعواتهما، وحينما ترتعد الفرائص فهذا دليل على عدم الشجاعة في هذين الأمرين وعلى التقليل من شأن الإنسان في مقابلهما ولا يعلم من يدعي الثبات بهما أنه يستخف بنفسه ويقزمها من التقزيم فالإنسان يسيطر عليهما ويتصرف بهما وليس هما من يتصرفان به فهذا يصادم تكريم الله للإنسان، فحتى الدين يخضع للإنسان في تحديد أحكامه الجزئية، وأما الكلية فهي جزء من الإنسان نفسه، وليست خارجه كي نضعهما في مقابلة بعضهما، فهذه الأحكام الكلية جزء من قيم الإنسان العليا الموجودة معه وليس قبله أو بعده، وبقية الأشياء هي بعده، فهو أسبق وأهم وأعلى ومتصرف بها.
لباس المرأة عندنا، لماذا تقام بسببه الحروب؟
- لأن ثقافة العار تحوم حوله. الإشكال في ثقافة العار وليس في اللبس. ثقافة العار هي المسؤولية الجنسية للرجل عن المرأة، وفي حال انحرافها فسيلحقه العيب أكثر مما يلحقه لو كان هو نفسه من مارس الرذيلة، لذا يحرص على لبسها أكثر من لبسه.
هل تؤمن بأن من ذهب لنصرة داعش ذهب لأجل السبايا والحور العين؟
- ليس بهذه الطريقة المباشرة وإنما ذهب للجنة والتي بها حور عين، إذ لو كان بهذه الطريقة المباشرة لما ضحى بنفسه لكن السؤال لماذا عنصر الإغواء بالمرأة حتى ولو كانت على مستوى الخيال؟ إنه الكبت بأوسع معانيه.
أليس غريباً أن لك فتاوى شرعية؟ ألا تظن أن الفتوى لا بد من تنظيم لها وعدم منحها لكل أحد؟
- وأين وجه الغرابة؟ تنظيم الفتوى لا بد أن يكون قائماً على العلم نفسه، أي وجوده لدى الشخص وليس على نوعه أو نوع العلماء لأن هذا كهنوتية.
لماذا الليبرالية سيئة السمعة ولا يؤخذ من الجدل فيها سوى حرية ممارسة المرفوض عقدياً واجتماعياً؟
-الناس أعداء ما جهلوا فكيف نريد منهم أن يحسنوا الظن بها وهي طارئة عليهم في مواضيع يرونها حساسة مع تشويه متعمد لها وضعف إعلامي بارز في توضيح حقيقتها بما في ذلك الإعلام غير الراديكالي.
إن فهم كل شخص للحرية التي تعنيها الليبرالية مربوط بما هو مكبوت به، فمن كان مكبوتاً جنسياً سيفهمها على أنها الحرية الجنسية، ومن كان كبته سياسياً فسيفسرها بالفوضى السياسية، وهكذا.
التفاعلات الثقافية في بلادنا لم هي مشوبة بتوترات وتوجسات؟
- تسبيب الليبرالية السابق نفسه، إضافة إلى أن الجرف الهاوي الذي وقعت به الثقافة هو مناكفة الإسلاميين أكثر من دحض الأيديولوجيات ومحاولة القضاء عليها وتطوير الفكر مع أن الأخيرة مهمة الثقافة والفكر التجديدي، وأولئك سيتلاشون مع تلاشي هذه الأفكار القديمة، فلا حاجة لمناكفتهم، إضافة إلى أن هذه المعالجة للأيديولوجيات تقلل من حدة الخلاف.
كثرة الثوابت في شريعتنا، هل هي ظاهرة صحية؟
- لا، فكيف نقول إنها حميدة ونريد تجديداً في الوقت نفسه؟ فالثوابت تمنع التجديد والاجتهاد لأنه لا بد من إعطاء نفسك والآخرين مجالاً أوسع لتتحرك به والتحرك في المتغيرات لا الثوابت.
تجديد الإسلام كيف تراه؟ وكيف استقبل الناس كتابك عنه؟
- هو من أهم المناهج وفي الوقت نفسه من أقل المناهج اهتماماً به على مستوى النخب وهو أعظم ما في الاجتهاد وليس معناه إحياء ما ندرس من الدين كما هو شائع وإنما تغيير أحكامه لأن قصره على المعنى الأول اتهام للإسلام بالضعف والانحراف بشكل متكرر لأن التجديد متكرر. وأما كتابي «تجديد الإسلام» فمن الناس من استقبله منبهراً ومنهم من استقبله متفاعلاً معه، لكن التأييد الكامل قليل نظراً لجدة الأحكام التي به فعلى رغم كثرة الأحكام غير المعروفة سابقاً، إلا أنني لم أخالف قطعي للثبوت والدلالة في أي مسألة.
لم تعليمنا تحت سطوة كائنات لا ترى؟
- لأننا لا نريد أن نراها ولا المسؤول يريد أن يراها، أما هي فإنها ترى وبوضوح.
هل تدريس الفلسفة سينقذ تعليمنا من تخبطاته؟
- بل سينقذنا من كل تخبطاتنا وليس فقط التدريس، فالتخبط ليس في التدريس فقط، وسيخرجنا من التناقضات الهشة التي نعيشها وسنكون أقدر على صناعة القرار والإحاطة بتبعاته قبل أن تقع، وكذلك تدريس الأخلاق ولا أقصد فلسفة الأخلاق، فهذا من ضمن الفلسفة وإنما سلوكيات وطرق تعامل راقية تعطى للطلاب، سواء سلوكيات قيادة السيارة أو محادثة الأضعف والأقل أو الأقارب، فكلها مهمة لعجز المنزل عن إيصالها لهم.
لماذا دائماً نفشل في استغلال الأحداث لأجلنا ونشغل أنفسنا بتصرفات عاطفية تحرمنا فرصاً للنجاح أكثر؟
- لأننا خارج العقل فما ذكرته صفات غير العقلانيين، فالعاطفة لا توجد إلا مع غياب العقل ولا تصنع رؤى أو أفكاراً أو نظريات وإنما العقل.
هل من خوف على مجتمعنا من الاختلاط؟ وهل المشكلة في الفكرة أم في الممارسة؟
- لا خوف منه بل الخوف من عدم الاختلاط لأنه سيقلص عمل المرأة كثيراً وسيتسبب في سمعة سيئة للدولة والمجتمع والمشكلة في الفكرة نفسها ولو كانت في الممارسة لسهل الوصول لتوافق بشأنها.
لماذا نتعايش في دبي والبحرين ونرفض ذلك في بلادنا؟
-لا نتعايش بها بل نمارس نفس أيديولوجياتنا ورعبنا من بعضنا، وربما نتعايش في غيرهما مما لا يكون فيه حضور كبير لنا فإذا حضرنا بمكان تحول اجتماعياً إلى قطعة من بلدنا.
لماذا خطابنا الصحوي لغته صاخبة؟
-لأنه خارج العقل وخارج المنطق فكيف له أن يكون هادئاً وهو لا يملك أي وسيلة للإقناع، وكيف يكون هادئاً وهو يرى مخالفه مرسولاً إليه لتدميره أو مدسوس. إنها عملية متداخلة من الانفعالات النفسية وضعف الرؤية والعقل.
من سمح لأميركا أن تقود العالم؟ وهل من الصعب تجاهلها؟
- قوتها فقط ولا أضيف ضعفنا فحتى لو كنا أقوياء ستقود العالم نظراً لتفوقها في كل المجالات والقيادة لا تعني التبعية وإنما تسيير دفة السياسة العالمية والتي ربما تحتاجها الدول الأقل ومن الخطأ تجاهلها، سواء أكان هذا صعبا أم سهلاً.
مفاتيح القوة لدينا لم هي معطلة سياسياً ودولياً؟
-لأننا لا نريد أن نكون أقوياء ونتصور أن اعتمادنا على الغير يكفي، وكل قوة من هذا الاعتماد هلامية سرعان ما تتلاشى.
بين الربيع العربي والحزم السعودي هل توقعت ما كان؟
- الحق يقال إن هذا لم يكن متوقعاً ولا هذا لأن السياسة مليئة بالمفاجآت.
لماذا الحركات الإسلامية يفشل مشروعها السياسي؟
- لأنها بلا مشروع أصلاً فجماعة الإخوان التي تمثل أكبر جماعة دينية ووصلت لأعلى ما في السياسة وهو الحكم في مصر قد دخلته بلا مشروع واضح وإنما بنضال سابق مع النظام السابق فقط، فتجربتها النضالية هي ما جعلت الناس ينتخبونهم وليس المشروع السياسي.
الاستبداد الديني يجد رواجا ًعند ذوي الفطرة السليمة فلا يقفون في وجهه.. ما رأيك؟
- من فطرته سليمة لا يروج عنده الاستبداد الديني ولا أي استبداد، ربما تقصد بعض المتعاطفين معه، فهناك تقصير منهم والسبب هو أن الرؤية الدينية لديهم قائمة على الاستبداد، فكيف نريد من شخص يؤمن بحد الردة وجهاد الطلب والجزية وقمع أهل البدع أن يقف في وجهه؟ فما الفرق بين كل هذه وبين الإرهاب أو الاستبداد الديني؟ المشكلة في الرؤية إلى الدين ومكوناته وأسسه، وما الاستبداد إلا مظهراً من مظاهر هذه الرؤية.
صكوك الجنة، لما صارت تباع برخص الحياة؟
-الجنة رخيصة لمن كانت الحياة غالية عنده ولكن ليست حياة الجشع والطمع وإنما حياة الإنسان. لو عرف أولئك الدنيا لعرفوا الآخرة.
لماذا لا توجد لدينا مراكز بحث قادرة على تغيير المشهد من حولنا؟
- مراكز البحث الحقيقية والجادة لا تكون إلا حين إرادة بناء نهضة حقيقية فهي أعلى ما تصل إليه الدول، أي أنها لن تكون إلا مع إرادة بناء نهضة.
لماذا نجحت مؤسسة راند وفشل الآخرون في قراءة واقعنا الفكري؟
- لأنها حقيقية والآخرون مزيفون، فهذه المؤسسات البحثية لا يمكن أن تعمل بطريقة إدارية فقط كأي مصلحة أو جهة، وإنما لا بد من إيجاد العناصر الفعالة فكرياً بها وهذه لا تكون إلا بالارتقاء بالمستوى العقلي عند الناس وليس فقط التخصص الأكاديمي.
نمنح الكثير من الدعم مالياً ولوجستياً للعديد، ولكننا نشعر بكرههم لنا، لماذا؟
- لأننا لم ننجح في أن نقنعهم بأن الدعم يهمهم ولا يهمنا نحن وهو لهم وليس لنا على عكس ما يتصورون.
ابن تيمية، هل ظلمناه أم ظلمنا، أم فرطنا فيه؟
- فرطنا فيه فهو من أفضل المجددين على مستوى الأحكام الفقهية، وأقصد الإتيان بأقوال جديدة، ويا ليت من يستدل بفتاوى تكفيره لبعض المذاهب يستدل بتجديده وتغييره.
ممارسة الإنسانية هل تلزمها فتوى؟ ولم الفتوى أصبحت مساراً رئيساً في حياتنا؟
- بل الفتوى تلزمها إنسانية ولا تكون فتوى إلا بالإنسانية، فالإنسانية هي الدين وهي أصول الفقه الجديدة هي وقيمها العليا. والفتوى أصبحت جزءاً من حياتنا خصوصاً في السياسة والمرأة لعجزنا عن إدارتها إلا من خلال الدين أو الفتوى مع أن الإكثار من الفتوى كالتقليل منها وإدخال الدين إلى مجال كنزعه منه، ولا بد من الاعتدال.
رسائل إلى
وزير الإعلام
لا إعلام بلا تنوير ولا تنوير بلا عقل.
الإعلام موجه وليس عارضاً أو عاكساً لما هو واقع وكل ترد فكري الوزارة قادرة أن تتحمله لأنها تملك الكثير لتقدمه.
وزير الشؤون الإسلامية
استفد من أكبر منبر عندك وهو منبر الجمعة ولا تهمله، يجتمع له الناس عبادة وطواعية، فلا تدعهم يغادرونه بلا زاد عقلي وروحي!
تركي الحمد
عانيت كثيراً وأبدعت كثيراً وأتعبت غيرك كثيراً.
ولا يزال لديك الكثير لتقوله وتكتبه ونحن من سيربح كثيراً معك.
محمد العريفي
إن استمررت على ما أنت عليه فسيطويك الزمن وسيهجرك التاريخ!
سليمان الدويش
تحدث بعلم واستزد منه فالمناطحات لن تفيدك ولن تؤثر في معارضيك!
عدنان إبراهيم
لديك جهود رائعة في غربلة الأحاديث والتراث من منطلق عقلي.
ولكن هذا يتصادم مع بعض الغيبيات التي ترددها، بل قد تتسبب في فقد الثقة بها.
ملامح
بشكل عام حياتي لا توجد بها محطات أو ملامح مختلفة، لكن طفولتي هي أبرز ما فيها، وهي ما تدفعني للعمل كلما تذكرتها، إذ حفظت بها نصف القرآن وتفوقت في الدراسة ثم دراستي الجامعية في جامعة أم القرى في كلية الشريعة التي أنهيتها بثلاث سنوات وما تلاها من دبلوم عال في الدراسات الجنائية ثم هذه الكتابات التي تقرأونها.
أنا باحث شرعي وتنويري وعضو في هيئة التحقيق والادعاء العام سابقاً.
وأطالب بتدريس الفلسفة في المناهج، وإعادة الفقه إلى مفهوم العصر، وعقلنة المجتمع والمذاهب. كما أرى أن الإشكالية الطائفية سببها الضخ الديني المبالغ فيه من السنّة والشيعة، وأن تنظيم داعش جهة مسيسة وليست دينية. وفي رأيي أن كل مبادئ الصحوة لها أصل في الثقافة الاجتماعية المحلية، بحيث لا تعدو أن تكون مكملاً لما هو متجذر، ولو طالبت الصحوة بانفتاح لواجهت صعوبة أكثر لأن المجتمع ليس مفطوراً على الانفتاح بطبيعته.
إن عدم إدخالنا الفلسفة في مناهج تعليمنا فربما كنا شركاء في صناعة الجهل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالعقل أو العقلانية التي من شأنها زيادة الوعي لا تهبط من السماء ولا تنزل بها الملائكة إلى البشر، وإنما لا بد أن تعطى لهم وإلا فإنهم لن يتطوروا بحال،
أشارك ببعض المؤتمرات واللقاءات التلفزيونية، ولي كتابان الفقه التطبيقي وتجديد الإسلام. وكتابي تجديد الإسلام كشف أن هناك متعطشين لمعرفة الإسلام الحقيقي، وأن الكثيرين يعيشون في حال شك مما هم فيه، ولكن لا يستطيعون البوح بذلك. ومن الناس من استقبله منبهراً ومنهم من استقبله متفاعلاً معه، لكن التأييد الكامل قليل نظراً لجدة الأحكام التي به فعلى رغم كثرة الأحكام غير المعروفة سابقاً، إلا أنني لم أخالف قطعي للثبوت والدلالة في أي مسألة.
تعلمت أن العقل هو من يأتي بالقناعة، والقناعة هي من تأتي بالسعادة، وإذا استثارت الأسئلة الشاب ثم حاول أيضاً أن يفكر شخصياً بها ليعرفها بنفسه بلا استعانة بأي مرجعية بشرية أو فكرية، فإننا نسير على خير أيضاً. عادة التفكير متعب، لكنه ليس هماً ولكن لذيذ. أحياناً تنتاب الشخص فرحة غامرة إذا توصل لفكرة ما أو حل ما لمشكلة عامة لا تقل فرحاً عن فرح أصحاب المصالح الشخصية بمصالحهم.
ولا بد أن نعترف بأن الفقر المعرفي الذي نعاني منه - خصوصاً في المجالات الشرعية والاجتماعية والثقافية - لم يكن إلا نتيجة تضييق دائرة مصادر الأخذ والتلقي، والاقتصار على أشخاص أو رموز معينين. إن دور العالم هو الجمع بين النص والواقع، والجمع بينه وبين نص آخر، والجمع بينه وبين القيمة الإنسانية، وهذه الأخيرة هي الأهم، وهي المهمة الدقيقة للعالم، والأمر الذي يتمايز به العلماء.
فما يعتبر مخالفات شرعية في نظر البعض في بعض الجامعات أو الملتقيات الفكرية أو المراكز البحثية أو الإعلام أو الاقتصاد أو السياحة أو الابتعاث ليس كذلك، بل إعاقتها من أجل نصوص جزئية هو المخالفة الواضحة للإسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.