بعد شهر من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انسحاباً جزئياً لقوات بلاده من سورية، تراجعت أعداد الطلعات الجوية من قاعدة حميميم العسكرية لكن موسكو لا تزال تلعب دوراً رئيسياً في المعارك. وهناك نحو عشر طائرات على مدرج مطار هذه القاعدة في شمال غربي سورية. وفي مكان قريب، يعمل رادار عملاق لمنظومة «أس-400» للدفاع الجوي، أحدث ما أنتجته الترسانة الروسية. لكن خلال زيارة منظمة تحت إشراف مباشر من السلطات الروسية، لوحظ تراجع في الأنشطة الروسية في القاعدة منذ العام الماضي عندما بلغت عمليات القصف ذروتها. وآنذاك، خلال أول زيارة مماثلة، كان الضجيج يصم الآذان من الحركة المتواصلة للطائرات الروسية. لكن هذه المرة، لم يكن هناك أي إقلاع في المكان وانخفض عدد الطائرات التي يمكن رؤيتها. وقال إيغور كوناشنكوف، الناطق العسكري: «تم سحب أكثر من عشرين طائرة وضمنها سو 34، سو 24 وسو 25 فضلاً عن مروحيات من طراز أم أي 8 وأم أي 24. أقل من نصف طائراتنا بقيت هنا». وفي منتصف الشهر الماضي، أخذ بوتين الجميع على حين غرة من خلال إعلانه سحب غالبية القوات الروسية، بعد أيام قليلة من بدء هدنة بين المعارضة والنظام اقترحتها موسكو وواشنطن. واعتبر أن مهمة القوات الروسية «أنجزت بشكل عام». وقد أدى تدخل موسكو التي شنت تسعة آلاف ضربة جوية إلى استعادة قوات النظام المبادرة من المعارضة. لكن روسيا أكدت أنها ستبقي على وجود عسكري في سورية. ومنذ «الانسحاب»، واصلت موسكو بالفعل دعم دمشق ومساعدتها في تحقيق العديد من الانتصارات ضد «داعش». ويشدد الجيش الروسي على أن مشاركته في هذه الهجمات كانت في معظمهما ضربات جوية لمواقع التنظيم حول هذه المدن وقوافل تعزيزات كانت تحاول الوصول إلى المتطرفين. ولا يزال الموقف الرسمي الروسي يؤكد عدم وجود للمدفعية والمشاة في الجبهة، على رغم الاعتراف بلعب مستشارين وقوات خاصة دوراً «مهماً» في الإعداد للعمليات وتنفيذها. ومع ذلك، اعترف الجيش الروسي بمقتل أحد جنوده على الأرض في تدمر، موضحاً أنه طلب قصف موقعه لأنه كان محاطاً من قبل مقاتلين جهاديين. وبعد الانتصار في تدمر الذي كانت له أصداء دولية، تبدو المشاركة الروسية في سورية بعيدة من الانتهاء. ولدى إعلانه عن انسحاب روسيا، حذر بوتين من أن الأمر سيستغرق «بضع ساعات» لكي تقرر موسكو العودة عبر عملية إعادة انتشار إذا لزم الأمر. وقال كوناشنكوف: «كل ما نحتاجه موجود» في حميميم.