حبست حمى «الضنك» مشرفاً في برنامج مكافحة «الحمى» عن أداء مهماته اليومية في مكافحة «الفايروس» في حي «غليل» يوم أمس (السبت)، بعد أن تسلل «الفايروس» إلى داخل جسده إبان مشاركته في حملة الطوارئ التي تنفذها أمانة محافظة جدة للقضاء على المرض. إذ أدخل إلى مستشفى الملك فهد في جدة لتلقي العلاج اللازم، حيث يرقد حالياً لتلقي العلاج، بعد أن أكد التقرير الطبي الذي صدر عن حاله الصحية حاجته الماسة إلى «التنويم» في المستشفى مدة تتراوح بين سبعة إلى 10 أيام. وقال المشرف (فضل عدم نشر اسمه واكتفى بكنيته) «أبو فيصل» في حديثه إلى «الحياة» إنه أصيب ب «الفايروس» إبان عمله في رش البعوض في حي «غليل» الذي يخضع لحملة مكثفة من قبل البرنامج للقضاء على البعوض الذي أدى إلى زيادة حالات الإصابة بحمى الضنك في جدة، أخيراً. وأضاف المشرف (المصاب) أن ضعف أدوات السلامة التي يرتديها «موظفو البرنامج» ربما يؤدي إلى إصابة عدد آخر منهم ب «الضنك»، خصوصاً في ظل رداءة الكمامات التي يرتدونها أثناء عملية الرش، مشيراً إلى أن إصابته جاءت بعد لسعة تعرض لها من «بعوض غليل»، تسببت في إصابته ب«حمى الضنك»، إضافة إلى حمى «الملاريا». من جهة ثانية، عاود عدد من موظفي برنامج «حمى الضنك» التوقف عن العمل للمرة الثانية في خضم حملة الطوارئ التي تنفذها «أمانة جدة» على أحياء «غليل» لمكافحة حمى الضنك بعد تسجيل حالات إصابة جديدة عدة. وجاء توقف الموظفين عن العمل هذه المرة بسبب تأخر رواتبهم لشهري ربيع الأول وربيع الثاني، إضافة إلى المخاطر الأمنية والصحية التي تحدق بالموظفين أثناء تأديتهم مهمات عملهم داخل حي «غليل»، خصوصاً أن بعضهم تعرضوا إلى مضايقات عدة من سكان الحي أدت إلى توقفهم عن العمل. وبحسب حديث عدد من موظفي «حملة الضنك» إلى «الحياة» فإنهم لا يستطيعون العمل في حملة الطوارئ التي تنفذها «أمانة جدة» لبضعة أيام بسبب مشكلات عدة تواجههم، إضافة إلى عملهم الميداني لأكثر من ثماني ساعات متواصلة من دون توقف. وقال الموظف (ب ف) ل «الحياة»: إنه لم يتسلم رواتبه إلى الآن، خصوصاً أنه يعمل حالياً في حملة طوارئ خصصت لحي «غليل» بعد ظهور حالات إصابة عدة ب«الحمى» هناك، مشيراً إلى أن مسلسل تأخر الرواتب لا يزال مستمراً ولم يوضع له حل حتى الآن. وشدد على أن تأخر الرواتب الشهرية ليس الهاجس الوحيد الذي يؤرق موظفي «حملة الضنك»، إذ إن هناك مشكلات أخرى لم تُلبّ بعد، «أبرزها: المشكلات الأمنية التي قد تعترضنا أثناء دخولنا إلى حي غليل، إذ إن هناك أماكن لا يمكن الدخول إليها من دون وجود رجال أمن لحمايتنا من تهجم بعض سكان الحي علينا». وفيما عزا زميله الموظف (ع أ) ل «الحياة» توقفهم عن العمل إلى تأخر الرواتب وضغط العمل، إضافة إلى الخطر الأمني الناتج من دخول بعض الأحياء ليلاًً، خصوصاً أن فترة العمل تمتد إلى 11 مساء، أكد زميلهما (ف ع) أن الكثير من المشكلات تقودهم إلى اللجوء إلى خيار التوقف عن العمل ك«ورقة ضغط» على «الأمانة»، مشيراً إلى أن إدارتهم بالغت كثيراً في تأخر الرواتب لمدة شهرين للمرة الثانية، إضافة إلى زيادة عدد ساعات العمل في بعض الأحياء نتيجة حملة الطوارئ التي تنفذ حالياً. وفي سياق متصل، اعتبر المستشار القانوني والشرعي عضو هيئة التحقيق والادعاء العام سابقاً الدكتور إبراهيم الأبادي في حديث سابق إلى «الحياة» أن عقد العمل الذي عرضته أمانة محافظة جدة على موظفيها في برنامج «حمى الضنك» عقد مجحف، وأكد أنه مخالف لنظام العمل السعودي، «الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/51 في ال 23 من شهر شعبان من العام 1426». وتضمنت العقود التي قدمتها أمانة جدة لموظفي برنامج حمى الضنك الكثير من البنود، (منها: أن مدة العقد ثلاثة أشهر هجرية كفترة عمل موقت، تبدأ من تاريخ مباشرة الطرف الثاني (الموظف) لعمله والذي عينه الطرف الأول (الأمانة)، ويخضع الطرف الثاني خلال هذه الفترة لإشراف ومتابعة الطرف الأول ولا يتم تجديده إلا بعقد عمل جديد). وكان العشرات من موظفي أمانة محافظة جدة تجمعوا قبل أسابيع عدة داخل أحد أحياء المحافظة الساحلية، وهددوا بالتوقف عن العمل، إذ طالب الموظفون المتوقفون عن العمل بعد «ركن» سيارات «الأمانة» بتدخل المسؤولين، ووقف تصرفات رؤسائهم غير السعوديين، التي انتهت بعدم تسليمهم رواتبهم، مشيرين إلى أن المسؤولين رفضوا تنفيذ الكثير من مطالبهم. وحمّل الموظفون «أمانة جدة» ما يحدث لهم من أضرار بسبب مهنتهم التي تحتم عليهم القيام باستخدام مواد سامة، إضافة إلى أن الأجهزة التي تستخدم تعاني من أعطال كثيرة، وتتسبب في تسرب المبيدات إليهم.