لا تقتصر مهمة نيكولا أولو، المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسية لحماية كوكب الأرض، على رفع الوعي عالميّاً بظاهرة الاحتباس الحراري والتعبئة لمكافحتها. بل تشمل تلك المهمة أيضاً رفع الوعي في شأن مجموعة من القضايا العالميّة الملحّة، وإبراز الروابط بينها كوسيلة للحضّ على إيجاد حلول لها. وفي ذلك الصدد، أوضح أولو أنّ «جزءاً من المهمّة المسندة إلي من رئيس الجمهورية، هو أن أترافع بلا كلل كي أوضح أنه لا يمكننا الحدّ من تغيّر المناخ عبر المراهنة على رافعة وحيدة تتمثّل بخفض الآثار المترتبة على انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وهو ما يسميّه الخبراء «التخفيف». نحن في حاجة أيضاً لمساعدة الطبيعة والنُظُم الإيكولوجية على التكيّف مع ارتفاع درجات الحرارة، حتى يواصل كوكبنا منح الجنس البشري ظروفاً تصلح للعيش واستمرار الحياة». وفي ذلك الإطار، لم يكن مستغرباً حضور أولو قبل بضعة أسابيع، قمة بيئيّة أخرى، اذ حلّ ضيف شرف على «مؤتمر الأطراف الثاني عشر لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحّر» الذي عقد في تركيا بين 12 و23 تشرين أول (أكتوبر) الماضي. وأوضح أولو أن الأممالمتحدة تعتبر التصحّر وتغيّر المناخ وتدهور الأراضي، تحدّيات عالميّة ينبغي التصدي لها بجدية وتآزر الآليات الأممية البيئية، خصوصاً الالتزام بما يعرف باسم «اتفاقيّات ريو الثلاثة» التي تهدف أيضاً لتوفير الصحة وفرص التعليم والعمل، بما يساعد على التنمية والقضاء على الجوع وسوء التغذية. وفي سياق متّصل، توّجَت مفاوضات الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول «خطة التنمية المستدامة للعام 2030» في أيلول (سبتمبر) الماضي، باعتماد أهداف التنمية المستدامة. وتشمل تلك الأهداف العمل على مكافحة تغيّر المناخ، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ومكافحة التصحر، وإدارة الغابات بطريقة تضمن بقاءها في شكل مستدام. في المقابل، أشار أولو إلى أنّ مفاوضات المناخ في شأن التخفيف من الاحتباس الحراري، قلّما تركز على دور الأراضي الفعّال في امتصاص الكربون. ويعتبر أيضاً أن المفاوضات الدوليّة اعتمدت أهداف التنميّة المستدامة بوصفها فرصة للخروج من «عقليّة الصومعة»، بمعنى عدم التفاوض حول كل قضية في شكل مستقل عن القضايا الأخرى.