صادف اليوم العشرون من الشهر الجاري اليومَ الأخير من عام 1388، على التقويم الإيراني. وبدأت السنة بداية حسنة مع فائض في بعض السلع، مثل البطاطا التي وزعتها الحكومة مجاناً. ولكن توزيع البطاطا اقتصر على موسم الانتخابات، وتوقف مع اقتراب السنة من نهايتها. وقدمت الحكومة، مع نهاية العام، مشروع قانون في البرلمان يرفع الدعم الحكومي التقليدي عن أسعار المياه والكهرباء، والطاقة والوقود والغاز الطبيعي، ويقترح احتكام الخدمات الحيوية الى سعر السوق. وعانى الاقتصاد الإيراني في 1388 ركوداً قاسياً وبطالة، مع وضع الحرس الثوري («الباسدران») اليد على مؤسسات راجحة الوزن، وتدر الارباح الوفيرة. ففي العام هذا، أحكم الحرس الثوري قبضته على اقتصاد البلاد. وانتقلت إدارة اثنتين من أبرز الشركات الضخمة إلى مجموعتين «حرسيتين». ففي الخامس والعشرين من نيسان (ابريل) 2009 اشترت مجموعة شركات يديرها فيلق «خاتم الأنبياء»، في الحرس الثوري، 51.8 في المئة من أسهم عملاق الصناعات البحرية الايراني، «صدرا». وبعد 5 أشهر، وفي ذروة الاضطرابات الشعبية، بيعت 50 في المئة من أسهم «شركة اتصالات إيران» إلى شركتين يملكهما الحرس الثوري. وحجم الصفقة هذه يضاهي أكبر عملية نقل ملكية أصول في تاريخ إيران. وأعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد أن الاقتصاد الايراني نما 6.9 في المئة، في 1387. وتجاهل نشر المصرف المركزي الإيراني تقريراً يعلن فيه أن النمو الاقتصادي كان أقل من ثلاثة في المئة. وتفشى الركود في الأسواق (البازارات)، في أنحاء إيران، وانخفض حجم التبادلات التجارية، وارتفع عدد الشيكات المردودة، وهبط الناتج الاقتصادي الوطني. وهذه كلها مؤشرات ركود لا سابق له في اقتصاد البلاد. ويذهب عدد من خبراء الأسواق الإيرانية وتجار البازار إلى مقارنة الظروف الاقتصادية الحالية بتلك التي أعقبت الحرب العراقية – الإيرانية وقبول إيران بالقرار الدولي الرقم 598 الذي أنهى الحرب. ويرجح أن تبلغ نسبة التضخم في 1389 ال 50 في المئة. ومستوى التضخم هذا يؤدي إلى قصم العمود الفقري للاقتصاد الإيراني. وأقر مشروع اصلاح المساعدات الحكومية، في الأيام الأخيرة من العام الماضي. واقترحته الحكومة بحماسة شديدة، ولكن رد المجلس كان فاتراً. وانتهى عام 1388 من غير أن يصاغ البرنامج التنفيذي لمشروع القانون. ولا يعرف الناس بَعد كلفة خدمات المياه والكهرباء والوقود. ومن المستبعد أن ترتفع الأسعار في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة. * عن موقع «روز أونلاين» الإيراني، 22/3/2010، إعداد حسام عيتاني