افتتاح فرع في جدة.. ومراكز وعيادات في الرياض

أكّد الرئيس التنفيذي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية عبدالله بن زرعة أن المدينة أضحت «مرجعاً» في مجال التأهيل، وتعد الوجهة الأولى في هذا المجال، مبيناً أنها تضاهي المراكز العالمية المتخصصة، وتعتمد عليها وزارة الصحة في تحويل الحالات التي كانت ترسل إلى خارج المملكة لتلقي العلاج إليها، إذ إن الوزارة رأت أن المدينة تقدم ذات الخدمة التي يتلقاها المرضى في مراكز متخصصة في أميركا وألمانيا والتشيخ.
وأوضح ابن زرعة في تصريح إلى «الحياة» أن لدى المدينة «خطة للتوسع داخل مدينة الرياض، بإنشاء مركز لخدمة مراجعي العيادات الخارجية، ممن لا يحتاجون إلى جراحات وتنويم، إضافة إلى إنشاء عيادات طرفية في عدد من أحياء الرياض، تتكون من صالة علاج، وطبيب تأهيل، وطبيب عام، حرصاً على عدم إهمال مواعيد الأطفال بسبب صعوبات التنقل التي تواجه بعض الأسر»، مؤكداً حرص المدينة على إيجاد برامج «نوعية» لمستجدات الطب وجراحة المخ والأعصاب وجراحة المفاصل والعمود الفقري، واستقطاب الخبراء العالميين لتدريب الممارسين الصحيين فيها. وأشار إلى أن المدينة التي تضم حالياً 511 سريراً، حريصة على التوسع في تقديم خدماتها لتلبية حاجات المرضى على قوائم الانتظار في أماكن وجودهم، من جميع مناطق المملكة ومدنها، وإيجاد الخدمة في أماكن قريبة منهم، مبيناً أنه سيتم إنشاء مدينة مشابهة لمدينة سلطان للخدمات الإنسانية في محافظة جدة، وسيتم الانتهاء من وضع التصاميم قريباً، ومن المتوقع أن يستغرق المشروع عامين إلى ثلاثة أعوام،
وحول توقيع المدينة اتفاقاً مع جامعة جنوب كاليفورنيا خلال «مؤتمر التأهيل العصبي للأطفال.. من التحديات إلى آفاق جديدة»، الذي تنظمه خلال الفترة من الأول وحتى الثالث من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، أوضح ابن زرعة أن هذه الجامعة «تُعد من الجامعات المميزة عالمياً، وتحتل المرتبة ال23 على مستوى الجامعات الأميركية، وفي مجال تأهيل المخ والأعصاب تأتي في المرتبة الخامسة. فيما تتربع على المرتبة الأولى في تخصص العلاج الوظيفي، وهو تخصص نادر عالمياً، وفي المملكة». وقال الرئيس التنفيذي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية: «نحرص من خلال هذه الشراكات الاستراتيجية مع الجامعات المرموقة إلى إيجاد برامج لتطوير الأخصائيين الممارسين لدينا، لما لذلك من تأثير كبير على جودة ونوعية الخدمات التي يتم تقديمها للمرضى»، مضيفاً: «نحتاج إلى تطعيم خبراتنا المحلية بخبرات دولية من خلال هذه الملتقيات للاحتكاك بالعلماء والاطلاع على الأبحاث المتقدمة في هذا المجال، الذي يؤدي إلى إثراء العملية العلاجية والعلمية».
وأشار إلى أن أبرز بنود الاتفاق، تبادل الخبرات للإفادة من تجربتهم في مجال البحوث العلمية المتقدمة، مبيناً أن نطاق التعاون يشمل توطين المعرفة والتقنية العالية، بما فيها الأبحاث التي لا تزال في مرحلة الأبحاث السريرية ولم تطبق بشكل تام على المرضى، تمهيداً لأخذ التصاريح من الجهات المختصة في المملكة في حال إقرارها واعتمادها دولياً، إضافة إلى إرسال الاختصاصيين والاختصاصيات السعوديين للتدريب، وتفعيل دور الأطباء الزائرين.
وأفاد أن رؤية المدينة تنطلق من أهمية التكامل بين تقديم الرعاية والتعرف على الأبحاث العلمية وأفضل الممارسات في العالم، لافتاً إلى أنه سيكون هناك برامج بحث مشترك خاصة في البحوث التطبيقية التي تحقق الفائدة للمرضى والمجتمع، وسيتم تقديمها لجهات داعمة مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتقويم مدى جدواها للمرضى ومن ثم دعهما. وأوضح ابن زرعة أن مركز سلطان بن عبدالعزيز للأطراف الاصطناعية بعد توسعته العام الماضي، «أضحى من أكبر المراكز على مستوى العالم، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط وتضاعف عدد المستفيدين من خدماته من ثلاثة آلاف، إلى تسعة آلاف مريض في العام الواحد»، مضيفاً: «أدخلنا تقنيات جديدة، بحيث يتمكن المريض من الحصول على طرف اصطناعي وأجهزة تعويضية خلال فترة لا تصل إلى أسبوعين».
وبين أن المركز يسعى إلى إدخال برامج نوعية لم تكن متوافرة في المملكة، مثل برامج التجليس المخصصة للأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في العمود الفقري، إذ تم تصميم برنامج يضع الطفل في نظام جلوس يمنع حدوث هذه التشوهات والانحناءات التي ينشأ عنها تأثير في وظائف القلب والتنفس والبلع لاحقاً. وأكّد أن المركز لا يقوم بتصنيع هذه الأجهزة المتقدمة بناءً على اجتهادات ذاتية، مشيراً إلى أنه تمت الإفادة من التكنولوجيا الألمانية ووضع معايير يتم من خلالها إنتاج منتجات تضاهي ما هو موجود في ألمانيا، مبيناً أن المدينة أخذت معايير إحدى الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع التقنيات العالية في الأطراف الاصطناعية، التي تقدم خدماتها لجميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف: «إن المدينة تمكنت من الحصول على اعتراف دولي بعد تطبيق معايير الشركة الألمانية، إذ زار المدينة فريق من هذه الشركة ووجدوا أنها حققت ما يتجاوز 90 في المئة من معايير الجودة، التي تمثل الحد الأدنى للحصول على الاعتراف الذي لم يعط إلى أي مركز خارج ألمانيا».