توقع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل أمس، انتهاء العمل في مشروع مطار الملك عبدالعزيز (الجديد) أواخر عام 2016، وتشغيله «تجريبياً» واستقبال الرحلات في الربع الأخير من 2017، بحيث يستقبل المطار جميع الرحلات الدولية، مقدراً طاقته الاستيعابية بأكثر من 30 مليون مسافر. وكشف المسؤولون عن العمل، أنه تم الانتهاء من تنفيذ معظم الأعمال الأساسية لصالة الركاب وبرج المراقبة والمرافق المساندة والطرق والكباري والبنية التحتية، شاملاً شبكة تصريف الأمطار بنحو 86 في المئة، والبدء في اختبارات الأنظمة الخاصة مثل سيور الأمتعة البالغ طولها 33 كيلومتراً والقطار الآلي لنقل ركاب الرحلات الدولية، إضافة إلى جسور الركاب والبالغ عددها 96 جسراً، منها أربعة جسور لخدمة الطائرات العريضة «أرباص 380»، وتم الانتهاء من رصف مواقف الطائرات والممرات والبدء في تخطيطها، وبالنسبة لبرج المراقبة البالغ ارتفاعه 136 متراً تم الانتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية والتشطيبات والعمل على تركيب أنظمة الملاحة الجوية قيد التنفيذ. وتفقد الفيصل أمس، المشروع، ووصفه ب«الضخم والعالمي»، لافتاً إلى أنه سيكون «علامة فارقة في محافظة جدة، ومظهراً حضارياً كبيراً جداً لكل زائر ولكل معتمر، ولكل حاج يصل إلى جدة، ويفاجأ بهذا العمل المميز». وكشف عن أن هناك مرحلة ثانية سيتم الشروع بالعمل فيها قريباً. وقال: «إن مثل هذه المشاريع العملاقة هي التي ستنقلنا من العالم الثالث إلى الأول، لما تتميز به من تقنية عالية تتوافر في هذا المطار». ونوّه أمير مكةالمكرمة إلى أن المطار الجديد سيكون «مفخرة لسكان جدة وللأجيال المقبلة بصفة خاصة، وأبناء المملكة بصفة عامة، كون جدة الميناء البحري والجوي لمكة»، لافتاً إلى الروح «العالية» التي شاهدها خلال مراحل بناء هذا المشروع. وقال: «أرجو أن يتكرر بناء مثل هذه المشاريع بهذا الحجم والإتقان، وهذه الروح التي وجدتها للمنفذين للمشروع». وفي السياق ذاته، دعت الهيئة العامة للطيران المدني شركات عالمية متخصصة في تشغيل المطارات الدولية، وسيتم استكمال متطلبات الترسية قبل منتصف 2016. وسيتمكن المطار الجديد من خدمة 70 طائرة في آن، وسيتم إمداد الطائرات بالوقود والمياه عبر تمديدات تحت الأرض من دون حاجة لاستخدام سيارات أو معدات، وسيسهم في استيعاب الجيل الجديد من الطائرات العملاقة فئة F مثل (A380). وبينت الهيئة أن أعمال المشروع تسير وفق الخطة والجدول الزمني المحددة له، إذ وظف لتنفيذه نحو 110 شركات، جندت له نحو 26 ألف عامل ومهندس، ويُستخدم في المشروع نحو 2600 معدة. أبرز ملامح المرحلة الأولى ومن أهم مرافق المطار الجديد في مرحلته الأولى، مجمع صالات سفر بمساحة 720 ألف متر مربع، يتيح لجميع الناقلات الجوية العمل تحت سقف واحد، و46 بوابة للرحلات الدولية والداخلية منها بوابات تستوعب الطائرات العملاقة فئة -F، مثل A380، و94 جسراً متحركاً لخدمة الطائرات من مختلف الأحجام بمعدل جسرين لكل بوابة فئة E وثلاثة جسور للفئة F، وخمس صالات لركاب الدرجة الأولى ورجال أعمال، «اثنتان» منها للمسافرين على الرحلات الدولية المغادرة و«اثنتان» للمسافرين على الرحلات الداخلية، أما الخامسة فهي للمسافرين المواصلين على رحلات دولية وداخلية. كما تحوي المرحلة الأولى برج مراقبة بارتفاع 136 متراً، وبذلك يصبح أحد أعلى أبراج المراقبة في العالم، ومجمع صالات للاستثمار التجاري بمساحة 27.987 متراً مربعاً، فضلاً عن مسجد يتسع لثلاثة آلاف مصلٍ ومصليّة، يشمل باحة خارجية للصلاة لنحو 700 مصلٍ، و220 كاونتراً لخدمة الركاب، إضافة إلى 80 جهاز خدمة ذاتية للركاب، ونظام قطار آلي لنقل ركاب الرحلات الدولية داخل مجمع الصالات ونفق يوصل إلى مركز لصيانة القطار آلي ومن ثم للمرحلة الثانية، ونظام متطور لمناولة أمتعة المسافرين يبلغ طول سيوره 33 كيلومتراً. وتبلغ مساحة ممرات وساحات جانب الطيران في المرحلة الأولى 1.7 مليون متر مربع، إضافة لثلاثة مراكز أحمال رئيسة توفر 470 ميغا فولت أمبير، وشبكات مرافق وخدمات (كهرباء، مياه شرب، مياه غير نقية، مكافحة حريق... إلخ)، ومركز نقل للركاب مرتبط مع محطة قطار الحرمين السريع، ومواقف سيارات للمدد القصيرة تستوعب 8200 سيارة تتألف من أربعة طوابق، ومواقف سيارات للمدد الطويلة، منها مواقف عامة تستوعب 4356 سيارة، ومنها ما هو مخصص للحافلات وتستوعب 48 حافلة، ومنها ما هو مخصص لسيارات الأجرة وتستوعب 651 سيارة، علاوة على موقف يستوعب 1243 سيارة مخصص لشركات تأجير السيارات، ومواقف سيارات للعاملين بالمطار تستوعب 9123 سيارة. وتحوي المرحلة الأولى فندقاً لركاب الترانزيت بمستوى أربع نجوم يضم 120 غرفة، ومحطة إطفاء وإنقاذ، ومركزين متكاملين للمعلومات متصلين بشبكة كابلات (ألياف ضوئية)، ونفق خدمات بطول 9500 متر، وممراً للخدمات يربط جميع مراكز الأحمال بعضها ببعض بطول 46 كيلومتراً، وحقل خزانات لوقود الطائرات مع شبكة توزيع، ومباني للخدمات الأرضية والصيانة، ومشتلاً لخدمة أعمال تشجير المطار، وشبكة طرق بطول 36,5 كيلومتر وتشتمل على عدد من الأنفاق والجسور. التصميم المعماري وتقنياته الحديثة عن ملامح التصميم المعماري للمطار الجديد وتقنياته الحديثة، تميزت التصاميم المعمارية بطابع مستوحى من الطابع الإسلامي وفي الوقت ذاته يتلاءم مع بيئة المملكة، كما يجري العمل على نشر المسطحات الخضراء حول وداخل مجمع الصالات، ومن ذلك إنشاء حديقة داخلية بمساحة 18 ألف متر مربع، وحوض مائي لأسماك الزينة بارتفاع 14.2 متر، وقُطر 10 أمتار، من أجل ربط المطار ذهنياً ببيئة جدة البحرية. وتمت مراعاة الاحتياطات البيئية منذ البداية أي أثناء مراحل التصميم، ومن أمثلة ذلك معالجة مياه الصرف الصحي، اختيار المواد الإنشائية والكهربائية الصديقة للبيئة، ما سيؤهل المشروع للحصول على الشهادة الفضية LEED من لجنة المباني الخضراء بالولايات المتحدة الأميركية، والتي تُمنح للمشاريع الصديقة للبيئة. ووفقاً لمخطط المشروع، سيتم تخصيص مساحات كبيرة داخل مجمع الصالات للاستثمار التجاري تصل إلى نحو 27.987 متراً مربعاً، علاوة على المساحات الخارجية، ومن المخطط له أن يتم إسناد تشغيل المطار وصيانته لإحدى الشركات العالمية، لكن ذلك سيتم وفق شروط تضمن مستويات عالية من الخدمات والصيانة. وكان مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد فاز بجائزة أفضل مشروع هندسي على مستوى مطارات العالم، خلال المنتدى العالمي الثامن للبنية التحتية لعام 2015، الذي أقيم في مدينة نيويورك.