حمل أكثر من 1500 طفل، أزهاراً مختلفة الألوان والأشكال، عانقوها ووضعوها بين أيديهم، وأمام صدورهم، «بحثاً عن الأمان البيئي»، بعد أن شاهدوا وتعرفوا على حجم الكوارث البيئية، التي يشهدها العالم في مختلف البيئات، وذلك من خلال المهرجان البيئي الثاني «قطيفنا خضراء»، الذي انطلق أمس، وسط أجواء بيئية «متقلبة»، أبرزها الأتربة التي دهمت المنطقة في شكل مفاجئ، فيما اجتمعت أمس الفصول الأربعة بمختلف ظروفها البيئية، في يوم واحد. لكن الأطفال واجهوا هذه التقلبات بزهورهم ورغباتهم الجامحة في المشاركة في هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية «العطاء النسائية الخيرية» في محافظة القطيف، للعام الثاني على التوالي، وذلك تأكيداً على أهمية البيئة في مستقبلهم. واحتشدت المئات من العائلات، في مكان المهرجان منذ الصباح الباكر، فيما شاركت أكثر من 300 عائلة، مكونة من أكثر من 800 فرد، في مسابقة المشي، التي نظمتها الجمعية «دعماً للبيئة وللمرأة»، توزعوا بعدها على أركان المهرجان المختلفة، التي تركزت معظمها على الجهات الداعمة والمهتمة في حماية البيئة. وشارك في هذا المهرجان، عدد من الجهات الأهلية والحكومية، المُختصة في حماية البيئة، خصوصاً أشجار «المانغروف». فيما تواجدت بعض الجهات «المُتخاصمة» بجانب بعضها، وركنوا خلافاتهم واتهاماتهم المُتكررة حول المسؤولية عن القضاء على أشجار «المانغروف»، وتضامنوا لتعريف الناس بأهمية الحفاظ على هذه الشجرة البيئية «الثمينة»، خصوصاً في مياه الخليج، ودروها الفعال في الكثير من التوازنات البيئية المختلفة. وبدأ المهرجان بسباق مشي سريع بمشاركة عائلية كبيرة، توجت فيه ست عائلات من الفائزين في نهايته، بكؤوس ذهبية رمزية، وذلك قبل أن تبدأ فعاليات الفترة الصباحية، بعرض ثلاثة أفلام وثائقية قدمتها شركة «أرامكو السعودية»، ولجنة أصدقاء البيئة في القطيف، تركزت على أهمية البيئة، وطرق المحافظة عليها. فيما شهد المهرجان عدداً من الفعاليات المختلفة، التي تركزت على المحاضرات التوعوية والمسرحيات، أبرزها فيلم لجمعية صيادي الأسماك بعنوان «ما تبقى من خليج تاروت»، ومحاضرة «حياة بلا ملوثات» لرئيس تحرير مجلة «الطب البديل» خالد التركي، ومحاضرة «ظاهرة الاحتباس الحراري»، قدمتها «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة»، و»قصة البيئة» للشركة السعودية للكهرباء، ومسرحية «ماذا فعل الإنسان»، ومسرح العرائس لجمعية العطاء. كما شاركت مجموعة «لمسة فن» التشكيلية بلوحة جدارية، بطول خمسة أمتار، رسمها ستة فنانين وفنانات من المجموعة. وتحدى المشاركون بعضهم البعض للخروج بلوحة تشكيلية «تعكس مدى أهمية البيئة». ونجحت إدارة المهرجان بإدارته المكونة من طاقم نسائي، بعد أن انضم عدد من المتطوعات للجمعية خلال الأيام الماضية، للمشاركة في تنظيم الفعاليات المختلفة. خصوصاً بعد أن أخذت إدارة الجمعية على عاتقها تنظيم المهرجان من دون الاستعانة بأي عنصر «ذكوري»، ما أعطى المتطوعات الضوء الأخضر للمشاركة في هذا المهرجان، ودعم المرأة، والتأكيد على أهميتها في المجتمع.